تحاول وزارة الخارجية الأردنية منذ ثلاثة أيام تعديل المزاج الخليجي الجديد التوافقي الذي يرفع عمليا الـ(فيتو) على أي مشروع جدي لضم الأردن والمغرب للنادي الخليجي حيث تؤكد مصادر أردنية للقدس العربي بأن السعودية وهي الراعي الرسمي لفكرة إنضمام الأردن تتراجع عن موقفها أو (تلحس موقفها) بوضوح على حد تعبير المصدر الأردني المطلع.
ويبدو ان تطورات مهمة حصلت على هذا الصعيد خلال الساعات ال48 الماضية فقد تأجلت إجتماعات فنية كان يفترض أن تحصل بين خبراء من الطرفين على أمل وضع جدول زمني للمباحثات الإقتصادية فيما تتجه السعودية لإقتراحات تعويضية من بينها تبني مقترح على قمة زعماء الخليج يقضي بتخصيص خمسة مليارات دولار كمساعدة إضافية للأردن والمغرب خلال السنوات المقبلة على أمل أن تجمد عمان طلبها بالعضوية.
وعلى خلفية هذه التطورات صرح وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدلله بن زايد فيما يبدو أمس بأن دول مجلس التعاون الخليجي لم تتوافق بعد على ضم الأردن والمغرب وهو الموقف السلبي العلني الأول تقريبا من دولة خليجية تجاه مثل هذا الأمر.
لكن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل كان أكثر تعبيرا عن التحول الجديد في موقف بلاده عندما إستذكر (عقدة اليونان) وهو يرد على سؤال صحفي مؤخرا يتعلق بنوايا ضم الأردن والمغرب حيث قال سعود الفيصل بأن مسألة إنضمام اليونان للإتحاد الأوروبي لا زالت سببا للإنقسام في صفوف أوروبا حيث ترى بعض الدول بأن اليونان عبء على الإتحاد يمكن ان يعيق حركته.
وشرح سعود الفيصل: لا نريد ان نتورط في نفس الخطأ وثمة تحفظات على إنضمام دول أخرى لمنظومة الخليج وما نفعله الأن تبني مقترح على القادة الكبار في قمتهم القادمة يقضي بتخصيص مساعدات كافية تساعد الأشقاء.
وقال سعود الفيصل بوضوح بان دول الخليج ليست موحدة تماما إزاء هذه المسألة لذلك أوضح مصدر أردني للقدس العربي بأن مسألة إنضمام المملكة الأردنية الهاشمية للنادي الخليجي أصبحت فيما يبدو بعيدة المنال رغم محاولات الإستدراك.
ويتردد في أروقة الدبلوماسيين العرب في العاصمة عمان بان الأمير سعود الفيصل لم يكن متحمسا أصلا لفكرة ضم الأردن التي
تبناها الملك عبدلله بن عبد العزيز شخصيا وم حيث أبلغت عمان عدة مرات بأن
إنضمامها للخليجي تعني العبث بمعادلات إقليمية وتحديدا إيرانية قد لا تساعد الأردن والأردنيين.
وزار الأمير تركي الفيصل عمان قبل يومين في محاولة للإستدراك وشرح التطورات الجديدة في موقف بلاده لكن من الواضح ان معارضي ضم الأردن تحديدا كسبوا جولة إضافية بموقف ولي العهد السعودي الجديد وموقف السلطنة وأبوظبي وكذلك الأمير سعود الفيصل.
والواضح أن أفكار الفيصل لاقت مؤخرا مساندة من ولي العهد السعودي الجديد فخرجت التعبيرات العلنية من الفيصل وبن زايد في هذا الإتجاه خصوصا وان سلطنة عمان هي الأكثر تشددا في مسألة توسيع مظلة النادي الخليجي. (عن القدس العربي)