إنكار الصحابة للبدعة
==================================
جاء في سنن الدارمي بسند صحيح , عن يحيى بن سلمة بن كهيل عن أبيه قال: (كنا جلوساً بباب عبد الله بن مسعود بعد صلاة الغداة، فبينما نحن جلوس إذ جاء أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وقال: أخرج أبو عبد الرحمن؟ قلنا: لا، فجلس معنا، فلما خرج اكتنفناه فقال أبو موسى: أبا عبد الرحمن لقد رأيت في المسجد آنفاً شيئاً أنكرته ولم أر والحمد لله إلا خيراً، قال: وماذا رأيت؟ قال: إن عشت فستراه، رأيت قوماً حِلقاً حِلقاً، أمامهم حصى يسبحون الله تبارك وتعالى، ويكبرونه، ويحمدونه، ومعهم رجل يقول: سبحوا مائة، فيأخذون مائة حصاة ويسبحون، كبروا مائة، فيكبرون مائة بالحصى
وفي بعض الروايات خارج الدارمي قال: فرجع ابن مسعود إلى داره وتلثم، ثم دخل المسجد فإذا هم كما وصف أبو موسى الأشعري,حينئذ كشف ابن مسعود رضي الله عنه عن وجهه وقال: ما أسرع هلكتكم يا أمة محمد! هاهو محمد صلى الله عليه وسلم آنيته لم تكسر، وثيابه لم تبلَ حتى جئتم بشيءٍ ما فعله ولا أصحابه , أنا عبد الله بن مسعود، أنا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: والله يا أبا عبد الرحمن! ما نريد إلا الخير فقال: كم من مريد للخير لا يبلغه؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا:
أن رجالاً يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم وايم الله لعل أكثركم منهم
قال راوي الحديث: فلقد رأيت عامة هؤلاء يطاعنوننا يوم النهروان مع الخوارج
================================================================================= =======================================================
==============================================
==================================
الشرك نوعان
==========================
النوع الأول
==========================
: شرك أكبر يُخرج من الملة ، ويخلَّدُ صاحبُهُ في النار ، إذا مات ولم يتب منه ، وهو صرفُ شيء من أنواع العبادة لغير اللهكدعاء غير الله ، والتقرب بالذبائح والنذور لغير الله من القبور والجن والشياطين ،والخوف من الموتى أو الجن أو الشياطين أن يضروه أو يُمرضوه ، ورجاء غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله من قضاء الحاجاتوتفريج الكُربات ، مما يُمارسُ الآن حولَ الأضرحة المبنية على قبور الأولياء والصالحين ، قال تعالى :وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ .
النوع الثاني
==========================
شرك أصغر لا يخرج من الملة ؛ لكنه ينقص التوحيد ، وهو وسيلة إلى الشرك الأكبر وهو قسمان
القسم الأول
شرك ظاهر على اللسان والجوارح وهو : ألفاظ وأفعال
فالألفاظ
كالحلف بغير الله ، قال - صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك . وقول : ما شاء الله وشئت قال - صلى الله عليه وسلم - : لما قال له رجل : ما شاء الله وشئت فقال : أجعلتني لله نِدًّا ؟ ! قُلْ : ما شاءَ الله وحده . وقول : لولا الله وفلان
والصوابُ أن يُقالَ : ما شاءَ الله ثُمَّ شاء فلان ؛ ولولا الله ثمَّ فلان لأن ( ثم ) تفيدُ الترتيب مع التراخي وتجعلُ مشيئة العبد تابعة لمشيئة الله ، كما قال تعالى : وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ , وأما الواو : فهي لمطلق الجمع والاشتراك ، لا تقتضي ترتيبًا ولا تعقيبًاومثلُه قول : ما لي إلا الله وأنت و هذا من بركات الله وبركاتك
الأفعال
مثل لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء أودفعه وتعليق التمائم خوفًا من العين وغيرها إذا اعتقد أن هذه أسباب لرفع البلاء أو دفعه ، فهذا شرك أصغر, لأن الله لم يجعل هذه أسبابًا أما إن اعتقد أنها تدفع أو ترفع البلاء بنفسها فهذا شرك أكبر لأنه تَعلَّق بغير الله
القسم الثاني
من الشرك الأصغر شرك خفي وهو الشرك في الإرادات والنيات ، كالرياء والسمعة كأن يعمل عملًا مما يتقرب به إلى الله ؛ يريد به ثناء الناس عليه ، كأن يُحسن صلاته ،أو يتصدق ؛ لأجل أن يُمدح ويُثنى عليه ، أو يتلفظ بالذكر ويحسن صوته بالتلاوة لأجل أن يسمعه الناس فيُثنوا عليه ويمدحوه,والرياء إذا خالط العمل أبطله ، قال الله تعالى : فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا .وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : أخوفُ ما أخافُ عليكم الشرك الأصغر ، قالوا : يا رسول الله وما الشرك الأصغر ؟ قال : الرياء, ومنه العملُ لأجل الطمع الدنيوي ، كمن يحج أو يؤذن أو يؤم الناس لأجل المال أو يتعلم العلم الشرعي أو يجاهد لأجل المال, قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : تَعِسَ عبدُ الدينار وتَعِسَ عبد الدرهم ، تعس عبد الخميصة ، تعس عبد الخميلة،إن أُعطي رضي،وإن لم يُعطَ سخط .
قال الإمام ابن القيم رحمه الله - : ( وأما الشرك في الإرادات والنيات فذلك البحر الذي لا ساحل له وقلَّ من ينجو منه فمن أراد بعمله غير وجه الله ونوى شيئًا غير التقرب إليه وطلب الجزاء منه ؛ فقد أشرك في نيته وإرادته , والإخلاص : أن يُخلصَ لله في أفعاله وأقواله ، وإرادته ونيته . وهذه هي الحنيفية ملة إبراهيم التي أمر الله بها عباده كلهم ولا يُقبلُ من أحد غيرها ، وهي حقيقة الإسلام ، كما قال تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) , وهي ملَّةُ إبراهيمَ عليه السلام التي من رغب عنها فهو من أسفَهِ السُّفهاء ) انتهى
الفروقً بين الشرك الأكبر والأصغر
======================================
الشرك الأكبر يُخرج من الملة ، والشرك الأصغر لا يُخرج من الملة لكنه ينقص التوحيد
الشرك الأكبرُ يخلَّدُ صاحبه في النار ، والشرك الأصغر لا يُخلَّد صاحبُه فيها إن دَخَلها
الشركُ الأكبرُ يحبطُ جميعَ الأعمال ، والشركُ الأصغرُ لا يُحبِطُ جميع الأعمال وإنما يُحبِطُ الرياءُ والعملُ لأجل الدنيا العملَ الذي خالطاه فقط
الشرك الأكبر يبيح الدم والمال ، والشرك الأصغر لا يبيحهما
===============================================