نقص فيتامين د أصبح حديث الشارع، فالغالبية العظمى من الرجال والنساء فوق الخمسين سنة لديهم نقص فيتامين د. وأصبح نقص هذا الفيتامين تحديدا "شماعة" يعلّق عليها الاطباء، حتى ان بعضهم بدأ يلقي اللائمة في ذلك على ارتداء النساء المسلمات الخمار والحجاب.
أهميته:
ارتبط نقص فيتامين د في الكبار بضعف العظام وسهولة تكسرها وآلام العظام وكثرة سقوط المرضى ونقص المناعة النسبي . وارتبط بدليل علمي ليس قويا مع امراض القلب وسرطان القولون وذلك لأن الغالبية العظمى لتلك الدراسات هي دراسات وجدت ارتباطا احصائيا - وليس علاقة سببية وجودا وعدما بين نقص فيتامين د وامراض القلب .
لاحظ الباحثون الذين يعمدون الى متابعة المجلات العلمية وما ينشر بها من مواضيع ان هناك نقصا في الفيتامين د لدى اغلب المرضى المصابين بالقلب والسكري والاكتئاب وقد تكون هذه المعلومات موثقة من الناحية العلمية الا انه ليست بالضرورة المسببة لهذا المرض او ذاك.وبخاصة ان هذا الارتباط الاحصائي مع فيتامين د وجد في امراض اخرى كثيرة مثل الاكتئاب والسكري والضغط والسمنة ....الخ، ومن المهم معرفة ان بعض الدراسات الطبية - وليس جميعها – قد تكون تدعمها شركات طبية تحاول ان تلصق منتجها بأمراض شائعة لدى الناس لأغراض تسويقية بحتة سواء في امراض القلب او غيرها ولتجنب ذلك ينظر الى الدراسات العلمية المحكمة التي تقل فيها العيوب الاحصائية والى مواقف الجمعية الامريكية للقلب والاوروبية وتوصياتها العلمية في ذلك الموضوع .
المستوى الطبيعي في الدم :
المستوى الطبيعي لفيتامين د - 25 هو 50 الى 150 نانومول في اللتر وفي بعض المراكز يستخدمون وحدات 20 الى 30 نانوجرام في المليلتر. المشكلة في هذا التعريف انه يجعل اكثر من 70% من الرجال والنساء فوق سن الستين سنة لديهم نقص في فيتامين د ، وليس هناك معايير للقيمة الطبيعية تختلف من عرق بشري لآخر ومن مريض معين لآخر حسب الامراض التي يحملها أو قد يصاب بها وهذا مجال خصب لمزيد من الابحاث والدراسات الطبية في هذا الموضوع . ويحتاج الانسان الطبيعي الى حوالي 400 وحدة دولية في اليوم وتزداد الحاجة اليومية كلما كبر في السن او اصبحت حياته اليومية بعيدة عن التعرض للشمس بفترة كافية بحيث ترتفع الى 1000 او 1500 وحدة دولية .
اعراض نقصه :
- الغالبية بدون اعراض وقد تكون بداية اعراضه هشاشة العظام حيث يكون سقوط المريض على الارض او اثناء الاستحمام كسر الحوض او احد اجزائه او آلام منتشرة في العظام والعضلات وكسل وخمول في الجسم، إذ أن فيتامين د له دور مهم في الوقاية والعلاج من امراض هشاشة العظام والوقاية من الكسور فيمن هم عرضة لها.
أعراض زيادته المفرطة :
ارتفاع الكالسيوم وحمض اليوريك (النقرس ) وتكوين حصى الكلى ومايتبع ذلك من خمول وكسل واكثره ادرار البول والجفاف والامساك وحرقان المعدة .
اعراض في القلب لا يسببها نقص فيتامين د ؟
نقص فيتامين د لا يسبب آلام شرايين القلب ولا الخفقان بأنواعه المختلفة الا اذا كان النقص شديدا جدا واثر ذلك على مستوى الكالسيوم بانخفاض شديد وحتى في تلك الحالات فإنه يسبب خفقاناً بطينياً يؤدي للإغماء في بعض الحالات وليس الخفقان الاذيني الذي تعزى اغلب انواع الخفقان له.
وخلاصة الامر:
اولا:انه لم يثبت علميا حتى تاريخه بدليل محكم ان نقص فيتامين د يسبب امراض القلب او أن تعويض فيتامين د يعالج او يقي من امراض القلب بما فيها امراض شرايين القلب والضغط وهذا لا يقلل ابدا من أهمية فيتامين د في الوقاية وعلاج امراض هشاشة العظام والوقاية من الكسور فيمن هم عرضة لها ولكن يجب ألا يعطى نقص هذا الفيتامين وبالتالي الدواء المعالج اكبر من حجمه ولا يقلل كذلك من دوره في بعض الامراض ولكن توضع الامور في نصابها.
ثانيا: يجب البحث عن اسباب المرض عوضا على التركيز عن حدوث نقصان في تركيز الفيتامين د واغلب الاطباء يلجأون له لاسباب نفسية تحفز المريض وتشجعه على التاقلم مع المرض مع ان الحقيقة العلمية تقول خلاف ذلك.
ثالثا: اسباب المرض واضحة يعرفها الكثيرون حتى المرضى ولا داعي لإيهام المريض بوجود عوامل اخرى مسببة