في العقدين الماضيين حدثت تغيرات مهمة في النظم التعليمية والتدريبية والخدمات الاجتماعية، وأدرك الناس أن هناك فئات ذات احتياجات خاصة من المجتمع تحتاج إلى رعاية وخدمات خاصة.
وهذه الخدمات الاجتماعية تتعدى إطار المدرسة وتتضمن إعداداً لذوي الاحتياجات الخاصة وتدريباً ومساندة اجتماعية واستعداداً للاندماج في المجتمع. وواحد من أهم عناصر الدمج في المجتمع هو الانتقال من المدرسة إلى العمل. والانتقال الناجح من المدرسة ومرحلة التعليم إلى العمل وإلى حياة الرشد يعد مؤشراً ناجحاً لمدى فاعلية التعليم والخدمات المقدمة. ومراحل التهيئة للانتقال إلى العمل والدمج في المجتمع تبدأ في المدرسة والمراحل الثانوية وما بعد المرحلة الثانوية والسنوات الأولى من التوظيف والعمل. وهي عملية تتطلب إعداداً ومساندة خلال الدراسة في المرحلة الثانوية خاصة والخدمات التي تليها بعد بداية المرحلة الوظيفية. والانتقال إلى المرحلة مسؤولية مشتركة بين المدرسة والإعداد والتأهيل والأسرة والمجتمع.
والانتقال أو التحول إلى الحياة العملية الوظيفية يضعنا أمام خيارات يؤخذ بها عندما يتم التحول وهي كالتالي: - التوظيف التنافسي. - التوظيف المساند. - التوظيف الوقائي.
فالتوظيف التنافسي هو توظيف يعمل فيه الشخص ذو الحاجة الخاصة في بيئة عمل حقيقية لا تحتوي على أشخاص معاقين أو ذوي حاجات خاصة ويعتبر الشخص موظفاً عادياً وينافس غيره من الموظفين في الترقيات والبدلات والإجازات وغيرها.
والتوظيف المساند ينظر إليه كخيار يقع بين التوظيف التنافسي والتوظيف الوقائي وله ثلاثة عناصر: - الحصول على راتب. - تأدية العمل في بيئة مختلفة. - خدمات مساندة مستمرة.
والتوظيف الوقائي يعمل به في محيط يحتوي على تسهيلات تتعلق بالعمل في بيئة مسيطر عليها مع أهداف فردية. هذه البيئة توظف الخبرات المتعلقة بالعمل وما يتصل بها من خدمات لمساعدة الأشخاص المعاقين للتقدم نحو الطاقة القصوى لإمكاناتهم المهنية.
ومفهوم التحول أو الانتقال يتضمن نقل الطلاب من البرامج المدرسية إلى برامج للكبار تكون ذات حرية ومجال أكبر. وواحد من أشكال التحول هو التحول المناسب التتبعي، أي التأكد من أن هناك متابعة للفرد بواسطة جهة معينة حتى يتم ملاحظة وتقييم نتائج التعليم والتدريب ومدى فاعليته وكفاءته والتأكد من أن الفرد لم يفقد ويذوب في المجتمع. ومستوى ثان من التحول هو إجراء اتفاقية تعاونية بين المدرسة ومؤسسات العمل لتدريب ذوي الحاجات الخاصة، ومستوى ثالث يتعامل مع تطبيق فعلي للبرامج الخاصة بذوي الحاجات سواء كانت عن طريق المتابعة أو تعاون المدرســـة والعمل ومؤسسات المجتمع الأخرى وربط ذلك بأسرة الفرد. وهناك العديد من عناصر برامج التحول التي قد تفيدنا ومنها التدريب والتعليم، تكنولوجيا التعليم، الإرشاد والتوجيه، المشاركة العائلية، الخدمات المساندة التأهيل والتهيئة ومحاكاة بيئة العمل.
وفيما يلي بعض المقترحات التي تتطلب تعاون الجهات المعنية: - إعطاء برامج تدريبية مهنية. - نشاطات تتعلق بالتطوير الوظيفي والوعي المهني. - توجيهات مهنية وخدمات إرشادية. - تعديل في المناهج لتناسب ذوي الحاجات الخاصة. - بعض التدريب على مهارات خاصة. - المساعدة العلاجية. - مهارات التأقلم مع العمل. - التعاون مع المدرسة ومؤسسات المجتمع الأخرى في هذا المجال.
وبالتأكيد سيواجه مخططوا هذه البرامج والطلاب المعنيون الكثير من التحديات والصعوبات ولكنهم يستطيعون التغلب عليها.
وهناك العديد من الخدمات التي بإمكان ذوي الحاجات الخاصة الاستفادة منها وذلك بتعاون القطاع التعليمي والوظيفي والصناعي مثل:
- التعاون في تخطيط برامج قياسية وواقعية للمتعلمين من ذوي الحاجات الخاصة. - وجود إرشادات في البرنامج حول الأهداف المناسبة للبرنامج ومحتوى المنهج والكفاءة الوظيفية. - وجود المعامل والأدوات والتسهيلات المناسبة لهذه الفئة. - البحث عن مواقع التدريب العملية المناسبة لهذه الفئة والذين يحتاجون لمزيد من التدريب بعد إنهاء البرامج التعليمية. وبإمكان قطاع العمل والتصنيع المشاركة لتقوية البرامج والخدمات المقدمة لذوي الحاجات الخاصة في المؤسسات التعليمية. وبعض المقترحات للربط بين قطاع التصنيع والعمل. والقطاع التعليمي يتضمن الآتي: - من الممكن أن يقوم ممثلو القطاعات الوظيفية والمهنية والصناعية بالتدريس في البرامج التعليمية والمهنية للمشاركة بخبرتهم وأفكارهم والوسائل التكنولوجية المستخدمة في مؤسساتهم. - تستطيع مؤسسات العمل التعاقد مع المدارس أو مراكز التدريب أو الجامعات لتدريب موظفيها من ذوي الحاجات الخاصة وغيرهم أو إرسالهم لمراكز تدريبية لتجديد معلوماتهم وصقل مهاراتهم القديمة وإكسابهم مهارات جديدة. - وضع بعض الخطط التطبيقية الخاصة لتحديد المسؤوليات والأدوار وحصر البرامج التدريبية والمتماثلة في المجتمع، وهذا سيساعد في عدم تكرار البرامج المتشابهة والحصول على الخدمات المهمة الناقصة. - إعارة الأدوات والوسائل والمواد التدريبية للمعلمين والمدربين الذين يعملون مع الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة وذلك لإعدادهم لمتطلبات العمل الحقيقي الذي سينضمون إليه قريباً. - استعراض تجارب الموظفين الناجحين من ذوي الحاجات الخاصة، وذلك من قبل الموظفين أنفسهم والذين من الممكن أن يتخذوا مثالاً جيداً ومرشدين لغيرهم ممن لايزالون في مرحلة التدريب، وهذا سيشجع الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة على الإقبال على التعليم والتدريب وأخذ مكانتهم الوظيفية والمشاركة في تنمية المجتمع. ولا ننسى هنا ذوي الحاجات الخاصة من الإناث حيث ينطبق عليهن ما ينطبق على الذكور من أهمية تأهيلهن وتدريبهن وأخذ حقهن الوظيفي والمنافسة في ذلك والمشاركة في تنمية المجتمع. وهذا دور مؤسسات المجتمع المختلفة المعنية بالفتيات والنساء سواء كانت حكومية أو خاصة