الجزء 12 قصتي مع الشبح

بعد ايام وقد اتخذت حياتي منحا مختلفا ....فها انا اعيش في منزل وسط الغابات محاطا بالمقبرة من ناحية

وبغابة موحشة من باقي الجهات .تمتليء بغموض لم اتاكد منه بعد ...وهذا البيت الغريب وهؤلاء الناس

الغرباء ...واكتملت الامور بوجود الاميرة الجنية زارا..و بالغرفة المجاورة.!

اين انا من الحقيقة ..وما الذي جاء بي الى هنا..لايمكن ان يكون هذا طبيعيا .. انا لا اؤمن ان الجن يتحكمون بنا

على هذا النحو ...... ساصبر وارى ......والزمن كفيل بتفسير كل شيء...
=====================
لم يكن في البيت مصدرا للماء ..ولم يكن به حمام للاستحمام.وكان يجب علينا الذهاب الى الحمامات

العامه والتي كانت تنتشر في وسط المدينه.

حتى بيت الراحة كان خارجيا..وكان استعماله معاناة قائمة بذاتها خاصة ليلا...حيث الجرذان

وحتى الافاعي تفاجئنا او اننا نحن من نفاجئها...ولكن- النتيجة واحدة...ورغم كل هذا كنت اقول لنفسي

اصبر ان هذا مؤقتا ..واني سانتقل من هنا بعد ان اسجل بالجامعة...ولكن الايام اثبتت لي عكس ذلك..

فلم تسمح زارا بذلك...وسياتي ماحدث في السياق..

===========
بعد ايام بدأت اتعود على حياتي الجديده..واصبح الطلبة اصدقاء لي وكان اقربهم لي فؤاد والذي

كان من الاردن من عمان...وكان يساعدني في التعرف على البلد والتعرف على اماكن الجامعات

حيث كانت كلياتها موزعة في ارجاء المدينة....اصبحت صداقتي مع العائلة جيدة جدا

وكان الطلبة يحسدوني على ذلك وخاصة صداقتي مع ادلا..حتى ان والدتها قد عرضت علي

ان اتزوجها ..وانا اكتفيت بتاجيل الامر حتى اتمكن من دراستي..ولم ارفض العرض الا ان زارا

قد حذرتني من الاقتراب من الفتاة..

ففي احدى الليالي.. كنت قد جلست خارج المنزل في الفناء حيث كنت اجد الراحة في الابتعاد قليلا

عن الضوضاء في الداخل.. سمعت صوت زارا ولكني لم اراها.. قالت لي : باني كان يجب ان

اخذ رايها قبل ان اتي الى سراييفو.. واخبرتني اني قد سببت لها احراجا كبيرا عند الكبار

وحذرتني بان لذلك عادة عواقب وخيمة...ولكن اكتفت بان يكون هشام من يدفع الثمن

لانه من شجعني وجاء معي..قلت لها: مامعنى ذلك؟؟ فانا من اتيت به هنا..

قالت : نعم ولكن احدا يجب ان يدفع الثمن ولم ارضى ان تكون انت.. لذا فلن ترى هشام بعد اليوم.

الا تفهم..ارجو ان تحاول استيعاب حياتك الجديده...

والحقيقة اني لم افهم ماعنت تماما...و اكتشفت فيما بعد ان لا احد قد راى هشام بعد ذلك اليوم..

حتى اني اتصلت باخيه حسن بحجة الاطمئنان علية..فسالني هو عن هشام

قلت له: الكل مشغول..في التقديم للجامعات وقلت له اني لم اراه منذ فتره
=================

تابعت زارا كلامها قائلة: واكتفينا باتخاذ قرار بالنسبة لك وهو انك لن تنجح هنا في الدراسة

هنا سالتها وهل كان الاستقبال الرائع عند وصولنا هنا لهذا السبب؟.وتلك اليلة القاسية؟.

وهل وجودي هنا ايضا في هذا المنزل لنفس السبب...

ضحكت ولم تجب على السؤال..وتابعت تقول : اياك ان تفكر بالزواج من ادلا..فانت

لا تريدني ان اغضب.اليس كذلك؟.وكان لكلمتها وقع في نفسي..فحبنها احسست بضعفي واحسست باني

فقدت ارادتي امامها ثم قالت: لا تجعلني ابدو حمقاء عند الساده

ارجوك ان تفهم..قلت بغضب: انك انت (ادلا) وتريديني ان ابتعد..كيف؟.قالت ضاحكة: لا ابدا انا لست هي

وانا قلت لك سابقا ان ذلك كله في عقلك.الم تلاحظ انك تكلم نفسك.ولا تراني

قلت: ولكنها تشبهك تماما..وهنا شعرت بصفعة على راسي
=====================
لم اعد اشعر بوجودها.... وعدت الى الداخل محاولا ان انام ولكن دون جدوى

فقد كنت غاضبا لاحساسي اني فقدت قدرتي على ادارة حياتي..ولاني اصبحت اعيش

لا ادري هل هو واقع ام اني ساستيقظ على حلم مزعج او كابوس طال امده

ام اني فعلا لا افهم مايحصل كما قالت...وبقيت مضطربا حتى جاء الصباح

اتممت الاستعداد للذهاب لكلية الكهرباء .حيث قدمت طلب الالتحاق.وكانت في جانب

اخر من المدينه..وكان فؤاد يستعد للذهاب الى كلية الطب. حيث قدم طلباته وهي في منطقة اخرى...

وباقي الشباب باقون في المنزل ..

خرجت من باب الرئيسي ..فوجدت ادلا تاتي من الباحة حاملة انية للمياه..

حيث يتم تعبئة الماء من بئر قريبة..وتكاد تكون هذه مهمة انثوية يومية متكررة

ابتسمت لها كالعادة وقد لاحظت اختلافا عاما بها خاصة وجهها وكانها هي ولكنها ليست هي!!!.

انها جميلة بحق ...ولكنها ليست من كنت اعرفها بالامس حتى اني دققت النظر مليا..اما هي

لم تنظر الي ابدا وكاني غريب لا تعرفة...وشعرت بخجل شديد ولكنه يمتليء بغضب اشد

وسريعا اتخذت قرارا ندمت عليه فيما بعد...نعم ساتحدى زارا واتحدى كل شيء
===========================
لقد بدات احب ادلا وفعلا ارغب بالزواج منها..وليس لاحد راي في هذا

وارتفعت روح التحدي بداخلي...حتى كاني اصبحت اتحدث الى ادلا من داخلي وانا متاكد

بانها تسمعني..وسمعت نفسي اقول له فلتذهبي الى الجحيم فانا سافعل مااريد وليست حياتي كما تريدين

ولو كنت تحبينني كما تتدعين فانك لن تتلاعبي بحياتي وبعواطفي كما تفعلين..

وصلنا الى مدخل الكليه وذهبت فورا الى لوحة الاعلانات كي ارى هل قبلت للدراسة ام لا

وتغيرت حالتي فورا عندما اكتشفت اني قد تم قبولي...وشعرت بروح التحدي تتزايد قوة في نفسي

واحسست اني سانجح في هذه المواجهة..واصبحت اردد في نفسي بان لا احد له سلطة على احد
=========================
ادركت باني يجب ان اتجه الى الله ليعينني على هذا الموضوع ... ويساعدني في التخلص

من هذا الشر المطلق....وربما انجح في دراستي وليس كما قالت زارا وانا اقول باستهزاء

كيف لن انجح ..فها انا قبلت في الجامعة وساتابع واجتهد مااستطعت ان شاء الله.

عدت الى البيت مسرورا مما عزمت عليه..وكلي امل باصلاح الامورخاصة مع ادلا

التي فعلا بدات افكربها وباستمرار..


دخلت غرفتي..ولم يكن هناك احد من الشباب...وبعد برهة ذهبت في نوم عميق فانا لم
ا
انم ليلة البارحة..وكنت قد نويت ان ابعث برسالة الى الاهل بعد ان استيقظ لاخبرهم بقبولي في كلية

الكهرباء في سراييفو ..ليتم تحويل الحوالات المالية الى هناك خاصة الان ليتم دفع الرسوم الجامعية

استيقظت بعد العصر بقليل ..على ضوضاء الشباب الذين قدموا من الخارج بعد ان

ذهبوا لشراء بعض الاغراض..قمت وانا اتمتع بمزاج جيد واشعر براحة جميلة..وبانتصار داخلي

وبدانا نتبادل اطراف الحديث والمزاح بصوت عال الى ان فجاة فتح الباب بقوة

وكانت ادلا تصرخ باسلوب شخص حانق ....وبشدة قالت: الا تستطيعوا ان تتحدثوا بهدوء

هل تظنوا انه لا يوجد احد غيركم هنا؟..وفامت بالخروج وصفعت الباب بقوة

حتى قبل ان تسمع اي تفسير او اي اعتذار...

فورا نظر الشباب جميعا باتجاهي كانهم يسالوني ما الموضوع..لماذا هي كذلك؟؟

لم اقل شيئا..ولكني ادركت ان هذه هي ادلا الحقيقية.. حتى اني اراها بشكل مختلف الان..

ام ان زارا لها يد في الموضوع؟...لا اعلم..ولكن وضمن خطة التحدي الجديدة

وجدت نفسي اخرج من الباب بسرعة متجها الى الغرفة المقابلة وبدون استاذان

فتحت الباب فوجدت ادلا تبكي جالسة على طرف سريرها ..ولم تلتفت لترى من فتح الباب

قلت وكنت ابحث في عقلي عن كلمات مناسبة: ماذا تريدين ؟؟ولم هذه العصبية؟ ولماذا

تبكين؟؟؟.. ولم يحدث الا ان ازداد بكاءها ونحيبا...

قلت لها : لو انك غاضبة من شيء ما ..فلم يكن هنالك اي داع للتسبب لي بالاحراج امام اصدقائي

انهم يظنون انني السبب ..ثم لماذا كل هذا البكاء؟؟...ارجوكي اخبريني فلربما استطيع المساعدة

التفتت وقالت بحدة وحرقة: تساعدني ....بعد كل الذي فعلته؟؟ لا اريد منك اي شيء..



====والى اللقاء====اسماعيل غانم

معلش بدي اسال انت ايش تخصصك ؟؟

وانت هسه وين ؟؟

وهاد الحكي باي سنه ؟؟



متاااااابعه اسماعيل

بالانتظار

انا سوار مهندس اجهزة الكترونية وطبية

متخرج من جامعة هيوستون بتكساس

اما القصة حصلت في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي

بعد انتهاء حرب البوسنة

ونتابع معا

يسلموا اخ اسماعيل غانم
وبنتظار البقيه

حاضر بريق

هي الجزء التالي وصل

ووصلنا الغابات


مررت هنا

ومازلت متابعة يا بشمهندس