عندما كنت صغيراً كنت أرى اللون الأبيض يغطي أكثره شعر أبي ، وأذكر بأني كنت مغرم بهذا اللون بل كنت أراه يزين ذلك الرأس كنت أعجب به أي اللون الأبيض بالشعر ، ولكن في نفس الوقت كنت أسأل أبي لماذا شعر رأسك أبيض وأنا أسود ؟ كان يبتسم حينها ويقول ستكبر يابني وستعرف ! لم تكن الاجابة كافيه ومقنعه لطفل اعتاد أن يهتم بالمظهر فاللون الأبيض عندما كنت صغيراً تمنيت أن يظهر بين السواد في شعر رأسي ليجمله ( كنت جاهلاً فعلاً ) . بل كنت أخذ ( الماء المعطر ) وأقوم بمسحه على شعري فقد سمعت أنه (يشيب الشعر ) كانت تشاهدني أمي وتقول ضاحكة لا تستعجل عليه !
مرت السنين وكبرت أكثر وأكثر وها أنا الأن بالعشرينات من عمري أحتفل مع بعض ( شعيرات ) برأسي كساها اللون الأبيض ، بالأمس كنت مع أبي و أمي على طاولة الطعام كانت أمي تتأمل بي لتنطق هل مازال الهم رفيق دربك ؟ تعجبت من السؤال ، مدت كفها لرأسي لتقطف ( شعرة بيضاء ) وتضعها أمام عيني وتقول استعجلت عليها بالصغر وقال لك أباك عندما ستكبر ستعرف فهل عرفت ؟
كل الحب … آدم