يواجه ريال مدريد على ملعبه السانتياجو برنابيو الفريق الألماني الخطير بايرن ميونيخ في ذهاب قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، قمة القمم في أوروبا، قمة تجمع فريقاً يحلم بالعاشرة مع أخر يحلم بالسادسة ليكون أول فريق يحافظ على لقبه في النظام الحديث.
بايرن ميونيخ مرشح فوق العادة منذ بداية الموسم للفوز باللقب، في حين أن جماهير الريال عاشت حالة تذبذب مع الثقة، فقبل الكلاسيكو الأسباني كان الحلم الكبير بالثلاثية ولكن الخسارة في الدوري أمام برشلونة وكذلك السقوط في لقاء العودة أمام دورتموند هز ثقتهم، ثم عادت هذه الثقة بعد أن تحول جاريث بيل لأوسين بولت في الملعب ، وأهدى ريال مدريد لقب كأس ملك اسبانيا على حساب غريمه برشلونة.
تواضع بايرن يقابله أن يعيش ريال مدريد الواقع:
مشكلة بايرن ميونخ التي ظهرت أمام ارسنال ومانشستر يونايتد خارج ملعبه أنه يعتقد بضرورة السيطرة والاستحواذ والضغط الهجومي خارج ملعبه، وذلك بالرغم من أن نتائج مثل التعادل السلبي تكفيه فيها ليصفي الحسابات في لقاء العودة، التواضع اليوم واللعب بواقعية من دون ترك مساحات لصواريخ ريال مدريد السريعة القادمة من البرتغال وويلز مفتاح مهم لانتصار بايرن ميونخ.
يقابل هذا المفتاح في الفريق الملكي أن يعيش يوم الأربعاء، فلا يعتمد على تذبذب نتائج وأداء بايرن ميونيخ مؤخراً، ولا يعتمد على فوزه في الكلاسيكو، فالفريق الملكي كلما لعب مرشحاً للفوز في مباراة كبيرة هذا الموسم خسر وظهر ضعيف التركيز، وبالتالي عليه أن ينسى تفضيله من عدمه ويلعب التسعين دقيقة في الملعب فقط متناسياً كل الظروف المحيطة فيها.
الكرات الثابتة ضد البافاري يقابلها الضرب في ظهر المدريديين:
مباريات بايرن ميونخ أظهرت إمكانية تعرضه لأهداف من كرات ثابتة، أظهرت نوعاً من ضعف الرقابة الدفاعية لديه في هذه المواقف وصل لحد وصفه بالاستهتار من قبل بعض المحللين، ويملك ريال مدريد لاعبين مميزين في الهواء أمثال كرستيانو رونالدو وسيرجيو راموس وبيبي، استغلال هذه الكرات سيكون عنصراً مهماً للريال لو أراد الخروج منتصراً.
مقابل نقطة الضعف هذه في بايرن، هناك نقطة ضعف في ريال مدريد لم يعالجها حتى الآن رغم تحسنه العام، وهي ضرب مدافعيه في ظهرهم باستخدام الكرات الساقطة والاعتماد على سرعة اللاعبين أمثال آرين روبن وفرانك ريبيري، مثل هذا الأسلوب عادة ما يربك ريال مدريد واستخدامه لن يكون مفاجئاً من قبل بايرن ميونخ، وجدير بالذكر هنا أن كلاسيكو الدوري تغير مع مثل هذه الكرة التي جعلت نيمار ينفرد فيطرد راموس ويسجل ميسي ركلة جزاء.
بايرن المتنوع أمام تركيز وتضحية الجميع في مدريد:
الاختلاف المهم بين بايرن ميونخ وبرشلونة يتمثل بأن الفريق الألماني يمتلك أسلحة أخرى مثل التسديد من بعيد واللعب بجناحين هجوميين تقليديين إضافة إلى تفوق ماندزوكيتش في الكرات الهوائية، ويضاف إلى ذلك ظهيرين هجوميين قادرين على تغيير شكل المباراة في لحظة إما بالتسجيل أو الصناعة.. تنوع يجعل من الصعب جداً على أي فريق الخروج بشباك نظيفة ضد بايرن ميونخ، وهو الأمر الذي لم يفعله أحد هذا الموسم، بل لم يفعله أحد في البطولات الاوروبية منذ 13-03-2013 عندما انتصر ارسنال على البافاريين 2-0 في عقر دارهم.
مفتاح التنوع البافاري يقابله حل ومفتاح بيد لاعبي ريال مدريد وكارلو أنشيلوتي، فمباراة مثالية كالتي تم لعبها ضد برشلونة في نهائي الكأس تعتبر مسؤولية اللاعبين من حيث التركيز، في حين ينبغي على أنشيلوتي منح كل لاعب من الفريق وظائف دفاعية واضحة بمن فيهم بنزيما ورونالدو، والجميع يجب أن يضحي ويتنازل مثلما فعلوا يوما ما في حسم الدوري أمام برشلونة على أرضية الكامب نو ضد جوارديولا ذاته وجاء الفوز 2-1 بأقدام كرستيانو رونالدو وهو الفوز الذي جاء باللقب.. التضحية والتركيز مفتاح إن أضاعه الريال سيكون من الصعب عليه الفوز اليوم.
الذكاء بالإحتفاظ بأوراق رابحة:
بعض الأحيان يكون من المهم جداً للمدرب أن يفكر ماذا سيفعل أثناء المباراة في بعض الظروف خصوصاً خلال المباريات الكبيرة، وبالتالي يتوجب عند اختيار التشكيلة الأساسية التفكير بمن سيبقى على الدكة كسلاح عند الحاجة، فجوارديولا اعترف مثلاً بأنه يضع عدة سيناريوهات قبل اللقاء ويضع حلاً لكل منها، وبناء على ذلك يبدأ المباراة بتشكيل وشكل معين.
فمثلا قد يكون بقاء دي ماريا احتياطياً مفيداً لأنشيلوتي لأنه بمثابة الجوكر الذي يستطيع اللعب بدلاً من ايسكو وبيل ورونالدو، وهو ما سيعطيه خياراً جاهزاً من جودة عالية لخلق مزيد من الواجبات الدفاعية عند تقدمه أو لضمان استمرار المرتدات في حال لم يكن رونالدو العائد من إصابة أو بيل المريض بالانفلونزا قادرين على الاستمرار، أو لم يكن الشاب ايسكو قادراً على حمل مثل هذا الحجم من المباريات.
أما بايرن ميونيخ فقد قام جوارديولا بفكرة ذكية في إياب مباراته ضد مانشستر يونايتد للتعامل مع الإصابات والحرمان التي عانى منها الفريق، فقد بدأ بفيليب لام كظهير أيمن على العكس من معظم المباريات هذا الموسم التي بدأها في خط الوسط، وأبقى رافينيا على مقاعد الاحتياط، فكسب بالتالي تبديلين في واحد، حيث كان يستطيع اخراج لاعب خط وسط وإعادة لام لذلك المركز والدفع برافينيا كظهير أيمن وهو ما حدث بالفعل بعد ذلك.
جبال أمام المرمى:
ولا يمكن نسيان حراسة المرمى كمفتاح من مفاتيح الانتصار، فايكر كاسياس ما زال يستعيد هيبته بعد انحدار مستواه الموسم الماضي الذي أجلسه احتياطياً لدييجو لوبيز، ففاز ببطولة الكأس متلقياً هدفاً واحداً فقط في حين لم يرتكب أي خطأ في بطولة دوري الأبطال بل تم اعتباره المنقذ بالتصدي لبعض كرات دورتموند في لقاء العودة وسط ضياع كبير لفريقه.
على الجانب الأخر، يصنف غالبية المراقبين مانويل نوير كأفضل حارس في العالم وقد أثبت قيمته للعملاق البافاري هذا الموسم في أكثر من موقف أشهرها الدقائق العشر الأولى ضد ارسنال، الحارس السابق لشالكه يراهن عليه الألمان كثيراً بالتوفيق ضد لسعات رونالدو وبيل.
المنتصر من مواجهة كاسياس ونوير اليوم سيعطي فريقه مفتاح الفوز الخامس.