تتيانا الكور - يعتبر عنصر «المغنيسيوم» من العناصر المعدنية الضرورية لصحتنا والتي يحتاجها جسمنا بكميات قليلة إذ يحتوي جسم الإنسان البالغ على 28 غراما من هذا العنصر .
وتقدر إحتياجاتنا اليومية من المغنيسيوم بحوالي 350 ملغم للبالغين والبالغات بشكل يومي حسب ما تم إعتماده من قيل مجلس الغذاء والتغذية التابع للمعهد الطبي الأمريكي .
دور «المغنيسيوم» في الجسم
يلعب المغنيسوم دور مهم في العديد من وظائف الجسم الحيوية إذ يدخل في عمليات تمثيل وإطلاق الطاقة في الجسم، وفي عمليات بناء البروتين، وتنظيم درجة حرارة الجسم، وتقلص العضلات، وتناقل السيلانات العصبية، وصحة وتثبيت العظام، وفي الحفاظ على ضغط الدم. ويدخل عنصر المغنبيسيوم في أكثر من 300 تفاعل من تفاعلات الجسم، وبالأخص تلك المتعلقة بتمثيل الأحماض الدهنية الأساسية، وبناء البروتين، وإطلاق الطاقة من النشويات والسكريات المتناولة. ويعتبر المغنيسيوم ضروري لتنظيم توازن الكالسيوم في الجسم من خلال الإشتراك في تفاعلات الغدة الجارة درقية.
نقص نادر!
يعتبر نقص المغينسيوم من نوادر الحالات بالأساس لأن معظمنا يحصل على كميات كبيرة من هذا المعدن في الجسم من خلال ما نتناوله من مصادر غذائية.
ومع ذلك ، فإننا نشهد شيوع نقص المغنيسيوم في الآونة الأخيرة نظرا لوجود حالة سريرية ما (مثل قلة نسبة حموضة الدم والتي بدورها تزيد من فقدان المغنيسيوم في البول)، أو نظرا لوجود مرض معين مثل أمراض الكلى، أو نظير تناول الأدوية التي تتداخل مع قدرة الجسم وامتصاص المغنيسيوم، أو التي تتسبب في فقدان المغنيسيوم عبر البول، بما فيها أدوية إدرار البول. وهنالك عامل آخر إضافي يعنى بالإفراط في تناول الكحول، إذ تشير الدراسات بأن من يتناول الكحول بكثرة أو بشكل يومي قد يتعرض لنقص المغنيسيوم .
أعراض نقص المغنيسيوم
تتمثل أعراض نقص المغنسيوم بعدم إنتظام ضربات القلب ، والغثيان ، والشعور بالإرتباك ، والإكتئاب ، والرجفة أو الوخز ، والشعور بالضعف ، فقدان الشهية ، وانكماش وتقلصات العضلات، العصبية، والصعوبة في البلع. وتتراوح هذه الأعراض في حدوثها، وفي حدتها ونسبتها حسب الحالات الفردية.
عدم التحكم بمستوى السكر في الدم
هنالك حالات مرضية معينة تكون اكثر عرضة للإصابة بنقص المغنيسيوم في الجسم عدى أمراض الكلى، مثل عدم التحكم بمستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري، حالات الإضطرابات المعدية والمعوية كحالات :الإسهال الشديد، التقيؤ الحاد والمزمن، جراحة إزالة جزء من الأمعاء، أو إلتهاب الأمعاء ، بالإضافة إلى إضطرابات في الإمتصاص كما يحدث في داء الكرون، والتليف الكيسي، وأمراض البنكرياس والكبد والمرارة.
أدوية مؤثرة في نقص المغنيسيوم
من أكثرالأدوية تداولا التي تؤثر على مستوى المغنيسيوم في الجسم هي: بعض أنواع مدرات البول تدعىthiazide diuretics والمعروفة لدينا باسم Lasix or Hydrocholrothiazide ، السيسبلاتين (Cisplatin) وهو إحدى الأدوية المستخدمة في علاج السرطان، ,بعض المضادات الحيوية بما فيها Gentamicin ، الأمفوتريسين ، وCyclosporin.
عوامل غذائية مؤثرة
من العوامل الغذائية المؤثرة على مستوى المغنيسيوم في الجسم هو عملية التصنيع الغذائي المتمثلة في طحن دقيق القمح الكامل؛ إذ تؤثر عملية الطحن على مستوى المغنيسيوم وتقلل نسبته بنحو 20% في الدقيق، بالإضافة إلى تناول كميات كبيرة من الكالسيوم والتي بدورها تثبط من قدرة الجسم على إمتصاص المغنيسيوم.
الإفراط يسبب السمية
تنتج سمية المغنيسيوم عن الإفراط في تناول الملينات ،المحتوية على نسب عالية من المغنيسيوم، والتي عادة ما يتداولها البعض للتخلص من الإمساك والوزن الزائد. وتتمثل هذه السمية بحدوث الإسهالات.
و لا تنتج السمية من الإفراط في تناول مصادره الغذائية.؛ ولكن المصابون بمرض في إحدى الكليتين أو كلاهما قد يتعرضون إلى سمية المغنيسيوم لأن الكلية مسؤولة على توازن المغنيسيوم في الجسم.
تتمثل هذه السمية بحدوث الأعراض التالية:
الإسهال، الغثيان، التقيؤ، وهبوط ضغط الدم، وقد تنتج عن مضاعفات في القلب، والأوعية الدموية والعضلات في مراحل متقدمة.
ويعتبر الحد الأعلى لسلامة تناول المغنيسيوم بحوالي 350 مليغرام لدى البالغين حسب ما تم إعتماده من قبل مجلس الغذاء والتغذية التابع للمعهد الطبي الأمريكي.
مصادر غذائية
من أغنى المصادر بالمغنيسيوم هي المكسرات بأنواعها خاصة: اللوز والكاجو والفول السوداني ، والبذور خاصة: بذر عباد الشمس ، فول الصويا، الشوكولاتة، الخضار الورقية داكنة اللون (مثل السبانخ)، البقوليات (خاصة الفاصوليا والعدس)، ومنتجات الألبان.
فوائده المتداولة
شوهد في الآونة الأخيرة، شيوع منتجات للمغنيسيوم في الاسواق ؛تدعي بأنه يمكن أن يخفف من الأرق والقلق والإكتئاب والتهيج وضعف العضلات، والتعب، وضعف الذاكرة، واحتباس السوائل في الجسم، وآلام الدورة الشهرية، ولكن لم تحظ هذه الإدعاءات بالدعم العلمي المطلوب للتوصية بأخذ جرعات من المغنيسيوم.
تأتي التوصية نظير حالات مرضية معينة، أو حالات سريرية (إكلينيكية) معينة، أو عند تناول بعض الأدوية كما ذكرت سابقا وحسب تأثيرها على الجسم، فلا بد إذن من أن نتوخى الحذر فيما يتم تداوله، وفيما يتم تناوله من أدوية ما مع الحرص على معرفة مدى تأثيرها على جسمنا.