الجزء 18 قصتي مع الشبح

[ركبنا القطار الذي مالبث ان انطلق تماما الساعة السادسة كما كان مقررا
وفي العربة المتوسطة كانت مقصورتنا انا وبوسي حيث قمنا بوضع حقائبنا في الاماكن المخصصة ..ومما لفت نظري انها قد احضرت حقائب
كثيرة حتى ان رجلين كانوا يحملون معها تلك الحقائب ..وهما نفس الرجلين اللذين كانا قد شهدا على عقد الزواج في مكتب كاتب العدل صباح اليوم..وبعد ان وضعا الحقائب تحت المقاعد ترجلا من القطار دون ان يتكلما اي كلمه.وانا لم استفسر عن ذلك لظني بانها كلها اغراضها
الشخصية...ولانها ستسافر معي الى الاردن ثم الى امريكا.. فلن
تكون لها عودة الى هنا... فمن المؤكد انها احضرت كل اغراضها
===================================
بدات سرعة القطار بالتسارع رويدا رويدا الى ان اصبح خارج حدود المدينه حيث انطلق باقصى سرعة في تلك المناطق الزراعية الريفية الجميله التي طغى عليها لون الشمس الذهبي الاحمر وهي تتراجع تحت خط
الافق البعيد..حيث وقفنا انا وبوسي ننظر خارج نافذة القطارالى ذلك
المنظر الرائع ونتبادل حديثنا بمزاح لطيف تارة وباغاظة
تارة اخرى ..تماما كما يفعل معظم المتزوجون حديثا
وما هي الا ساعة حتى غابت الشمس وهي تشد ستائر الليل المظلمة
الى الاسفل محاولةً ان تخفي كل ما تبقى من خيوط اشعتها المبعثرة
رجعنا بعد برهة الى مقصورتنا حيث اضيئت الانارة الداخلية للقطارحيث احسست بجو دافء يعم المكان مما اضفى راحة
نفسية قلما يشعر بها الشخص منا..
===================================
جلسنا متقابلين ووضعت يداها في يداي وقالت: كيف ترى حياتك الجديدة
سامو ..وهل انت مستعد لكل ماقد يحدث؟؟...قلت لها هل تقصدين الاستعداد النفسي ؟؟.....قالت : نعم هو هذا .قلت: بالطبع ..بل
على العكس فانا متشوق لكل ماقد ياتي وبالمناسبة اريد ان اسالك سؤالا
قالت:تفضل قلت:منذ متى وانت متعاونة مع الجماعة قالت: منذ كنت
طفلة حيث توفي والداي في حادث مريع وعشت في احد ملاجيء الايتام..واصبحت في حالة صعبة الى ان قابلت كاردوف في احدى الليالي في غرفتي حيث كنت املك تلك الدميه التي اصبحت تتحدث معي ..ثم بدات القصة تكبر كلما كبرت انا الى الان..قلت : وهل هو معك الان
قالت: نعم..قلت وكيف تعرفين قالت: اشعر به في قلبي
قلت: وهل يكونون هناك ...قالت : لا انه شعورفقط ..قلت: ولماذا
لا اشعر انا بوجود زارا ....قالت: ان هذا يتطلب وقتا
ومع ازدياد القناعة واستمرار التعامل معهم يصبح الشعور بهم مرهفا
قلت : وهل هم دائما معنا؟ وهل زارا هنا الان ايضا؟...قالت : في معظم الاوقات هم معنا الا ان ذهبوا لرؤية شي ما يحصل في مكان اخر ..او لياتوا بمعلومة ما او ان كان لديهم اجتماع ... ولكنهم يعودون مان ينتهوا ... حتى في اوقات نومنا ..وبالنسبة لزارا فانا لا استشعر بها
ابدا ..انها لك انت .عندها سمعت زارا تقول : انا هنا ..وسابقى معك كما وعدتك ها..ها ..وتابعت بوسي تقول : انهم كثيرون وهم مراتب
فالعاديون يمرون باستمرار ويتدخلون بكل شيء ولكننا لا نسمعهم
ولا نشعر بهم وهم يعملون على الناس العاديين وليس على المختاريين امثالنا وهم يعلمون اننا مختارون..واننا من المتعاونين معهم فيبتعدون الا ان كانت عندهم اوامر ينفذونها فهناك جزء منهم لهذا الغرض امثال المعاون زردش
وقد علمت انك قابلته في احدى المرات في المقبرة..اليس كذلك؟؟
قلت : بلى ..لقد حصل .وبالمناسبة هل من الممكن التخلص منهم
ضحكت زارا قائلة : ولماذا تريد ذلك؟؟..اما اذا قلت لي سببا واحدا يقنعني
فانا اعدك ان اذهب دون عودة..وهذه احدى الطرق الممكنه..وسكتت ..فتابعت حديثي
مع بوسي قائلا:تقول زارا ان هناك عدة طرق ..هل تعلمين شيئا عن ذلك
قالت بهدوء حتى كدت لا اسمع ماقالت:ليس مسموحا ان نتحدث بذلك
ثم عاد صوتها الى طبيعته واستطردت:انا ارى الحياة معهم اجمل بكثير وانت بدورك ستدرك ذلك فيما بعد وستغير رأيك عنهم عندما ترى ماذا يمكن ان يفعلوا لاجلك وستكون مقتنعا وراضيا عن كل ماتفعله انت لاجلهم =====================================
ساد هدوء بعد ذلك الى ان فتح احد الباب وقال : تذاكر لو سمحتم
فاظهرنا له التذاكر ..نظلر اليها قليلا ثم اعادها ..ثم اتجه مطلا براسه الى الخارج حيث نادي شخصا من الخارج وقام كل منهم باخراج حقيبتين من تحت المقاعد وهما ماكان من ضمن الحقائب التي جلبتها بوسيلكا فحمل كل منهما حقيبة ..وانطلقوا دون اي حديث واغلقوا باب المقصورة ..وما
كان مني الا ان نظرت الى بوسي كاني اقول لها مالامر
ولكنها سارعت ووضعت اصبعها على شفتيها تريد ان تقول لي .....لا تسال..وبالفعل لم انبت ببنت شفه..حتى اني شعرت ان ذلك كان مريحا فكاني احسست باني تخلصت من الشعور بالفضول والذي غالبا مايقتل صاحبه.... فها انا لا اكترث لما حصل وشعرت ان هذه نقطة تحسب لصالحي عند الجماعة..ولا اخفيكم اني كنت احب ان اعرف ماهو سر الحقائب؟ ولماذا اخذها الرجلان الى الخارج ؟ومن هؤلاء الرجلان؟ ولماذا بدى الامر وكانه متفق عليه؟ لدرجة ان بوسيلكا لم تقل اي كلمة ...ولكن هذه المرة كانت كلها مجرد تساؤلات فقط..وكل هذه الاسئلة لم تكن بذلك الفضول الذي تعودت عليه
========================================
وتستمر الرحلة في ذلك الليل .ويسود صمت الا من صوت هذه الالة الضخمة تهدر في طريق ليس لها ملامح ترى الا من اشباح اشجار بعيدة
تظهر بسبب ضوء القمر المتسلل خلالها بعد ان استطاع ان ينفذ خلال الغيوم الكئيبة...ثم تتبدد وتيرة المكان بصوت الباب الذي فتح بسرعة
ودخل رجلان احدهما بدين والاخر عكسه تماما وكانا الاثنان يرتديان
ملابس شرطة ويحملان مصابيح يدوية... قال الرجل المتقدم البدين: تفتيش
ان هذه حدود جمهورية صربيا..وهذه اجراءاتنا الروتينية..اخلوا المكان لو سمحتم..سرننا الى خارج المقطورة ونحن نتابع بنظرنا مايفعلانه ....حيث فتحا الخزانة المرتفعة المخصصة للحقائب وما لبثا ان اغلقاها دون فتح الحقائب..ثم نظرا اسفل المقاعد..ثم قالا:يمكنكما العودة الان
قلت : انتهيتم بهذه السرعة ؟...قال الشرطي النحيل:نعم لقد وصلتنا معلومات عن جثة يشتبه وجودها على متن هذا القطار...ناسف لازعاجكم

=====والى لقاء=========اسماعيل غانم=======

يسلموا ايدك اخ اسماعيل غانم
ننتظر البقيه

هلا بريق

على راسي

هههههههههههههههههههه

معتر سامو

دون مجاملة اسلوب مشوق ومبدع


ما زلت بالجوار

وجد ..يسعدني دوام المتابعة

صدى الامواج الله يجبر خاطرك

بعض ماعندكم

ولو

شو جاب لجاب

بإنتظار الجزء التالي بشووووووق

انتو الخير والبركة

وجودكم مايجعل للموضوع قيمته

تحياتي