من منا لا يتذكر
مشهد ذبح الأضحية صبيحة يوم العيد، وتجمع أطفال العائلة ليغمسوا أيديهم في
دمائها و يطبعونها على جدران المنزل؛ كثير من الخرافات سادت حول ”دم
الأضحية” سواء تلك التي يتقرب بها المسلم لله في عيد الأضحى، أو أي أضحية
أخرى في النذور وغيرها.
”دم الدبيحة بيعالج العقيمة”؛ بأن تمر فوقه سبع
مرات عقب الذبح مباشرة وهو لا يزال ساخنا متدفقا من الأضحية، كما أن الدم
”بيفك المربوط” وهو باللغة الطبية ”من يجد صعوبة أو عجز في الممارسة
الجنسية”، والخرافة الأشهر هي ”كف الدم” على حوائط المنزل ”يصرف الجن”
ويبعد الشيطان وعين الحاسد، كما يعتقد البعض .
الأصل في تلك
الممارسات يعود لما قبل ”الجاهلية”، بعضه يعود للعصر ”الفرعوني” نفسه؛
فعقائد أهل مصر القديمة كانت تتقرب للآلهة بقرابين تذبح في المعابد، ويؤخذ
”جلودها ودمها” كـ”هبة خاصة” لخدام المعبد و صغار الكهنة، والدم أيضا لعب
دورا في ”العقيدة اليهودية”، منذ أن تحول ”نهر النيل” إلى دم في عهد سيدنا
موسى ”عليه السلام”، وآيات خروج ”بنو إسرائيل” من مصر، كما ذكر في العهد
القديم ”ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها، فأرى الدم واعبر
عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب ارض مصر”.
ولأن اليهود
كانوا في قديم الزمان جزءا من أهل مصر وتلاهم ”المسيحيين” و دلالية ”الدم”
عندهم، إلى أن دخل الإسلام مصر، لكن عادات المصريين لم تتغير، بل تمازجت
فيما بينها لتخرج ”عقيدة مصرية” فريدة يتشابه فيها ساكني ربوع مصر، وقبل
الإسلام فكانت ”الذبائح” تقرب للآلهة حول الكعبة، ويؤخذ الدم ليشربه المريض
والمصروع ليذهب عنه البأس.
أما في الكتاب والسنة الصحيحة، يقول
تعالى في القرآن الكريم بشأن الأضاحي ”لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن
يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر
المحسنين”، وبخصوص الدم تقول الآيات ”قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على
طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا
أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم”.
أما
ذبح الأضحية فهي ”سنة مؤكدة” عن الرسول – صلى الله عليه و سلم – للقادرين
عليها، فقال: ”ما عمل ابن آدم يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، وإنه
ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن
يقع بالأرض، فطيبوا بها نفسا”.