الطريقة العملية للفشل لا
بد من التعرف إلى الطريقة العملية للفشل لتجنبها. لأنه في كثير من الأحيان
الطرق العملية للنجاح تكون اصطناعية. هناك طرق لفقد الوزن وهناك طرق
للنجاح في العمل كما أن هناك طرق للتواصل العاطفي والاجتماعي الناجح. لكن
معظم هذه الطرق تبقى بالنسبة للكثيرين حبراً على ورق. سهلة الفهم، صعبة
التطبيق، محالة المنال. على الرغم من أن كل هذه الطرق جيدة وتحمل في طياتها
الكثير من الحقائق الصالحة في كل زمان ومكان، إلا أن شيئاً مهماً ينقصها
يمكن أن يكون له أثر مدمر عند تطبيقها. يجعل منها طرقاً للفشل بدلاً من
النجاح. ما هو هذا الشيء؟
الانسان الذي يطبق الطريقة هو العنصر الأهم في الطريقة. ليس من السهل
التنبؤ بالطريقة التي سوف يقوم بها شخص ما بتطبيق وصفة معينة. وللتحقق من
ذلك يمكن أن يقوم أي شخص بسرد وصفة معينة للنجاح في أمر ما على شخصين
ويستمع إلى ردود أفعالهما.
بالطبع من يقدم طريقة للنجاح يفترض من كل الناس تطبيقها بالشكل الذي
قاده فهمه لكتابتها. أي بكلمات أخرى يفترض أن تكون ردود أفعال الناس جميعاً
مماثلة لردة فعله. عدم تمكن الآخرين من الوصول إلى الرؤية ذاته يحلله
الناس عموماً بالتطبيق الفاشل للطريقة. لكن يعجز كل الناس عن تقديم طريقة
واحدة للتطبيق فكل يقدم طريقته.
هذه هي الطريقة العملية للفشل. في الحقيقة لا شيء يمكن أن يعفي الانسان
من مسؤولية أيجاد طريقة نجاحه. قراءة ما كتبه الآخرون جوهري للاحاطة
بالجوانب المتعددة لاي مسألة، لكن التطبيق المباشر لما يكتبه الآخرون دون
ملائمته للكيان النفسي والشخصي لمن يقوم به هو سبب الكارثة.
على سبيل المثال. لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد. مقولة مأثورة موجودة في
كل الحضارات. لكن تخيل أن تكون في مكان تقوم فيه بعمل لا يناسبك. تخيل أن
تجبر نفسك كل يوم على القيام بمجموعة كبيرة من المهام التي تكرهها لأنها
تدخل ضمن نطاق العمل الذي يجب أن تقوم به. يتحول هذا المثل المأثور إلى
نقمة. لأنه في هذه الحالة يتعارض مع حكمة أخرى مفادها. سر النجاح هو المتعة
في العمل. في الحقيقة من يستمتع بعمله لا يؤجله أبداً. الكثير ممن يعشقون
أعمالهم يقضون معظم وقتهم في العمل حتى أن فكرة التأجيل تصبح سخيفة.
كيف يمكن أن تنظم وقتك وأنت تحب التنويع في الحياة وعدم الرتابة في
انجاز الأعمال. كيف يمكن أن تلزم نفسك كل يوم بالقيام بأعمال منظمة وأنت
تكره الأعمال الروتينية. بالمقابل كيف يمكن أن تملك حساً فنياً خلاقاً في
العمل وأنت ممن يحبون الأعمال الثابتة التي لا تتغير لأنك من تلك الفئة
النادرة التي تصل إلى حد الكمال عند انجاز الأعمال بشكل متكرر.
كيف يمكن أن تجذب فتاة أحلامك بخفة دمك وأنت تربيت على الوقار وعدم
الابتسام في حضور الآخرين. وكيف يمكن أن تقنعها بأنك زوج وأب مثابر وأنت
تستمتع بتحويل كل شيء إلى فكاهة، حتى يستحيل الاقتناع بأنك يمكن أن تكون
مسؤولاً عن طفل في يوم من الأيام.
بالطبع الأمثلة تكثر. الطريقة العملية للفشل هي أن تعاكس تيار شخصيتك.
أن تجبر نفسك على القيام بما يمليه عليك الآخرون من حكم ومقولات. لكن
الطريقة العملية للنجاح تتطلب جهداً كبيراً لكي تفهم من كل نصيحة أو حكمة
أو طريقة المغزى. وتكتشف كيف يمكن أن تستفيد منها بما يتناسبك مع طبيعتك
وشخصيتك.
ليس هناك من طريقة واحدة للنجاح هناك طرق لا تحصى. لكن هناك طريقة واحدة للفشل وهي أن تتجاهل طبيعتك وشخصيتك وأنت تبحث عن النجاح.