ليالي رمضان لا تحلو...
إلا بطبلة المسحراتي
نشيد محبب يرافقه إيقاع الطبلة، ينادي به شخص كرّس شهرًا من حياته ليوقظ الناس في ليالي رمضان الكريم لتناول سحورهم. إنه
المسحّراتي الذي يعتبر شخصية تقليدية لا يمكن الاستغناء عن حضورها
الرمضاني مهما ابتكرت التكنولوجيا الحديثة أدوات وتقنيات لتحل مكانه. فالمسحراتي
هو هذه الشخصية الشعبية المحببة إلى قلوب المسلمين، أينما وجدوا،
والمحفورة في ذاكرة تاريخهم، لا يزال الصغار والكبار ينتظرون قرع طبلته
التي تسبق نداءه معلنة أن المسحرّاتي يمرّ بحيّهم أو زقاقهم أو شارعهم
يدعوهم إلى السحور، فمن دونه لا يكتمل مشهد رمضان الكريم.
ولظهور شخصية المسّحراتي تاريخ يرافق بدايات التاريخ الإسلامي.
ففي عهد الرسول صلى الله عليه وسلّم، كان المسلمون يستيقظون على أذان بلال
بن رباح ليتناولوا السحور، ويمتنعون عن الطعام عندما يؤذن عبد الله بن أم
مكتوم، وفي مكّة كان الزمزمي ينادي من أجل السحور، وكان لديه طريقة خاصة في
إيقاظ الناس، إذ كان يرخي طرف حبل في يده يتدلّى منه قنديلان كبيران حتى
يرى نورهما من لا يستطيع سماع ندائه من مئذنة المسجد.