وقفت حائرا مندهشا مما تقوله ادلا وسالتها فورا: مالذي تقولينه ...ماالذي فعلته؟؟
اقسم اني لا افهم اي شيء قالت وقد احمرت عيناها المثقلتان بدموع من الالم : ايعقل
انك لا تذكر انك قلت لي انك تحب فتاة اخرى وانك لا تحبني ولم تحبني..ابدا..وانك انما
رأيتني كواحدة اخرى تعرفها....واني اشبهها كثيرا
ياالهي انا ...لا انا قلت ذلك ..ابدا انا لم اقل ذلك ابدا ..انما ربما يهيء لك
قالت بغضب: لا انا لا يهيء لي انت قلت ذلك البارحه عندما وجدتك تجلس بالخارج
وانا لست بمجنونة..وقد قلت لي ذلك بوضوح وصراحة
===============
ادركت فورا مايحصل انها افعال زارا ..ولكن مالذي سافعله الان كيف ساقنعها باني
لم اقل شيئا....اقتربت منها وانحنيت قليلا محاولا ان ارى عيناها اللواتي كانت تحاول
جاهدة تجفيفهما..بمنديل ورقي زهري اللون..وقلت لها:اقسم اني لم اقل لك هذا ..فانا
احبك انت..ولا اريد غيرك ..ربما كنت تحلمين
التفتت سريعا ونظرت مباشرة الي وقد وضعت المنديل على انفها وصرخت في وجهي
اخرج من هنا ..فانا لا اريد ان اراك...لااريد.واعتبر مابيننا قد انتهى..
===============
غادرت الغرفة سريعا ..وترددت بالدخول غرفتي حيث كان الشباب..وانطلقت
الى الباحة الاماميه وجلست على كرسي خشبي موضوع بجانب الباب الامامي..وما ان
وصل نظري الى بوابة المقبرة الى اليمين من المنزل..الا رايت زارا متوسطة هالتها الزرقاء..
امام تلك البوابة.. ترددت في الذهاب ..ثم قمت وفي نيتي ان اضع حدا لهذا ..وان اخبرها بان
اختيارها لي كان خاطئا ..وان اطلب منها ان تتركني وشاني..وتقنع ادلا باني احبها واني لم
اقل شيئا عن اية فتاة اخرى..
===============
وما ان اقتربت بدأت هي بالابتعاد والدخول داخل البوابة.. تبعتها فلقد ظننت انها لا تريد ان
يراها احد لذا يحب ان تبتعد.. وبدات تبتعد اكثر فاكثر وانا اتابعها الى ان وصلت الى جذع
شجرة قديمة قدم المقبرة كما بدت لي ..ثم توقفت..واستدارت ورايت عينان كانهما قطعتين
من الجمرفي منتصف ظلام الليل الذي فد بدا..وشعرت بذلك الاصفراروتلك الحرارة التي
تخرج من راسي كلما اشعر بوجود زارا وعاد الى فلبي الرعب وشعرت باني يجب ان
انزل على ركبتاي لان ساقاي لم تعد تستطيع ان تحملا جسدي....
================
لم ارى زارا بهذا الغضب من قبل ..قلت بصوت مرتعش: الا تخشين ان يراك احد
صرخت بصوت شياطيني...انا لا يراني احد ياغبي..الا من اريد ايها الانسي الاحمق..
ثم قالت وبامتعاض شديد : انظر الى يسارك هل ترى هذا.....نظرت فرايت قبرا فارغا
وضع عليه شاهد كتب عليه بخط كبير(ادلا ميلادنوفيتش)..ونار تحيط به من كل جانب
وعادت تصرخ بذلك الصوت المتشنج.الحاد.. هل تريد ان تراها هنا ..انها انسية(كذاوكذا)
وانا لا اسمح لك ان تتزوجها ابدا واقسم بسيدي اني اقتلها واقتل اهلها..جميعا...
وانت ستراني بوجهي الحقيقي.... وساريك مالا يخطر ببالك لو اصريت على ماانت به..
وانطلقت الى السماء كانها مذنب او شيء ناري اطلق الى السماء البعيدة واختفى هناك.
=============
مازال القبر المشتعل مكانة ..وانا ارقد على ركبتاي ثم انحنيت الى الامام وانزلت
راسي وقلت : انقذني ياالهي العظيم..ماالذي وضعت نفسي به؟ اني اتوب اليك..
لا احد غيرك اعوداليه..اني اتوسل اليك..
استمريت هكذا حوالي ربع ساعة..ثم وقفت وعدت ادراجي عائدا وانا
اقول في نفسي :وكيف سيستجيب لي ربي وانا لا اصلي له..ساعود واصلي الان نعم
وعدت الى المنزل.. وكالعادة نسيت موضوع الصلاة فكلما اشدد النية كي اصلي اتذكر
قول زارا .....نحن نعلم من نختار..واجد ان لا فائدة من محاولاتي البائس.
============
كان الضوء مشعلا في غرفة ادلا ,,والشباب في غرفتنا يلعبون الشدة بهدوء وعلى
غير عاده منهم..دخلت وتابعنا السهر الى وقت متاخر ثم غلنا النعاس فناموا الا انا لم استطع
الا بعد ان بدء الفجر بالبزوغ
بقيت في المنزل عدة ايام ولم اخرج..فالدوام الجامعي بعد اسبوعين تقريبا..وقد
ذهبت ادلا وامها واخوانها الى كرواتيا لقضاء عدة ايام هناك للراحة
وكان ذلك بناءا على طلبها..وانا طبعا اعرف السبب الحقيقي فهي تريد
الابتعاد عني...ولكن بالنسبة لي كان الموضوع لا باس ..فانا لا اريد زارا ان تؤذيها
ولكن كانت المفاجاة صعبة ومؤلمة عندما عادوا ..فقد كانت تلك الفتاة الجميلة
ذات البنية الرائعة والقد الجميل تسير بصعوبة فائقة باتجاه غرفتها
وكانها تحولت الى شبح هزيل جاحظ العينين..وكانها ميت يسير
نظرت يمتلئني الرعب ..واصرخ بداخلي زارا لماذا هكذا؟؟.........لماذا؟؟
====والى لقاء في جزء قادم========اسماعيل غانم