مصطفى مصلح زادة والدور الايراني الجديد في الاردن عمان
– تسعى إيران إلى تقوية حضورها في الدول المحيطة بالسعودية، وذلك في سياق
الصراع القوي بين البلدين على من يمتلك التأثير الأكبر في قضايا المنطقة.
ولا
يكاد ملف من الملفات يخلو من حضور طهران والرياض، فالصراع بينهما محتدم في
سوريا ولبنان واليمن والبحرين، واختارت إيران أن تنقله إلى الأردن من خلال
لقاء سفيرها بالأردن بأعيان عشائر أردنية.
وقالت
مصادر مطّلعة إن اللقاء الذي جمع وجهاء مدينة معان (جنوب الأردن) مع
السفير الإيراني أثار لدى أوساط أردنية كثيرة سواء من المعارضة أو من
الحكومة الخوف من أن يفتح اللقاء الباب أمام تدخلات إيرانية في الشأن
المحلي.
وذكرت
المصادر أن شخصيات معارضة ونوابا في البرلمان ينتمون إلى العشائر نقلوا
إلى أوساط مقرّبة من الملك تخوفاتهم من نتائج هذا اللقاء، خاصة من ناحية
الإغراءات التي تقدمها طهران التي تبدو في ظاهرها تلقائية، لكن أهدافها غير
بريئة.
وكشفت
المصادر ذاتها عن نواب يمثلون العشائر قولهم إن سفر وجهاء معان إلى إيران
قد تتخذه طهران مدخلا لاستقطاب أردنيين في سياق محاولاتها لبث التشيّع في
البلاد، وكذلك لخلق قوة ضغط تابعة لها في صراعها مع السعودية التي لها
علاقات متينة مع الأردن على مر السنوات.
يشار
إلى أن السفير الإيراني في الأردن مصطفى مصلح زادة التقى وفدا عشائريا ضم
20 شيخا من وجهاء مدينة معان مع عدد من رجال الأعمال ووجه لهم دعوة لزيارة
طهران، وتعهد بلعب دور للمساعدة في إطلاق سراح 56 معتقلا أردنيا بالعراق
على خلفية قضايا لها علاقة بالإرهاب.
ويقول
مراقبون إن إيران تريد أن تستغل حاجة الأردن إلى إطلاق سراح أبنائه
المسجونين بالعراق لتدخل إلى الساحة الأردنية التي استحال عليها سابقا أن
تجد فيها موطئ قدم..
ويشير
المراقبون إلى أن تحركات السفير الإيراني بعمان تدخل في سياق محاولات
بلاده لتطويق السعودية من الجهات المختلفة، وأن استقباله وجهاء ورجال أعمال
من مدينة معان (على حدود الأردن مع السعودية) يهدف إلى تحقيق اختراق في
العلاقات القوية بين عمان والرياض سواء أكان اختراقا استخباريا أم
اقتصاديا.
وكانت
إيران ركّزت جهودها خلال السنوات الأخيرة على الإحاطة بالسعودية خاصة في
اليمن والبحرين من خلال اللعب بالورقة الطائفية وضخ استثمارات كبيرة لفائدة
ممثلي الطائفة الشيعية في البلدين.
ونوعت
طهران من دعمها للحوثيين الذين تخلوا عن المذهب الزيدي المعتدل والتحقوا
بالمذهب الإثني عشري إرضاء للمراجع الإيرانية، وبدأ الدعم من خلال الجوانب
الإنسانية، ثم مر بالسرعة القصوى إلى تشجيع نزعة الانفصال لديهم ودفعهم إلى
إقامة دويلة على حدود السعودية تكون كالشوكة في خاصرتها.
وأرسل
الإيرانيون شحنات عديدة من الأسلحة المتطورة للحوثيين بعضها وصلت إليهم
بالفعل وبعضها ألقت السلطات القبض عليها وتحتوي هذه الأسلحة على مصانع
أسلحة مفككة وأجهزة تنصت وأدوات اغتيالات ومراقبة فضلا عن أدوات التجسس
التي تم تفكيكها في أكثر من مرة.
وعملت إيران في الفترة الأخيرة على تخريب المبادرة الخليجية التي تقف وراءها السعودية للدفع باتجاه استقرار اليمن.
ولم
تكتف طهران بعلاقات وثيقة مع الحوثيين بل تحاول تحريك ورقة انفصاليي
الجنوب وتحريضهم على المظاهرات العنيفة بُغية استدراج الأمن إلى المواجهة
وإرباك الوضع العام.
وإذا
كان التطويق الإيراني للسعودية في اليمن قويا ومؤثرا، فإنه في البحرين ما
يزال يراوح مكانه خاصة أن الرياض نزلت بثقلها لمنع استفراد الإيرانيين
بجارتها.
ولا
يتوقع المراقبون أن تنجح إيران في تطويق السعودية خاصة من جانب الأردن
والبحرين في ظل العلاقات التاريخية القوية بين السعودية وهذين البلدين.