موضوع: النجاح بين المبادئ النظرية والحياة العملية الخميس فبراير 09, 2012 8:08 pm
النجاح بين المبادئ النظرية والحياة العملية
مع نهاية عام وبدء عام جديد يعبّر الكثير من الناس عن أمنياتهم للسنة القادمة. هذه الأمنيات التي نادراً ما تكون أهداف واقعية (السلام في العالم، الرخاء الاقتصادي للجميع...) تخفي في الكثير من الأحيان أمنيات بسيطة ترقى لمستوى أهداف شخصية (الزواج، العثور على عمل، شراء منزل...). مالذي يجعل من بعض الأمنيات أمور مستحيلة ومالسر وراء نجاح البعض في تحقيق أهدافهم؟ هل النجاح حكر على فئة من الناس دون الآخرين؟ أم هل أن هناك طريقة عملية للوصول إلى ما نصبو إليه؟
الدكتورة ريتا اسكندراني أستاذة في علم النفس تجيب على أسئلتنا حول النجاح من الناحية العملية.
س: دكتورة ريتا، هل يمكن تحقيق أي شيء نصبو إليه؟
ج: سؤالك طموح جداً. تجربة الانسان على مر العصور تؤكد أنه لا يوجد شيء مستحيل. لكن إذا كان سؤالك: هل يستطيع أي شخص أن يحقق أي شيء يريده. فالجواب ليس بهذه البساطة.
س: هذا يعني أن البعض منا لا يستطيعون الوصول إلى أهدافهم؟ ج: دعني أغيّر السؤال. البعض منا لا يعرفون كي يصلون إلى أهدافهم. والنتيجة هي أن طموحاتهم في الحياة تبقى مجرد أحلام.
س: كيف يمكن أن نصنف هدف بأنه مستحيل أم قابل للتحقيق؟ ج: الهدف المستحيل هو الهدف البعيد جداً عن نقطة البداية. شراء سيارة هو هدف مستحيل لطالب مدرسة. لكن الكثير من الناس ينجحون في شراء سيارة عندما يبدؤون العمل. بالتالي، فإن الهدف المستحيل لطالب المدرسة هو أمر عادي لانسان يكسب حياته.
س: هل يمكن أن نلخص بأن الانسان يجب أن يضع أهداف مرحلية؟ ج: بالتأكيد. من المهم أن يكون للانسان هدف كبير في حياته كي يقوده كما النجم في السماء. لكن حرق المراحل ومحاولة الوصول إلى هذا النجم مباشرة يمكن أن تكون له آثار مدمرة. لأن الفشل يشعر الانسان بالاحباط والاحباط يؤدي للتشاؤم والانسان المتشائم لا خير فيه.
س: اسمحي لي دكتورة أن آخذ مثال عملي. شاب يحلم بأن يصبح مشهوراً جداً. كيف يمكنه تحقيق حلمه؟ ج: سؤالك جميل لأنه يسمح لي أن أنبه إلى مشكلة أخرى وهي الفرق بين النتيجة والهدف. الكثير من الناس وخاصة الشباب يخلطون بين نتيجة ما يودون الحصول عليه والهدف الذي يسعون وراءه. يمكن أن تصبح مشهوراً إذا كنت مغني ناجح، عالم فضاء، وزير في دولة، لا عب كرة قدم، فيلسوف... الشهرة نتيجة للنجاح في مجال معين. لكن يجب تحديد هذا المجال أولاً. من المهم تجنب التركيز على ما سيحصل بعد النجاح لأنه أمر خادع. إذا كنت تحب العلم ركّز على دروسك في المدرسة واسعى لأن تكون الأفضل. إذا كنت تحب الرياضة، ركّز على التدريبات لكي تصبح الأفضل في رياضتك. بعد ذلك الشهرة والمال ونتائج النجاح تأتي لوحدها.
س: حسناً. شاب يحلم بأن يصبح غني جداً كيف يخطط لذلك؟ ج: سؤالك مكرر. يمكن أن يصبح غني في الكثير من المجالات. يجب أن يحدد هذا الشاب المجال الذي يريد أن يحقق فيه النجاح.
س: لكن من الصعب عندما نكون شباباً أن نعرف في أي مجال سوف نبني حياتنا المهنية؟ ج: لقد أعطيت الجواب لوحدك. لا أحد يعلم في أي مجال سينجح مسبقاً. لكنك تعلم فيما إذا كنت تود أن تعمل في الطب، الهندسة، الرياضة، الموسيقى، البناء، التجارة، الحدادة... لكل منا ميول وهذه الميول تبرز لدينا في عمر مبكر. العمل الذي ينجح فيه الانسان هو العمل الذي يميل إليه ويصبح مولعاً به. وعدا عن ذلك فإنه سوف يضاف إلى جيش الفاشلين في شتى مجالات العمل.
س: أجوبتك محبطة دكتورة ريتا. ماذ أفعل إذا لم يكن لدي ميول؟ ج: سؤال ممتاز. البحث عن ما نحبه هو أصعب مرحلة في النجاح. من المهم أن تذهب إلى المدرسة لتكتشف مختلف المجالات. من المهم أن تمارس هوايات مثل الرياضة، الموسيقى، الغناء... وعندما تعثر على المجال الذي تحبه. اترك الدنيا بأسرها واعمل في هذا المجال. نجاحك مضمون وعلى مرمى النظر. أكبر خطأ هو أن ترضى بعمل لا تحبه لمجرد أنك تحصل على معاش. بالطبع ما أقول يبدو غير عملي لكثير من الناس. لكن هذا هو السبب في أن بعض الناس ينجحون فقط. هؤلاء هم تلك الفئة القليلة التي تضحي بمكاسب بخسة مقابل الوصول إلى ما تريده.
س: لكن الكثير من الناس لديهم ميول متنوعة. يعملون في مجال محدد لا يكرهونه ولا يحبونه. مالعمل؟ ج: صحيح. الميول ليست أبيض أو أسود. يمكن أن يعمل انسان كأستاذ مدرسة وهو يحب كرة القدم. لكنه يفضل البقاء أستاذ مدرسة على التحول للاعب كرة قدم. في هذه الحالة يجب أن يركز على عمله قدر المستطاع ويخطط لمستقبله بشكل تدريجي. لكن حذار من أن تكون هذه الحالة هي خوف مقنع. أي أنه يحب أستاذ المدرسة لأنه يحصل على معاش في آخر الشهر. الكثير من الناس يسحقون طموحاتهم تحت وطأة الخوف من الفشل وشماتة الناس.
س: إذا كان هناك نصيحة واحدة يمكن أن تقدميها دكتورة ريتا. ما هي؟ ج: أغلق أذنيك لما يقوله من حولك. الأهل الأصدقاء وحتى زملاء العمل يمكن أن يثبطوا عزيمتك دون قصد. تذكر أن الكابتن والمسافر الوحيد على سفينة حياتك هو أنت. أنت الوحيد القادر على تقدير الخطر وأنت الوحيد الذي سيغرق من جراء قرار فاشل. تعلم أن تسامح نفسك بعد كبوة. قبول الفشل مؤقتاً يضمن النجاح على المدى الطويل. الفاشل ليس من يقع. الفاشل هو الذي يقع ولا ينهض لاعادة المحاولة.
ياسمين1 مشرف
رقم العضوية : 7087تاريخ التسجيل : 29/05/2011عدد الرسائل : 9006العمر : 38الموقع : في كل مكان العمل/الترفيه : ألعب بلي ستيشنالمزاج : دايمن رايئه *** :
نقاط : 12747
موضوع: رد: النجاح بين المبادئ النظرية والحياة العملية الخميس فبراير 09, 2012 8:14 pm
أكبر خطأ هو أن ترضى بعمل لا تحبه لمجرد أنك تحصل على معاش
موضوع كتير مهم ومفيد وصح بالأخير هاي حياتي إذا ما بقرر صح رح أفشل لحالي أو أنجح لحالي