ذات يومٍ كنت احاول جلي الاحساس ونفض الثوب من غبار السقوط بعدما استعدت انفاسي ووقفت على شفا حفرة إنتصاراتي
فتذكرت لحظات جلوسي في الحفره ولاحت لي تصاوير الايدي التي مدت لي في ظلامٍ دامس ولم يبدو لي منها الا ظلالها فغبش عيني والتراب
الذي كان يحث على قصعتيها قد أعمى البصر والبصيره
ولكن .. مااستطعت إكتشافه حين كنت موؤده
أن هنالك أرواحٌ كثيرة مدت اياديها لي لتقبض على اناملي وتنتشلني مالفت انتباهي انها كلها منحصره في انواعٍ ثلاثه مختلفة الاهداف
روحٌ مدت لي فاهها .. فكانت تقضم أصابعي كلما مددتها لها مدعيةً انها تلاطفني في ظلمة حفرتي وروحٌ مدت لي كلتا يديها
ولكنها أخذت تهرطق أناملي لتتهشم .. عبثاً تطبطب مداركي
وروحٌ مدت لي يدٌ واحده والاخرى استندت ها على حافة الحفره
لكنها .. كانت فعلا تجاهد لتنتشلني
هناك أناس يسبحون في اتجاه السفينة، وآخرون يضيعون وقتهم في انتظارها!
هذه حقيقه .. !
فلاتكن ممن ينتظر يد تمتد له لتنتشله
فقله جدا تلك الايادي المنقذه وإن تكالبت عليك وأغلبها واهيه .. لاتحتمل ثقل اوزارنا ولاتخمة جروحنا ولعلها مناسبةٌ لأن
أدعو من يقرأني الان ان يتمعن في قولة عليه الصلاة والسلام
( كل الذباب في النار إلا النحل )
ففي هذا الحديث بشارة للمسلم الذي تعرف على طبائع هذه الحشرة الراقيه وسلك مسالكها في شؤنه كلها والتي وان وقعت
على عود لاتكسره حتى ان وقع في حفره .. لايلوثها بدرن خيباته بل يضيئها بنور ايمانه
نتعثر .. !
لاغرابه في الامر
فإن لم نتعثر ونسقط لم نتعلم المسير والخطى
تلك سنةٌ من سنن الحياة علمنا إياها ربنا مذ نعومة أظافرنا حين كنا نحبو وكان كل طموحنا هو السير على اقدامنا فقط الغرابه
ليس في السقوط !
الغرابة أننا حين نسقط لانفكر سوى بالنهوض
لانتريث ونفكر بكيفية جبر الكسر او تمهيد الطريق .. حتى لاتتمكن من النيل منا اقدام الموتى التي بثت
في الطريق فنتعثر مره ثانية لذا فنحن دوماً مؤهلين للسقوط مرات ومرات وعند النهوض
نحن لانفكر سوى بالانتصار للنفس أمام الناس ..من لاشيئ ننتصر .. !
وكأننا البناء الوحيد في العالم الآيل للسقوط
لذا فنحن غالباً نسير منكسي الرأس .. لأن العثرات ستحيط بنا تلقائياً فهَمنا بعيداً كلياً .. عن هَمنا
ليست المشكله هاهنا أن نسقط في حفر مظلمة وموحشة
المشكله كيف نحرص ان لاتكون هذه الحفر سجنٌ مؤبد يلاحقنا عاره المعنوي أينما حللنا وكيفما كنا بل نتعلم كيف
نبني من هذه الحفره الموحشة خندقاً
نتسربل به بخفيه أمام هزائمنا حتى لا تثور ثانيةً وتجور لنصل الى مانريد باستحقاقٍ فريد
لويس برايل الذي كان يلعب بدبوس (مثقاب) والده الذي يستخدمه في تثقيب الجلد فأفلتت الدبوس (المثقاب) من يده
وأصابت إحدى عينيه ففقدت بصرها في الحال، وأصيبت عينه الأخرى بالتهاب إلى أن فقد بصره كلياً
حين التحق بمدرسة الكفوفين كان أول سؤال سأل عنه لويس برايل في مدرسة المكفوفين هو كيف سوف أتعلم القراءة والكتابة
لأقرأ وأكتب مثل الآخرين؟
لعله في حفرة مؤبده وليست مؤقته لذا عقد العزم على ان يضيئها ويحاول ان يتأقلم بها كيفما كانت حياته مظلمه
كانت الكتب في تلك الفترة تُكتب بأجهزة خاصة في المصنع بحيث تكون نفس الحروف بالطريقة المبصرة ولكن بارزة على ألواح،
فكانت الكتب بهذه الطريقة ثقيلة، وكانت القراءة بهذه الطريقة بطيئة ومتعبة للكفيف لأنه يأخذ وقت وجهد من الكفيف
حتى يتلمس كل حرف ويتعرف على الحرف
حتى ان الكفيف عندما ينتهي من قراءة السطر ينسى عن ماذا كان السطر يتحدث، هذا غير أنه بهذه الطريقة
كان الكفيف يقرأ ولا يكتب حين كبر لويس .. تم تعيينه معلم بنفس المدرسه
كان يفكر في اختراع طريقة أخرى للقراءة والكتابة حتى يتمكن بأن يقرأ ويكتب بسهولة مثل المبصرين وبعد فترة
سمع لويس خبرا مفاده أن ضابطا في الجيش الفرنسي ابتكر طريقة يستطيع بها الجندي تلقي الأوامر وقت الظلام وذلك أنه يبرز على
ورق نقط أقصاها اثنتا عشر نقطة ، تعبر كل منها عن أمر من الأوامر العسكرية إذا ما لمسها الجندي بإصبعه في الظلام أدرك الأمر الذي يعنيه الضابط
فتواصل لويس برايل مع هذا الضابط وبعد ذلك قام لويس بتطوير هذه الطريقة إلى أن أصبحت كما هي عليه اليوم تتكون من نقط أقصاها
ست نقط وقد استخدم دبوس (مثقاب) والده الذي تسببب في كف بصره في ابراز النقط كوسيلة للكتابة
همسه
حين تسقط .. إجعل حربك في ساحة ع**** بصمت مطبق
مابين الأهداب العليا والسفلى فقط ليفيض منها سلاف ألمك .. قنديداً ابيض يشبهك ثم اعط لنفسك حق التقاط الانفاس
قبل ان تنهض وتكمل المسير