مع بلوغ الوالدين سنا كبيرة، تصعب في غالبية الأحيان رعايتهما، وتنتاب من حولهما حالات القلق، حول قدرتهم على العناية بهما، وتدبر أمورهما، خصوصا في حال لم يكن الأولاد يعيشون برفقتهما.
هناك عدة أمور يجب الانتباه لها والسؤال عنها عند زيارة كبار السن؛ لأنها تدل على عوارض متعلقة بصحتهما العامة، وتتمثل في خمس أسئلة هي:
–هل فقد الكبار في السن وزنهم مؤخرا بشكل كبير؟
ففقدان الوزن يمكن أن يكون علامة على وجود خلل ما، بالنسبة للوالدين المسنين، وله صلة بعوامل مختلفة منها:
1.صعوبة الطهي: فمن الممكن أن يكون الوالدان يواجهان صعوبة في أداء هذه المهمة، من حيث قلة طاقتهما، أو حتى إمساك الأدوات اللازمة، خصوصا إن تطلبت منهم بذل مجهود عال، أو قراءة الملصقات والتعليمات الغذائية، على بعض أنواع الأطعمة.
2. فقدان المقدرة على التذوق أو الشم، فالبعض من كبار السن، يفقدون واحدة من هاتين الحاستين، وهو أمر طبيعي يرافق التقدم بالسن والشيخوخة، وخصوصا إن تجاوزوا الستين. وفي حالات أخرى تؤدي بعض الأدوية والأمراض إلى فقدانهما.
3. حالات خاصة، في بعض الأحيان يترافق فقدان الوزن مع أحد العوارض الخطيرة لبعض الأمراض الكامنة مثل؛ سوء التغذية والخرف والاكتئاب أو مرض السرطان.
-هل يهتم الكبيران بالسن بنفسيهما، من دون الحاجة للمساعدة، أي هل يعتمدان على نفسيهما في إدارة شؤونهما؟
وهنا يجب الانتباه إلى مظهر الوالدين، هل ملابسهما نظيفة؟ هل هما قادران على رعاية نفسيهما بطريقة جيدة؟ هل يواجهان مشكلة في متابعة الروتين اليومي لنمط حياتهما اليومي، مثل الاستحمام أو تنظيف الأسنان، أو أي أنشطة أخرى رئيسية، من شأنها أن تدل على وجود مشاكل صحية، مثل الخرف أو الاكتئاب أو العجز الجسدي.
كما يجب الانتباه إلى منزل الوالدين: هل تعمل فيه الأنوار؟ وهل درجات الحرارة في المنزل تناسب سنهما؟ وهل الحمام في المنزل نظيف؟ وهل حصلت تغييرات كبيرة في طريقة تفقد الوالدين لمنزلهما؟ حيث يمكن أن تدل على تغير في صحتهما مثلا.
على سبيل المثال الأواني المحترقة بالطعام، قد تدل على نسيانهما الطعام فوق الموقد، وتجاهل بعض الأعمال المنزلية ليبدو مهملا ،علامة على الاكتئاب والخرف ومشاكل أخرى مختلفة.
-هل الوالدان آمنان في منزلهما؟
إلقاء نظرة عن كثب على محيط المنزل، والبحث عن أي مصدر خطر، مثل صعوبة التنقل بين الأدراج، وما إذا كانت آمنة أو زلقة، والبحث عن علامات سقوط مثلا، أو النظر إذا كانا قادرين على قراءة الاتجاهات في الشارع، وحتى ما هو مكتوب على وصفاتهما الطبية.
-هل معنويات الوالدين مرتفعة وبحالة جيدة؟
من المهم الانتباه إلى الحالة المزاجية للوالدين، خصوصا كبار السن، وسؤالهم كيف يشعرون، فأي تغير جذري للمزاج، يمكن أن يكون علامة على الاكتئاب أو حتى عارض صحي آخر.
ويجب التحدث للوالدين عن نشاطاتهما اليومية، وهل لديهما صلات مع أصدقائهما، وحياتهما الاجتماعية مثل؛ هوايات يمارسانها، أو يخرجان للمشي، أو يحضران حلقات من الأنشطة المعينة؛ فكلها يمكن أن تحمل إجابات، تدل على وجود خلل ما، في حال كانت الملاحظات سلبية.
-هل يواجه الوالدان صعوبة في التحرك والانتقال من مكان لآخر؟
يجب الاهتمام بطريقة تحرك الوالدين ومشيهما، هل هما غير قادرين على التحرك لمسافات معتادة، أو غير راغبين بها، هل سيستفيدان من وجود جهاز المساعدة على المشي "الووكر" أو المقعد المتحرك؟ فضعف العضلات، ومشاكل المفاصل في الركبة والعظام، وغيرها من التغيرات التي تصعب من عملية التنقل والتحرك في أرجاء المكان. وفي حال كان الوالدان يواجهان صعوبة في الوقوف على أقدامهما، فهما معرضان بشكل كبير لخطر السقوط، وهي من أكبر أسباب الإعاقة بين كبار السن.