لغات غير العربية يتحدث بها العرب
هناك سؤال ملح يطرح نفسه على أذهان الكثيرين ممن لم يقتنعوا بأن هناك من أبناء العالم العربي من لا يعرفون العربية ولا ينطقون بها ولا يمكنهم قراءة أبسط كلماتها، فرغم أنهم ينتمون إلى العالم العربي ويلقبون بـ "العرب"، إلا أنهم ولدوا ونشأوا في بلدان اتخذت لنفسها لغات أخرى للتواصل والتعبير عن الذات غير العربية. وهذا السؤال هو: كيف لنا أن نسمي المرء "عربياً"، هل لانتمائه الجغرافي أم تبعاً للغة التي يتحدث بها؟
فقد تضاعفت أعداد سكان المنطقة العربية في الفترة ما بين 1980 و2010، وأصبح المجتمع العربي يعيش حالة من الاضطراب السياسي في أعقاب ما سمي بثورات الربيع العربي وطفت الخلافات العرقية والعقائدية بين السكان على السطح وأصبحت تشكل سبباً هاماً في الأزمات الراهنة التي تشهدها العديد من بلدان المنطقة.
ولم يكن اختلاف لهجات المتحدثين بالعربية وحده هو سبب سوء التفاهم وصعوبة التواصل بينهم، فقد تصاعدت العديد من الأزمات خلال الفترة الماضية في بعض البلدان العربية بسبب تباين اللغات التي يتحدث بها أبناء البلد الواحد، ومن أبرز تلك الأمثلة ما حدث في السودان وأدى إلى انفصال جنوبها عن شمالها، وما يحدث في العراق بين الأكراد وبقية سكان العراق ويلوّح بإمكانية انفصال الإقليم الكردي عن العراق.
ورغم أن اللغة العربية هي اللغة الأكثر شيوعاً، حيث يتحدث بها حوالي 300 مليون شخص من بين 338 مليوناً، وهم سكان المنطقة العربية، إلا أن هناك لغات أخرى يستخدمها بعض سكان المنطقة في التعبير والتواصل.
من بين هذه اللغات غير العربية التي يتحدث بها أبناء العالم العربي:
اللغة الفرنسيةالعربية هي اللغة الرسمية في جميع الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، وعددها 22 دولة، ولكن هذا لا يمنع أن بعض تلك الدول تتخذ لنفسها لغات رسمية أخرى مع العربية. فاللغة الفرنسية لغة رسمية في جيبوتي وجزر القمر والجزائر، كما أن مصر ولبنان والمغرب وموريتانيا وتونس من بين الدول الأعضاء في المنظمة الفرانكفونية الدولية التي تضم الدول الناطقة بالفرنسية، وإن لم تكن الفرنسية سائدة بين أبناء تلك البلدان في التعاملات اليومية، لكن من الواضح أن لها تأثيرها على الثقافة بها.
اللغة البربرية
هي لغة الأمازيغ، وهم سكان شمال أفريقيا من المغاربة والجزائريين، وبعض سكان ليبيا وتونس، وهي من بين اللغات الرسمية في الجزائر، مع العربية والفرنسية. ويرى البعض أن البربرية، والمعروفة أيضاً بالأمازيغية، تنتمي إلى فرع اللغات الحامية، نسبة لحام بن نوح عليه السلام، بينما يرى آخرون أنها لغة مستقلة بذاتها تأثرت ببعض اللغات التي احتكت بها على مدار تاريخها، كالعبرية واللاتينية والفينيقية واللاتينية والتركية والعربية والفرنسية. ويُقدر عدد المتحدثين بالبربرية من سكان العالم العربي بحوالي 50 مليون شخص، وإن كان هذا الرقم غير مؤكد.
اللغة السواحلية
هي من بين اللغات الرسمية في جيبوتي وجزر القمر والصومال، وبعض سكان سلطنة عمان يتحدثون بها. وهي لغة سواحل أفريقيا الشرقية، كما أنها اللغة الرسمية في كينيا وتنزانيا. تأثرت بالعربية في بدء انتشارها وكانت تكتب بحروف عربية، ولكن بمرور الوقت تأثرت باللغات الأوروبية وصارت تستخدم حروفاً لاتينية.
اللغة الكردية
يتحدث بها 6 ملايين عراقي ومليونا سوري. تكتب بالخط اللاتيني والخط العربي وتتعدد لهجاتها على حسب الإقليم الذي يتحدث به سكانه. أصبحت منذ عام 2004 من اللغات الرسمية في العراق، ما شجع المتحدثين بها على المطالبة بالانفصال عن بقية أجزاء العراق والانفراد بالحكم الذاتي هناك.
اللغة الإنجليزية
هي اللغة الأجنبية الأكثر انتشاراً في البلدان العربية، لكنها تخطت كونها لغة أجنبية في بعض تلك البلدان لتصبح اللغة الرسمية، وهذا ينطبق على السودان. بعد أن كان الإقليم الجنوبي يشكل وحدة مع دولة السودان العربية، انفصل الإقليم الجنوبي عام 2011 ، وكان لانفراد سكان الإقليم باللغة الإنجليزية سبب قوي في نزوعهم للانفصال عن الشمال.
اللغة الأردوية
هي اللغة الرسمية في باكستان، ويتحدث بها بعض سكان إيران والهند وأفغانستان، ولكنها، نتيجة للاحتكاك المباشر، فهي من اللغات المعترف بها في الإمارات العربية المتحدة، إلى جانب الهندية والفارسية.