لقاء رائع وممتع
مفتاح الكعبة المشرفة
يحتفظ به آل الشيبي منذ تسلموه من الرسـول صلى الله عليه وسلم
تختزن الكعبة في داخلها وحولها أسرار لا يوجد مثلها في الأرض.
لا يزيد حجمها عن حجرة مكعبة،
ما أن تبلغها حتى يخر القلب خاشعا متضرعا،
يلفه السكون،
فتكاد لا تسمع خفقاته.
تتحول العين إلى نبع للدموع فأنت حينئذ في أحب مكان إلى الله
ينزل إليه سبعون ألفا من الملائكة
يطوفون حولها كل يوم وليلة.
(الله اكبر ما اروع هذا الشعورهنيئا لمن كتب له الله بلوغ ذلك )
كبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الشيبي هو الذي يوجد لديه مفتاح الكعبة،
يقول ابنه نزار الشيبي :
يقال عنا أيضا (الحجبي)
أي الذي يحجب البيت،
فقد أرادالله سبحانه وتعالى أن يكون للكعبة المشرفة سدنة، أي من هم مسؤولون عنها،
وأن يكون لها مفتاح وقد تسلمناه نحن آل الشيبي،
وتأتي السدانة بعدة معان
في معجم اللغة العربية مثل الأمين والخادم والحاجب.. الخ.
وسدانة الكعبة ترجع الى تاريخ بنائها وتعني القيام بجميع أمورها من فتحها واغلاقها وتنظيفها وغسلها وكسوتها واصلاح هذه الكسوة اذا تمزقت واستقبال زوارها وكل ما يتعلق بذلك،
فقد كان يقوم بأمر السدانة اسماعيل عليه السلام ثم من بعده ذريته،
إلى ان كان عهد قصى بن كلاب فأخذ قصى سدانة الكعبة من خزاعة التي كانت قد استولت على السدانة
بالقوة مدة ليست بالطويلة وهي قبيلة هاجرت من اليمن بعد انفجار سد مأرب واتجهت الى مكة واقامت بها.
وقد ولد لقصى عبدالدار وعبد مناف وعبدالعزى وعبد قصى، وبعد وفاة قصى انحصرت السدانة في عبدالدار وابنائه حتى كان منهم عثمان بن طلحة بن ابي طلحة وابن عمه
شيبه بن عثمان بن ابي طلحة .
وينتهي نسب سدانة الكعبة المشرفة الحاليين
إلى شيبه بن عثمان بن ابي طلحة
وقد اسلم عام الفتح على أصح الروايات
وله صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وجميع آل الشيبي الموجودون في هذا العصر هم من ابناء الشيخ محمد بن زين العابدين
رحمه الله تعالى،
وينقسمون
الى
أبناء الشيخ عبدالقادر بن على
وهم عائلة عبدالله، وحسن آل الشيبي،
وأبناء عبدالرحمن بن عبدالله الشيبي،
وهم محل احترام واكرام
كمادلت على ذلك الاخبار الواردة في حقهم،
ولا يزالون في موضع الاكرام والرعايه عند عموم حكام المسلمين
وبالاخص عند كل من تولى خدمة الحرمين الشريفين،
ولايزال وجودهم من معجزات رسول الله صلى الله عليه وسلم التى اخبر امته بها بقوله
صلى الله عليه وسلم : ( خذوها يابني طلحة خالدة تالدة لا ينزعها منكم الا ظالم ).
قصة انتقال مفتاح الكعبة
نزار الشيبي وهو من سدنة بيت الله الحرام يقول
آلت الينا السدانة منذ أيام جدنا (قصي)
وانتقلت بين أبناء ابنه عبدالدار الذي كان له خمسة أولاد،
وكان لا يخرج في رحلة الشتاءوالصيف فيعايره اخوانه بسبب ذلك،
فسمعهم أبوه قصي
فقال:
والله لأشرفنك عليهم،
فأعطاه سقاية الكعبة والسدانة والرئاسة والندوة والرفادة ولواء الحرب،
وعندما جاء اخوانه، قالوا له انك أخذت كل الشرف، وما تركت لنا شيئا،
فقال: خذوها كلها إلا السدانة
والرئاسة
حيث كان هو رئيس قريش.
ويقول
إن الكعبة المشرفة تفتح مرتين في السنة لغسلها، ويسمح بدخولها حينئذ لبعض كبار ضيوف الدولة وبعض العلماء والمشايخ، وأيضا القائمون بغسلها.
ويضيف:
تعلق في داخل الكعبة الهدايا التي قدمت لها،
وبعض الموجودات بداخلها
ربما تعود إلى ما بعد أن ضربها الحجاج بن يوسف الثقفي بالمنجنيق،
يعني تقريبا
تعود إلى 1200 سنة،
لكن هناك بلا شك أشياء
تعود إلى عصور لاحقة، وأشياء أخرى حديثة.
ثلاثة أسرار حول الكعبة
من أسرار الكعبة –
كما يقول الكاتب الصحفي السعودي
عمر المضواحي
المهتم بالكتابة عن تاريخ الأماكن المقدسة –
أنها صرة الأرض وموصولة بالبيت المعمور
في السماء السابعة،
وأول بيت وضع للناس بناه ابراهيم وابنه اسماعيل عليهما
السلام،
وليس هناك في الكون بقعة أكثر مهابة وقدسية من هذه الحجرة المكعبة.
لم تعبد في تاريخها من دون الله قط،
فقد كان العرب يعبدون الأصنام والأوثان حولها ولم يخصوها أبدا بالعبادة،
حج إليها كل الأنبياء، ومجرد النظر إليها عبادة تعادل أجر عابد
في غير مكة.
يضيف المضواحي متحدثا عن ما سجله قلمه عن هذه البقعة التي توصف بأنها قدس الأقداس الاسلامية:
حول الكعبة ثلاثة أسرار
لا يوجد مثيل لها في الأرض،
الحجر الأسود,
ومقام إبراهيم,
وهما ياقوتتان من يواقيت الجنة,
وبئر زمزموهو نهر من أنهار الجنة ينبع عينه المتدفق من تحت أعتاب الحجر الأسود.
على يسار باب الكعبة المهيب وبين الملتزم والحجر الأسود الى الداخل منها يقع مكان (حطيم السيئات) حيث يتم فيه التضرع بالدعوات،
والى اليمين من باب الكعبة
على بعد أقل من مترين يرتفع صندوق من الرخام النادر تحفظ فيه أدوات خدمة البيت وحوائج غسيل الكعبة من دهون الطيب كالعود والورد والعنبر ولفائف من قماش
قطني معد للغسيل.
في منتصف الكعبة ترتفع ثلاثة أعمدة محاطة بأفخر أنواع الخشب المزخرف, وهي المعروفة بأعمدة الصحابي عبدالله إبن الزبير حين رأى في زمن حكمه مكة أن يسند
سقف الكعبة بها خشية انهياره عندما قام بترميم بناء الكعبة.
في الجهة الشمالية من الكعبة، على يمين الداخل باب صغير يعرف بباب "التوبة" وهو آية في الصنعة والإتقان، يمتاز بمقاساته العادية وهو بنسبة قياس واحد الى ثمانية مقارنة
بباب الكعبة الخارجي الوافر البهاء والضخامة،
ويؤدي باب التوبة المصنوع من أندر قطع الأخشاب المكسوة بصفائح الذهب والفضة المشغولة،
الى درج حلزوني من الزجاج
السميك يصل الى سطح الكعبة.
وفي الجدار الغربي المواجه لباب الكعبة علقت تسعة ألواح أثرية من الرخام منقوش عليها أسماء الولاة والخلفاء تؤرخ لأعمال تجديد وترميم الكعبة, وكلها مكتوبة بعد القرن السادس للهجرة.
وفي الحائط الشرقي وبين باب الكعبة المشرفة وباب التوبة وضعت وثيقة تؤرخ لقيام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله) بشرف ترميم وتجديد الكعبة المشرفة الذي دشنه خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في عام 1419هـ
وكان حينها وليا للعهد.
وكان آخر ترميم شامل للكعبة في زمن السلطان مراد الرابع
من سلاطين آل عثمان سنة 1040 من الهجرة النبوية.
جوانب الكعبة الأربعة محاطة بالرخام الأبيض،
بارتفاع نحو مترين
وبرخام ملون ومزركش
بنقوش هندسية إسلامية.
وما يعلوها مغطى بستارة خاصة من الحرير الأحمر الوردي مشغولة بالنسيج الأبيض على هيئة الشهادتين وبعض أسماء الله الحسنى على شكل رقمي ثمانية و سبعة متكررة بخط الثلث العربي البديع، وهي إهداء من الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله الى الكعبة،
ويقوم بصناعتها يدويا
مصنع كسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة.
أباريق وشمعدانات وأوان ذهب وفضة
وبين الأعمدة الثلاثة يمتد عمود معدني يكتسي بالفضة الخالصة له خطافات صغيرة معلق فيها هدايا الكعبة من أباريق وشمعدانات وأوان أثرية من الذهب والفضة
تعود بتاريخها الى ماضٍ بعيد أهداها ملوك وخلفاء وسلاطين.
ويسن قبل التشرف بدخول الكعبة الطواف سبعا حولها, واستلام الحجر الأسود
"يمين الله في الأرض" والركن اليماني إقتداء بالسنة النبوية.
كما يسن أيضا الصلاة
فوق لوح من الرخام المنقوش بعلامة ظاهرة إشارة الى المكان الذي ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فيه، وهو باتجاه الحائط الجنوبي بالقرب من
الركن اليماني الى الداخل من جدار الكعبة.
والصلاة في الكعبة ثمان ركعات وهي من سنن الدخول الى الكعبة،
ركعتان في
اتجاه كل حائط من جدرانها الأربعة حيث لا قبلة في جوف القبلة.
تغيير كسوة الكعبة
وأثناء فريضة الحج
وبعد أن يتوجه الحجاج الى صعيد عرفة،
يتوافد أهل مكة إلى المسجد
الحرام للطواف والصلاة ومتابعة تولي سدنة البيت الحرام تغيير كسوة الكعبة المشرفةالقديمة واستبدالها بالثوب الجديد استعدادا لاستقبال الحجاج في صباح اليوم التالي
الذي يوافق عيد الأضحى.
وقبل هذا الوقت وفي منتصف شهر ذي القعدة تقريبا يتسلم كبير السدنة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الشيبي
في حفل سنوي الثوب الجديد من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بقاعة المناسبات الرئيسية في مصنع كسوة الكعبة المشرفة بضاحية أم الجود بمكة.
وبعد إحضار الثوب الجديد تبدأ عقب صلاة العصر مراسم تغيير الكسوة حيث يقوم المشاركون
في عملية استبدال الكسوة عبر سلم كهربائي بتثبيت قطع الثوب الجديد على واجهات الكعبة الأربعة على التوالي فوق الثوب القديم.
وتثبت القطع في عرى معدنية خاصة (47 عروة) مثبتة في سطح الكعبة،
ليتم فك حبال الثوب القديم ليقع تحت الثوب الجديد نظرا لكراهية ترك واجهات الكعبة مكشوفة بلا ساتر.
ويتولى الفنيون في مصنع الكسوة عملية تشبيك قطع الثوب جانبا مع الآخر,
إضافة الى تثبيت قطع الحزام فوق الكسوة
(16 قطعة جميع أطوالها نحو 27 مترا)
و 6 قطع تحت الحزام , وقطعة مكتوب عليها عبارات تؤرخ إهداء خادم الحرمين الشريفين لثوب الكعبة وسنة الصنع،
ومن ثم تثبت 4 قطع صمدية (قل هو الله أحد الله الصمد) توضع على الأركان,
و11 قطعة على شكل قناديل مكتوب عليها آيات قرآنية توضع بين أضلاع الكعبة الأربعة.
ستارة الكعبة أصعب مراحل تغيير الكسوة
وآخر قطعة يتم تركيبها هي ستارة باب الكعبة المشرفة وهي أصعب مراحل عملية تغيرالكسوة،
وبعد الانتهاء منها تتم عملية رفع ثوب الكعبة المبطن بقطع متينة من القماش الأبيض، وبارتفاع نحو مترين من شاذروان (القاعدة الرخامية للكعبة)
والمعروفة بعملية
(إحرام الكعبة).
ويرفع ثوب الكعبة لكي لا يقوم بعض الحجاج والمعتمرين بقطع الثوب بالأمواس والمقصات الحادة للحصول على قطع صغيرة طلبا للبركة والذكرى.
ويتم تسليم الثوب القديم بجميع متعلقاته للحكومة السعودية التي تتولى عملية تقسيمه كقطع صغيرة وفق اعتبارات معينة لتقديمه كإهداء لكبار الضيوف والمسؤولين وعدد من المؤسسات الدينية والهيئات العالمية والسفارات السعودية في الخارج.
ويستهلك الثوب الواحد للكعبة نحو
670 كيلو جراما
من الحرير الطبيعي
و150 كيلو جراما
من سلك الذهب والفضة
ويبلغ مسطحه الإجمالي
658 مترا مربعا
ويتكون من 47 لفة،
طول الواحدة 14 مترا وبعرض 95 سنتيمترا
ويكلف الثوب الواحد نحو 17 مليون ريال سعودي
ويعود إنشاء المصنع الى بداية العهد السعودي حين أمر الملك عبدالعزيز آل سعود في
غرة شهر محرم عام 1357 هـ
بإنشاء المصنع بجوار البيت العتيق ليكون أول مصنع
للتاريخ لكسوة الكعبة المشرفة يقام في مكة المكرمة
وتديره أيد سعودية مدربة.