هل من رابط بين البيض والكوليسترول؟
تجمع التوصيات العلمية بتناول ما بين أربعة إلى ستة بيضات في الأسبوع، لمن يحب تناول البيض ،وهذا الامر يتماشى مع من كان عمره سنة أو فوق الأربعين سنة .
لعل هاجس الخوف من تناول البيض ؛ يعود إلى ما كان يعتقد به في السابق بأن تناول البيض يؤثر سلبا على مستوى كولسترول الدم إذ يحتوي صفار البيضة الواحدة على نسبة 300 مليغرام من الكوليسترول.
ويعتبر البيض مصدرا غنيا بالبروتين الضروري لبناء العضلات إذ تحتوي البيضة الواحدة على 7 غرامات من البروتين، وسواء كان نيئا أم مطبوخا، يجب ان لا يترك البيض خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين، أو يحفظ في الثلاجة لأكثر من أسبوع.
ويحتوي بياض البيضة على 90% من الماء و10% من البروتين (أي بمعدل 1 غرام من البروتين)، وعلى كمية قليلة من فيتامين ب2 وفيتامين ب3.
أما صفار البيضة، فهو نواة القيمة الغذائية للبيضة إذ يحتوي على البروتين وعلى نسبة من الحديد والكالسيوم والفوسفور والسيلينيوم، بالإضافة إلى مادتي اللوتين والزيازانثين الضروريتين لصحة العيون إذ أن قدرة إمتصاص جسمنا ومدى إستفادتنا من المادتين هي الأعلى عند تناولنا لصفار البيض وذلك لأن الدهن الموجود في صفار البيض يزيد من كفاءة إمتصاص عيوننا لكل منهما.
وتشير مجمل دراسات الأفراد في عمر 50 سنة فما فوق بأن أفضل نتائج لصحة العيون كانت لدى تناولهم من أربعة إلى ستة بيضات في الأسبوع، مع العلم بأن مستوى كولسترول الدم لم يتأثر لديهم.
ويختلف مدى إستفادتنا الغذائية من البيض نسبة إلى إختلاف عملية طبخه إذ يحتوي البيض النيء على مادة الأفيدين التي تتعارض مع إمتصاص إحدى فيتامينات مجموعة باء المعروف بالبيوتين إذ أن عملية الطبخ تدمر هذه المادة وتجعل من البيوتين وفرة حيوية لنمتصه ونستفيد منه.
وثمة إختلاف بين البيض المطبوخ والبيض النيء في سرعة فساد البيضة والقيمة الغذائية للبيضة، فعملية سلق البيض تغسل الطلاء الواقي للبيضة من الخارج مما يجعل مسامات قشرة البيضة أكثر عرضة لدخول البكتيريا إلى البيضة مما يؤدي إلى فسادها بصورة أسرع من البيض النيء. وتؤكد التوصيات العالمية للبيض بأن يتم تناول البيض المسلوق خلال ساعتين من سلقه، أو حفظه في الثلاجة في غضون ساعتين من سلقه وتناوله خلال مدة أقصاها أسبوعا.
وقد تحدث عملية غسل الطلاء الواقي للبيضة عند غسل البيض النيء جيدا وإستعماله بعد فترة مما يزيد من فرصة فساد البيض، لذا فعملية غسل البيض يجب أن تتم مباشرة قبل الطبخ وليس قبل ذلك.
وتختلف توصية كمية البيض باختلاف الحالات الفردية والصحية ؛إذ يمنع تناول البيض في حالات التحسس منه. وتعتمد التوصية على ما يتم تناوله من أدوية وأغذية خلال اليوم، وحسب الحالة الصحية فقيمة البيض الغذائية غنية جدا وإقتصادية بحيث لا تستدعي الحرمان منه، إنما تتطلب الحذر في توازن كميات الطعام المتناولة خلال اليوم، خاصة لدى من يعاني من ارتفاع في حمض اليوريا في الدم. ولا ينصح بتناول أكثر من ست بيضات في الأسبوع حتى لمن يمارس الرياضة وكمال الأجسام.