التعايش مع الحماقات الشخصية والمواقف المحرجة
أحب البشرية ولكني أكره البشر.
شخص حكيم قال ذلك، اتفق معه كليًا.
البشر حمقى.
البشر هم الذين جعلوني بدون هوية، وجعلوا أبي بدون هوية، واثنتين من أخواتي كذلك.
هم الذين جعلونا نفقد بطاقة الهوية، والبطاقة الائتمانية، وحلاوة نعناع صغيرة كانت في المحفظة.
سبحان الله! أنا وأفراد من عائلتي فقدنا بطاقاتنا في الوقت نفسه، هذا
رائع جدًا، عندما تحصل هذه الأمور الغريبة أتأكد أن هؤلاء عائلتي، فنحن
مرتبطين بصلة الدم، والمحبة، وفقد الأشياء!
بصراحة نحن نفقد أشياءنا دائمًا دون تدخل أي بشر، نحن الملامون. ولكن هذا لا يلغي نظرية “البشر حمقى” إنما يثبتها تمامًا. :)
من غير المضحك أن تضحك على جزء من النكتة لا يمثل الجزء المضحك، هذا محرج جدًا.
يبدأ شخص بقول نكتة، ثم أضحك أنا، ولكن لا أحد يضحك معي. لأن الجزء الذي ضحكت عليه ليس هو الجزء المضحك.
الجميع ينظر إلي وكأني أغبى كائن في الحياة (لأني ضحكت على جزء لا يمثل
النكتة، ولأني أبدو كطفل يضحك على نكتة لا يفهمها)، أو على أني أحقر إنسان
في الحياة (لأني ضحكت “ضحكة المجاملة” مبكرًا وأحرجت الشخص الذي يحكي
النكتة) أو على أن يدي صغيرة ولا أستطيع الغمز (لأني فعلًا كذلك).
أحيانًا أضحك مباشرة بعد أن يقول شخص:”لدي نكتة!” قبل أن يبدأ بها حتى، لا أعلم لماذا أضحك، ولكني أشعر بالضحك، لا أعلم لماذا.
صديقة تحكي لي معاناة محزنة جدًا في حياتها (لو أردتم الدعاء بتفريج
كربة مسلم، مسلم صبغة شعره سيئة، ادعوا لها رجاءًا) ثم قالت والدموع في
عينها:”يا ليتني أموت!”.
وأنا ضحكت.
بشدة!
لأننا عندما نقول ذلك في المنزل، نكون نمزح، والمضحك هو أننا يأسنا من أمر صغير ومللنا منه لدرجة أنا نتمنى الموت.
لم تضحك. إطلاقًا. لا نزال أصدقاء. لكني أرجو أنها لم تمت. :)
أرأيتم؟ لا ينفع أن أمزح وأضحك على هذا الموضوع، ولكني أفعل ذلك، أعتقد
أني أعاني من اضطراب نفسي، ولكن لا يهم لأني أكثر المضطربين نفسيًا ضحكًا!
:)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في مرة حدثني أحدهم عن مكان معروف جدًا في المدينة، ولكني لا أعرفه، اسم
المكان كان على اسم بنت، لنفترض أن اسم المكان “ليلى” (لأني نسيت اسمه،
وما زالت لا أعرفه)، قال لي:”ذهبت إلى ليلى؟” قلت “لا، هي صديقة صديقتي،
ولا أعرفها كثيرًا”!
عندما كنت في الصف السادس الابتدائي، قريبة صديقتي المفضلة توفيت، وكنت
سأواسيها وأقول: “لا عليك، ربما وفاتها خير، ربما كانت سترتكب خطيئة كبيرة
في حياتها، والله أنقدها” لا أصدق! لا أصدق! لا أصدق! لا أصدق أني أصلًا
فكرت بقول ذلك، يا إلهي!
فوضى جميلةطوال حياتي وأنا أفقد الأشياء، وأقول أشياء غبية، وأضحك في اللحظة غير المناسبة، وأتصرف تصرفات غريبة مع الناس.
المواقف السابقة هي جزء صغير جدًا من المواقف التي كانت في ذاكرتي،
وعندما كنت أتذكرها -خصوصًا عندما كنت في عز مرحلة “المراهقة”- أكره نفسي،
وأتمنى أحيانًا أن أموت قليلًا وأرجع للحياة بعد أن أكون ارتحت من نفسي
قليلًا.
أحيانًا أشياء طبيعية معروفة بالنسبة للناس تكون غير معروفة بالنسبة
إلي، لأني أعيش في عالمي أكثر من اللازم، أعرف معلومات مفصلة عن أشياء لا
تهم الآخرين، أشياء لا تستطيع قولها لجدتك (معلومات “قيكية” و”نيردية”)… من
طباع شخصيتي أني كلامي قليل، ولا أتكلم إلا لو قال شخص معلومة خطأ في
موضوع أعرفه جيدًا بتفاصيله أو لو أردت التعبير عن رأي بجرأة.
عندما يتكلم الناس عن معلومات عادية لا أعرفها، فقط أقول نعم، نعم، وأهز
رأسي بالإيجاب، لأني لو قلت أني لا أعرف شيء عما يتحدثون عنه، ستكون
المحادثة مكونة من ترديد عبارة “لا أعرف” بصيغ مختلفة “لا أعرف. لا أعرف!
لا أعرف؟ لا أعرف!! لا أعرف شيء في الحياة، عن إذنك سأذهب لأقتل نفسي
وأرجع”.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تذكر المواقف المحرجة بالنسبة إلي كان مؤلم جدًا، يصعب التنفس، وأشعر
بألم في صدري، وأن جسمي منكمش قليلًا… لا يزال تذكرها صعب علي ولكني أحاول
ألا أكبر الأمور وألا آخذ الوضع بجدية لأن الحياة بصراحة سخيفة ومضحكة،
الحياة مسلسل كوميدي. انتهى.
وأحاول أن أحكي المواقف التي تحصل معي للآخرين بأسلوب مضحك، مما يجعل
تذكرها أقل ألمًا… والأفضل من ذلك، أصبحت أعتبر هذه المواقف مادة للكتابة،
فأتشوق للكتابة عنها ومشاركتها.
وأقول نفسي أشياء مثل: “لقد نسي الآخرون هذا الموقف”، “لا يهم كل الناس
تفعل هذه الأشياء”، وأن أفكر فيما يمكنني فعله لو مررت بهذا الموقف مرة
أخرى.
لا أملك خبرة في كثير من الأمور، ولكني أحترف موضوع الإحراج والمواقف
المحرجة لأني أكثر من مر به في العالم (أنا أول من أعلن أني أكثر البشر
مرورًا بمواقف محرجة، المنافسة غير مرحب بها)، ولمن يريد قراءة حكمة لطيفة
وخرقاء مني، أقول:
كلما زاد رصيد المواقف المحرجة، دل ذلك على أنك عشت حياة أغنى… أو دل
على أنك أخرق قليلًا ومتوتر و”Awkward” (بالمناسبة، هذه كلمة جيدة، سررت
عندما عرفتها، فهي تصف تمامًا بعض تصرفاتي مع الناس، سررت أن تصرفاتي طبيعة
لدرجة أن هناك صفة باللغة الإنجليزية تصفها)…
ولكن هذه الصفات والمواقف المحرجة والحماقات الشخصية كلها
تجعلنا أخطر وأروع وأكثر فردية وتجعلنا “فوضى جميلة” كما قال جيسون مراز.