بعد تقدّم اليمين المتطرّف في الانتخابات الأخيرة..
مغتصبو الضفة الغربية يترقّبون عصرهم الذهبي!
رام الله: مصطفى صبري
أكثر من ربع مليون مستوطن بالضفة الغربية، في أكثر من 160 مستوطنة وعشرات
البؤر الاستيطانية، ينتظرون أن يعيشوا عصراً ذهبياً، بعد نتائج الانتخابات
الأخيرة التي فتحت الأبواب لليمين المتطرّف؛ حيث تشكّل كتلة اليمين
الأغلبية البرلمانية بفارق كبير عمّا يُسمَّى «اليسار اليهودي»، يصل إلى
عشرة مقاعد على الأقل.
المغتصِبون
(المستوطنون) في مغتصَبة (مستوطنة) «كرنيه شمرون» التي تجاور قرية «كفر
لاقف» وبلدة «عزون» شمال الضفة الغريية، والواقعة في تجمع استيطاني كبير،
احتفلت بفوز أحد قاطنيها من أعضاء اليمين المتطرّف في حزب الاتحاد الوطني،
وهو المتطرّف «ميخائيل بن آري» (45 عاماً)، الذي قال في تصريح لإذاعة
الجيش الصهيوني: «أنا أحد تلاميذ الحاخام كهانا.. وسكان أم الفحم وجنين
يهددون أمن دولة «إسرائيل»، ولن أوافق على تسليم مدينة جنين للفلسطينيين،
وسوف نوطّنهم في 22 دولة عربية» (يقصد طرد العرب من فلسطين).
المواطن
خالد عساف من قرية «كفر لاقف»، قال لـ«المجتمع»: «بعد نتائج الانتخابات
سمعنا من داخل المستوطنة أصوات الموسيقى والصراخ، فرحاً بفوز هذا
المتطرّف، الذي قدم إلينا بأفكاره العفنة».
وقال المواطن محمود
عبدالخالق من بلدة عزون: «المستوطنون يستفزوننا بشكل يومي، وبعد
الانتخابات زادت عربدتهم من خلال الاحتفال بفوزهم في الانتخابات الأخيرة..
إنهم يرقصون على جراحنا، فمستوطناتهم تقتلنا بشكل يومي، ويتعمدون إغاظتنا
لطردنا من أرضنا».
الكنيست برتقالي!
الناشط
اليميني «إيتمار بن غفير» قال في مقابلة تلفزيونية للقناة العِبْرية
الثانية، عقب إعلان نتائج الانتخابات: «الكنيست سيكون ضمن اللون
البرتقالي»، في إشارة إلى لون شعار المستوطنين الذين قاوموا الانسحاب من
غزة عام 2005م، عندما أعلن رئيس الحكومة الصهيونية الأسبق «أريئيل شارون»
انسحابه من مستوطنات غزة من طرف واحد.
وأضاف الناشط المتطرّف: «سيكون
ميخائيل بن آري مفاجأة الكنيست، نظراً لما يحمله من أفكار جميلة لليهود»
(يقصد تأييده لطرد العرب من الكيان الصهيوني)، مشيراً إلى أن حزب الاتحاد
الوطني انضم إلى ائتلاف «بنيامين نتانياهو».
مأساة الفوز!: قرية النبي
إلياس (شمال الضفة الغربية) تُعَدُّ ممراً للمستوطنين المتوجِّهين ذهاباً
واياباً من مستوطناتهم إلى داخل الكيان الصهيوني صباح مساء، ويعيش أهلها
الفلسطينيون حالياً مأساة فوز اليمين الصهيوني.
التاجر جودت صوان قال
لـ«المجتمع»: «بعد فوز كتلة اليمين في الانتخابات، ارتفعت معنويات
المستوطنين، وشاهدتهم وهم يعبِّرون عن فرحهم أثناء مرورهم في مركباتهم،
يصفقون ويهزون الرؤوس فرحاً، ويسيرون ببطء شديد أثناء دخولهم شارع القرية
الرئيس، حتى يشاهدهم سكان القرية وهم على هذه الحال».
وأضاف: نحن نعيش
الآن مأساة فوزهم، ونخشى من مستقبل يكون زمام الأمور فيه بيد هؤلاء الذين
يشكلون الكتلة الأكثر قوة في الكنيست، حتى إن بعضهم اثناء قيامه بشراء بعض
المشتريات من المحل قال لي شخصياً: «ألا تخاف من فوزنا؟!»، إلا أنني
أجبته: «من له حق تاريخي وديني في هذه الأرض لا يخاف من أحد».
ألعابهم تغتال أحلامنا!
الفلسطينيون
أغاظتهم ألعاب المستوطنين النارية وهم يحتفلون بفوزهم في الانتخابات،
فأكثر من عشرة نواب يقطنون مستوطنات الضفة الغربية، ومدن الضفة المحاصرة
بالمستوطنات لم تسلم من استفزازات المستوطنين بعد مشاهدتهم ألعابهم
النارية بألوانها المتعددة، وهي تغتال أحلامهم.
المواطن «نبيل ولويل»
(65 عاماً) المهاجر من بلدة «كفر سابا» في نكبة 1948م، ويحمل بطاقة «لاجئ»
قال لـ«المجتمع»: «منزلي يطل على مستوطنة «ألفيه منشه»، وبعد الانتخابات
كانت هذه المستوطنة عبارة عن كتلة مضيئة بفعل المفرقعات النارية المنبعثة
من أنحائها، وسمعت ضجيجاً ينطلق من داخلها يبدو أنه موسيقى صاخبة».
وأضاف:
«إنهم يرقصون على جراحنا ودماء شهداء غزة، فمنذ عام 1948م وهم يفتكون
بالفلسطينيين، ويشرّدونهم من منازلهم وأراضيهم، وها هم الدخلاء من
المستوطنين يلاحقوننا على ما تبقى من الأرض، أليس هذا اغتيالاً
لأحلامنا؟!».>