الجزء 17 قصتي مع الشبح

ذهبت مباشرة بعد ان تهيأت بشكل مناسب للمناسبة السعيده التي لا يعرف

عنها احد اي شيء ..وما ان وصلت مكتب كاتب العدل في احد الشوارع

الراقية الا وكانت بوسيلكا تنتتظرني بالفعل وكان معها اثنان ممن كانوا في

الاحتفال..حيث قالت : هيا لنتابع الاجراءات.. هل احضرت اوراقك

الرسمية؟.قلت: طبعا هاهي..قالت : هؤلاء فلان وفلان وسيكونان شاهدان

على هذا الزواج....واضافت : هل تشعر بالسرور

لاننا سنتزوج..وبهذه الطريقة.

نظرت في عينيها الرائعتين وقلت لها:لا اعلم ..اشعراني في مهمة رسميه

قالت هي كذلك ..وها انت تدرك ذلك ومع كل هذا فاني سعيدة بشاب

مناسب مثلك فكثيرون منا ليسوا محظوظين هكذا....

وكنا نتابع مسيرنا باتجاه المكتب المقابل في نهاية الممر المتسع الذي يتوسط

مجموعة من المكاتب وتابعت كلامي قائلاَ:هل نذهب الى مكان ما بعد

الانتهاء من هنا..اقصد للاحتفال مثلا قالت: لا لايمكن فيجب ان نتابع

تحضيرباقي الامور ..فنحن سنغادر اليوم الى صربيا فما زال امامنا مهمة

في بلغراد نتابع بعدها الى الاردن

قلت: هذا رائع فهي فرصة ارى بها مصطفى لاودعه وازورصديقي حسن

لاستفسر عن اخيه هشام الذي لم اسمع عنه منذ اتينا الى هنا

وانتظرت قليلا علها تعلم شيئا فتقوله لي ..لكنها لم تبد اي ردة فعل

فتابعت كلامي قائلا :وازور السيدة العجوز التي كنت اسكن معها هي

وزوجها...قالت بسرعة :كلا هذه لا تزرها فقد علِمت بانك من عبث

بالمروحة التي تسببت بمقتل زوجها...وظهر ذلك بعد تحقيق الشرطة

قلت لها وما ادراك انت ..قالت:كاردوف فقد اخبرته زارا..قلت ومن هذا

ولم أتابع ولكني اشرت اليها اني قد فهمت من هو هذا كاردوف
ا
نه الجني الملازم لبوسيلكا بالطبع

لم اتابع حديثي فقد اصبحنا داخل المكتب حيث اتممنا المعاملات بالطريقة

التقليدية لديهم ..ثم خرجنا فقالت بوسيلكا:هؤلاءالشباب يتابعون هذه

الاوراق..دعنا نذهب انا وانت لمتابعة التحضيرات..وما ان اصبحنا خارجا

قالت: هيا اذهب الى المنزل واحضر اغراضك وحقائبك..ونتلاقى الساعة

الرابعة تماما في محطة القطار حيث سننطلق في قطار الساعة السادسة ..

ولاتتاخر..قلت: حاضر زوجتي العزيزة..فابتسمت

ونظرت لي بتلك النظرة الساحرة وهمست بصوتها الانثوي:هيا

اذهب.......يازوجي العزيز.قلت : هل من الممكن ان ادعوكي بوسي..

قالت :الا اذا ناديتك سامو..وضحكنا ..وانطلقت مودعا
============================================

بعد ذلك الاحتفال الغريب ليلة البارحة..لم اعد كما كنت واصبحت اشعر

بانني شخص مختلف..شخص يسيطرعلية شر من نوع ما .شر يتدخل في

مشاعري وتفكيري.فلم اعد اشعر بذلك الحب الجامح الذي كان بقلبي لادلا

وهاانا ذاهب لاودعها ولا اشعرحتى بعطف تجاهها ....وعند ذكري لهشام

لم اشعر باي تانيب للضمير..وحتى حبي الجديد لبوسيلكا ليس حبا على

الاطلاق انه كل شيء الا الحب.. والحقيقة اني بدات اشعربالقوة في داخلي

وكأن المشاعرهي باب الضعف عندنا وان الضمير هو الجزء المؤلم من

هذه المشاعروالاحاسيس ..وادركت انه ليس لي حاجة بذلك الضمير فمن هو

الذي يحب ان يشعر بالالم ؟..ولماذا..؟ ومن اجل من..؟
====================

وصلت المنزل وبدات بالاعداد للانطلاق الى حياتي الجديدة الرائعة

وما ان انتهيت حتى خرجت لاودع اولئك الناس الطيبين السذج ..وكان هذا

شعوري تماما ..وما ان اخبرت ادلا باني مضطرللسفر الى بلادي لارى

والدي المريض..واني قد لا اعود..متناسيا بذلك اوامر زارا بان لا اقول

اني لن اعود .... ولكني وجدت انني قادر على اتخاذ قراراتي بنفسي.فما

الذي يمكن ان يحصل؟؟ بدأت ادلا بالبكاء .. فاضطررت لتقمص شخصية

المحب الذي سيسافرغصبا عنه لظروف القاهرة..وقلت لها اني ساحاول

الرجوع من اجل حبنا ولو لفترة وجيزة من اجل ان نتزوج..وكنت اعلم

بداخلي اني اكذب واني لم اكن ابالي

ثم قمت بوداع باقي العائلة وقلت لهم ان يوصلوا سلامي للاصدقاء لاني لن

اتمكن من وداعهم فانا على عجلة من امري..ولااستطيع الانتظار
===========================================
وصلت محطة القطار الساعة الخامسة الا الربع ولم تكن بوسيلكا قد جاءت

بعد..فجلست انتظر على مقاعد الانتظار في تلك القاعة الضخمة

وبين الالاف الاصوات وشتى انواع الضجيج سمعت زارا تصرخ قائلة

انت لن تتعلم قط ..فانك لا تستطيع عمل اي شيء بطريقة صحيحة

لقد ضقت ذرعا بتصرفاتك الحمقاء وانت الان ستدفع ثمن مافعلت فلم يجب

ان تقول لادلا انك ذاهب ومن الصعب ان تعود لأن ذلك له تاثير على

الترتيبات التي نقوم بها وكل هذا بسبب شعورك الغبي بالثقه التافهة

ستبقى هنا وفي هذه المحطة وعلى هذا الكرسي مدة يومين عقابا لك

ولن تستطيع القيام من هنا لاي سبب من الاسباب وهذا باعتباره انذار

اخيرا..فستكون هنالك محاكمة اذا اخفقت في اية مرة قادمة

قلت لها: ولكني اخبرتها اني ساحاول ان اعود مهما حصل

قالت بعصبية شديدة : اوليس ذلك يختلف عن انك ستعود وبشكل اكيد بعد

بضعة ايام؟ ..ان عملنا يحتاج الى ادراك كامل ودقة ..وليس الى ذكاءك

وتدبيرك الاخرق...واختفت فورا ولم تسنح لي اي فرصة حتى

للاعتذاروشعرت باحباط عظيم وايضا شعرت بغباء شديد وقلت في

نفسي:اجل لقد حذرتني.... وانا لم اعير الامر ذلك الاهتمام

ولكني اقسم باني سأنتبه في المرات القادمه

لم تات بوسيلكا.. فبدات اشعر بالملل وبدأ الهدوء التدريجي يعم المكان..فقد

حل الليل و ذهب الجميع ..الا انا حيث التزمت مقعدي مع شعوري بشلل

يسيطر على عقلي وجسدي وبات يعتريني الم شديد في قدماي ولا اعرف له

سبب فلم اشعربمثل ذلك من قبل....وكانني قد اصبحت قطعة واحدة من

اللحم المتجمد
==========================
لم يعد بالقاعة الا عمال النظافة وبعض الموظفين الذين يمرون بجانبي

ولا يلقون لي بأي بال..وكأنني ليس لي اي وجود ..واحاول ان انادي فلم

استطع ..واصبحت اتوسل زارا من داخلي الى ان سمعتها تقول من بعيد ان

الامر ليس بيدي وستدرك فيما بعد ماالذي قد فعلته لعلك تتريث في المرات

القادمة وتنتبه للاوامر جيدا..وهي اوامروليست طلبا افهمت..؟احسست

بصفعة على وجهي..ودب في قلبي خوف من نوع ما ..فلم ارى زارا

غاضبة بهذا الشكل من قبل..
=========================
لم اعد اشعر باطرافي ..وكانها متجمدة من برد شديد..وطالت الساعات

واشتدت الوحشة والظلام فلقد اطفأت الانوار.ولم يعد هنالك اي شخص

غيري ..واحاول جاهدا ان اتحرك علي ارتاح او انام ولكن دون

فائدة..وبت اتساءل كيف من الممكن ان يفعلوا بي ذلك

واقسمت على ان افعل شيء ما... لما فعلته زارا بي ..فما هو الجرم

العظيم الذي ارتكبته..وهل استحق كل هذا؟؟؟

واقسمت ان اجد طريقة اتخلص بها من هذه الورطة.نعم ساجد طريقة ما

ثم تمضي ساعات طويلة مؤلمة وانا لا افعل الا التفكير في الخلاص

من الموضوع برمته وادركت ان خروجي من هذا البلد سينهي قيمة الورقة

التي كتبتها بخط يدي..فساكون بعيدا ومن الصعب ان يصلوا لي

وجاء الصباح وانا على الحال ذاتها واستمر نهار شاق طويل كأن ليس له

نهايه.. والناس تاتي وتذهب وانا اجلس متمسمرا على المقعد الخشبي الذي

اصبح جزءاَ من جسدي او اني انا جزء منه..فلم اعد اشعربشيء

وبعد ساعات طويلة لمحت عزيزتي بوسيلكا قادمة من بعيد فظننت انها قادمة

لتانيبي .فلم ينتهي اليومين بعد.الا انها حين وصلت ومدت يدها محاولة مساعدتي على النهوض

قمت بسرعة وكأن ليس بي شيء وقالت: هيا حتى لا نتاخر فالساعة

السادسة الا الربع..قلت لها ولماذا لم تات بالامس..ضحكت وقالت:نحن

بالامس ياحبيبي المشاغب..هيا ساشرح لك فيما بعد


========والى لقاء======اسماعيل غانم====

يسلموا ايدك اخ اسماعيل غانم
متابعه

الله يسلمك بريق

تسعدني متابعتك

كل الاحترام

وانا انشا الله متابع

هلا اختي وجد

راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع



أتابع،،،،،،،،،،،،

تسعدني متابعتك صدى الامواج

دائما لك حضور مميز

لك تحياتي