نشأ هذا العلم في مصر الفرعونية وفي
الصين, وأستخدم منذ ألاف السنين وهو ببساطة يعتمد على فكرة وجود مناطق على
القدم واليد تتصل بأعضاء وغدد الجسم وعند الضغط -التدليك- على هذه
الناطق يحدث الشفاء من الأمراض وهو علم وفن يحتاج إلى بعض المهارات في
التدليك ومعرفة هذه المناطق المنعكسة على القدم فعند شعور الشخص بألم شديد
عند التدليك للمنطقة الخاصة بالعضو سواءً في الرجل أو اليد أو غيرهما في
جسم الإنسان فهذا عند الشخص المعالج دليل على إصابة هذا العضو ويحتاج هذا
المريض إلى عدة جلسات تدليك واكتشف أن هناك أعصاب مرتبطة بكامل أعضاء
الجسم فيقوم المعالج عن طريق القدم بتدليك أو خز هذه الأعصاب بالابر
الصينية لتنشيط او ايقاف الألم المرتبط في هذا العضو, يعرِف هذا النوع من
العلاج:
بعلم المنعكسات Reflexologyوهو علم وفن، فهو كعلم يحتاج إِلى مهارات ومعلومات يجب أن يلم بها القائم
بالعلاج باستخدام هذا العلم، وهو فن لأنه يحتاج إِلى نوع من الإِخلاص والحب
من الشخص القائم به, يقوم علم المنعكسات على اعتقاد مؤداه أن كل جزء من
القدم أو اليد يتبع جزءا من الجسم, عندما يمرض الجسم أو يقع تحت ضغط يصبح
الجسم في حالة عدم توازن،
ويظهر
ذلك على المناطق الحساسة بالقدم أو اليد لتحديد الجزء من الجسم الذي يقع
به المرض أو الخلل، وبواسطة الضغط على هذه النقاط الانعكاسية يحدث تنبيه
لأجزاء الجسم التابعة لها فتتحسن الدورة الدموية ويسترخي الجسم كله ويصبح
في حالة توازن. يعتبر علم المنعكسات طريقة سهلة وطبيعية متكاملة، حيث تعمل
على استثارة عمليات الشفاء الذاتية بالجسم، وبذلك يمكن علاج كثير من
الحالات مثل الام الظهر ومشكلات الدورة الدموية والأمساك وضغط الدم المرتفع
وعدم التوازن الهرموني والأرق والصداع النصفي وأعراض القولون العصبي
والتوتر.
.
وبالرغم أن النقوش القديمة تشير إِلى أن
قدماء المصريِين واليابانيِين والصينِيين تعاملوا مع القدمين واليدين في
الوصول لصحة أفضل، إلا أنه في أوائل القرن العشرِين وضع دكتور ولِيام
فتزجيرالد نظرية علم المنعكسات أو ما سماه علاج المنطقة. وصارت هذه الأخيرة
أساسا لعلم الِانعكاسات العصبية.
يؤمن الممارسون في هذا المجال بأن
المسارات العصبية موجودة في جميع أنحاء الجسم، وعند انسداد أي من تلك
المسارات يشعر الجسم بعدم الراحة.
.
ويساعد علم المنعكسات على تجديد الحيوية
بمسارات الطاقة بجسد الإنسان ويعياده ثانية إِلى حالة الاستقرار أو التوازن
العضوي, وقد وجد أن مشط القدم يمثل الصدر والرئتين ومنطقة الكتف، وأصابع
القدم تمثل الرأس والعنق والقوس العلوِي من الخف يمثل الحجاب الحاجز وأحشاء
أعلى البطن أما القوس السفلي فيمثل أحشاء الحوض وأحشاء أسفل البطن، أما
الكعب فيمثل أعصاب الحوض ولعصب الوركي المعروف بعرق النسا.
أما خارج القدم فتمثل الذراع والكتف
والورك والساق والركبة وأسفل الظهر، وداخل القدم يمثل العمود الفقرِي،
ومنطقة الكاحل تمثل الاعضاء التناسلية ومنطقة الحوض.
وفي العصر الحديث زاد الإتجاه نحو اللجوء
لوسائل طبيعية في الوِقاية والعلاج، ففي المجال الرِياضي أمكن استخدام
الْعلاج بتدليك المنعكسات من خلال نماذجه المختلفة لأغراض تخلِيص الرِياضي
من بعض الحالات المرتبطة بالتعب والاجهاد ولزيادة سرعة استعادة الشفاء.
ما هي الأسس الفسيولوجِية للعلاج بتدليك المنعَكسات ؟ من المعروف أن الجسم يستجيب لأي مؤثر خارِجي، وعن طريِق الأعصاب الحسية
المنتشرة بالجلد تنتقل أي استشاره إِلى الجهاز العصبي المركزِي الذي يقوم
بدورِه بالاستجابة في شكل إشارات عصبية توجه إِلى أجزاء الجسم المختلفة
التي تؤدي وظائف معينة استجابة لهذه الاستثاره التي حدثت, ويتميز الجلد عند
الإنسان باحتوائِه على مستقبلات حسِية مختلفة، هذه المستقبلات الحسِية
يمكنها استقبال الأحاسيس الخاصة بالألم والبرودة والحرارة والضغط
والِاهتزاز وتقوم بنقلها إِلى هذه المستقبلات الحسية تكون موزعة على الجلد
بحيث يحتوِي السنتيمتر المربع الواحد من الجلد على المستقبلات الحسِية مثلا
مستقبلان حسِيان للحرارة، واثنا عشر مستقبلا حسيا لِلبرودة، وخمسة وعشرون
مستقبلا حسيا للمس، ومائة وخمسون مستقبلا حسيا للألم.
وفي إطار ما سبق فإن استخدام أي نوع من
الضغط أو التدليك سيحدث استثارة للجلد مما يؤدِي إِلى حدوث استجابات
فسيولوجية موضوعية وعامة عن طريق المنعكسات, والجدير بالذكر أن الجلد
يحتوِي أيضا على مستقبلات ميكانيكية كيميائية تقوم بتنظيم العلاقة بين
الجسم والبيئة الخارجِية المحيطة.
ومن خصائص المستقبلات الحسية الميكانيكية
سرعة تكيفها عند تكرار التأثير عليها ميكانيكيا، ولذلك من الأهمية بمكان
التنوع في الضغط أو التدليك من حيث القوة وأساليب الضغط على النِقاط
باستخدام أنواع الضغط المختلفة.
وهذا يجب مراعاة أن الضغط يكون غالبا
باستخدام أصبع الأبهام ويكون ذلك بحدة وصلابة عن طريق السطح الأمامي
للسلامية الأولى وليس بنهاية الأصبع، كما يستخدم أيضا الأصابع من الثاني
حتى الرابع وكذلك راحة اليد, يجب ألا تزيد فترة الضغط عن 5- 7ثوان, وينصح
بأداء مساج اليدين والرجلين يومياً للأشخاص الذين يعانون من داء السكري
وغيرهم من الأصحاء الذين تتطلب أعمالهم الوقوف مدة طويلة كالمعلمين
والمعلمات والعسكريين والرياضيين وأي شخص يكون عمله مرهق جسدياً ونفسياً.