"إماراتي يقاضي زوجته لنومها الطويل في رمضان.. مصري يقتل زوجته بسبب
رفضها إعداد الطعام له فى نهار رمضان.. قس مسيحي يصوم شهر رمضان.. مسحراتي
مسيحي يوقظ المسلمين في فلسطين المحتلة.. سرقة مدفع الإفطار في مصر.. لبنان
تضيء أكبر فانوس رمضاني.. عباءة مكيفة لحماية السعوديات من الحر في
رمضان".. نماذج لأبرز الغرائب والجرائم التي حدثت على مدار الشهر الكريم،
وفيما يحوي بعضها في مضمونه قدرا من الطرافة، فإنه يحمل على الوجه الآخر
سلوكيات سلبية اعتاد الكثيرون ممارستها في الشهر الكريم وتجب محاربتها.
وإن كان البعض لم يراع حرمة الشهر الكريم في ارتكاب جريمة أو ممارسة
سلوكيات خاطئة، فإن هناك الكثيرين أيضا قدموا لنا قصصا خلال هذا الشهر تجسد
معاني الإخاء والبذل والعطاء والإحساس بمعاناة الآخرين والعمل على
مواساتهم والوقوف بجانبهم..
*النوم مبكراً.. يحمي أحيانا من الطلاق أحدث ما حملته غرائب الشهر الكريم، تم الكشف عنه خلال العشر الأواخر
من رمضان الجاري، عندما تقدم إماراتي بشكوى للمحكمة ضد زوجته بسبب طول فترة
نومها خلال نهار شهر رمضان، وأصر الزوج على تطليق الزوجة التي لا تستيقظ
يوميا إلا عند الساعة الرابعة عصرا.
الغريب أن موظفي المحكمة عندما رغبوا في إبلاغ الزوجة فشلوا في
الاتصال بها على مدار ثلاثة أيام متتالية نتيجة لإغلاقها الهاتف أثناء
النوم. وفي نهاية المطاف تم الاتصال بالخادمة التي أبلغتها بضرورة التوجه
للمحكمة، حيث فوجئت بطلب زوجها الطلاق بسبب ساعات النوم الطويلة لها في شهر
رمضان وإغلاقها للهاتف بصورة دائمة، غير عابئة بظروف زوجها الذي يعمل في
مدينة بعيدة، ويعود يوميا لتناول الإفطار مع أسرته ويضطر للتواصل مع
الخادمة لمعرفة احتياجات الأسرة، ويضطر في أحيان كثيرة لطلب الإفطار من
المطاعم.
صحيفة "البيان" الإماراتية ذكرت إن الزوج، الذي يعيش بإمارة رأس
الخيمة قال في شكواه، إن زوجته تقضي معظم وقتها في مشاهدة القنوات
الفضائية، ولا تخرج من المنزل إلا لصلاة العشاء والتراويح ثم تعاود السهر
أمام التلفزيون حتى أذان الفجر، ثم تبدأ الحديث مع أهلها حتى السادسة صباحا
قبل الخلود للنوم والاستيقاظ عند أذان العصر.
المحكمة تمكنت من إقناع الزوج بالتراجع عن الاستمرار في شكواه ضد
الزوجة بعد أن وافقت على النوم مبكرا والتخلي عن عادة السهر أمام القنوات
الفضائية والتفرغ للعبادة فيما تبقى من أيام الشهر الفضيل.
*أبشع جرائم الشهر
"على جثتي".. تلك الكلمات التي نطقت بها الزوجة المصرية، معبرة عن رفض
طلب زوجها العاطل إعداد الطعام له في نهار رمضان كانت آخر الكلمات التي
نطقت بها لتتحول بعدها إلى جثة هامدة على أيدي زوجها.
وبحسب القصة التي نشرتها الصحف المصرية، فإن الزوج "أحمد. ن. م" عاطل،
كان خارج المنزل برفقة أصدقائه حتى مطلع الفجر، وعاد إلى منزله فى السابعة
صباحًا فوجد زوجته نائمة فأيقظها وطلب منها إعداد الطعام، وعندما أكدت له
أنهم دخلوا فى وقت الامتناع عن الأكل فوجئت بإصراره على إعدادها الطعام له،
لكنها رفضت للمرة الثانية وهي تردد "على جثتي"، مؤكدة له أنه "لا طاعة
لمخلوق فى معصية الخالق".
وهنا قرر الزوج أن ينهي الحوار مع زوجته على طريقته، حيث استل فرد
خرطوش من طيات ملابسه وأطلق منه رصاصة صوب الزوجة اخترقت رأسها لتسقط على
الأرض جثة هامدة، ثم هرب، ويكثف ضباط المباحث بالجيزة جهودهم لضبط القاتل
الهارب.
*سرقة مدفع الإفطار
أما أغرب الجرائم، فكانت اكتشاف الشرطة المصرية سرقة ترباس مدفع رمضان
من أمام قسم شرطة المنيا - إحدى محافظات صعيد مصر -، في سابقة هي الأولى
من نوعها.
وتقدم سيد شحاتة عبد العليم رقيب من قوة قسم شرطة المنيا والمعين
لإطلاق مدفع رمضان ببلاغ لقسم شرطة المنيا يفيد باكتشافه سرقة كتلة الترباس
الخاصة بالمدفع.
وكان شحاتة قد فوجئ أثناء تجهيزه لإطلاق مدفع الإفطار عند أذان المغرب
باختفاء كتلة ترباس المدفع، وبسؤاله قرر أن آخر مرة شاهد فيها القطعة
المسروقة عندما أطلق مدفع السحور.
هذا وتم تكليف إدارة البحث الجنائي بالتحري حول الواقعة وتحديد وضبط اللصوص وعودة المسروقات وتولت النيابة العامة التحقيقات.
*أكبر فانوس رمضاني.. وموسوعة غينيس بعيدا عن الجرائم التي ارتكبت في شهر رمضان، والتي استقطبت وسائل
الإعلام لغرابتها وارتكابها في الشهر الكريم، اختارت مدينة النبطية (جنوب
لبنان) أن تجذب لها الأنظار بشكل مختلف، وذلك عبر إضاءة أكبر فانوس رمضاني،
في محاولة لدخول الموسوعة العالمية للأرقام القياسية "غينيس" بوصفه أكبر
فانوس في العالم.
الإعلان الرسمي عن الفانوس جاء خلال نصف الأول من رمضان في احتفال
نظمته الجهات الراعية لإنجاز الفانوس، وهي بلدية النبطية و"جمعية تجار
النبطية" و"جمعية دايز" و"إسعاف النبطية" و"مؤسسة حسن حسين للمعدات"، بحضور
حشد من شخصيات المنطقة.
الفانوس الذي تم وضعه وسط ملعب المدينة بلغ ارتفاعه 18 متراً ونصف
المتر، وعرض قاعدته خمسة أمتار، واستلزم تصنيعه 34 طناً من الحديد، وأحيط
بـ340 م.م. من الفلكس (تلبيس البلاستيك)، فيما استخدم لإنارته 25
بروجيكتور، تحتاج إلى كهرباء تقدر بـ25 ك. ف. أ. مصدرها مولد كهرباء خاص
به، وقد استغرق 5 مهندسين 180 يوماً لتصنيعه، فيما عملت 6 شاحنات متوسطة
الحجم على نقله من مكان التصنيع إلى الملعب.
ويعد الفانوس تحفة جمالية رمضانية تدخل السرور على قلوب المارين به
ويضفي جواً روحياً مؤنساً.. إنجاز لم يكن ليتم لولا تضافر جهود الجمعيات
والجهات المشاركة التي شكلت في ما بينها فريقاً واحداً عمل بتفانٍ ومحبة
وانسجام.
ويتخطي فانوس النبطية المقاييس التي يمتاز بها فانوس غزة الرمضاني
الذي أضاءه أهالي قطاع غزة منذ نحو عام، بعد أن أطلق عليه صانعه مؤمن حجازي
لقب "فانوس الحرية" تخليداً لذكرى شهداء "أسطول الحرية" الذي جاء آنذاك
مناصرة لقطاع غزة.
"فانوس الحرية" الذي تم وضعه في ساحة الكتيبة في القطاع، دخل موسوعة
"غينيس" بوصفه أكبر فانوس في العالم بطول بلغ 15 متراً و40 سم، وعرض 6
أمتار.
*عباءة مكيفة.. الحاجة أم الاختراع
ونظرا لأن الحاجة أم الاختراع، ونظرا لتزامن رمضان هذا العام خلال
الصيف، فقد لجأ تجار الأقمشة النسائية بالسعودية لتصنيع "عباءات مكيفة"
لديها القدرة على مقاومة درجات الحرارة الزائدة أثناء العمل أو أداء
الصلوات ومناسك العمرة، بسبب تزايد المخاوف من تجاوز درجات الحرارة خلال
شهر رمضان المبارك 50 درجة مئوية. بحسب ما ذكرت جريدة "اليوم" السعودية.
ويتم انتاج العباءات من اقمشة صحية مصنوعة من ألياف نباتية طبيعية
وغير محولة ذات ملمس بارد، تبعث الندى الخاص بها الى جلد الإنسان وتعمل
كمرطب من خلال "مسام" تسمح بدخول الهواء إليها، مما يساعد على تقليل درجات
الحرارة، والشعور بهدوء البشرة، خصوصا الحساسة والمتعرقة، كما تمتلك القدرة
على التنفس ولا تلتصق بجسم الانسان، وتم اختيار خيوط "عباءة رمضان" بعناية
فائقة كخيوط الأستيت والحرير والقطن البوليستر لقدرتها على التكيف مع
أجواء الخليج العربي، وبالفعل تم اختبارها في مدينة جدة وارسال المواصفات
الخاصة بالأقمشة لمصانع اليابان والهند لاتمامها وطرحها بالسوق السعودي
لتساعد الزوار من خارج المملكة وداخلها على أداء مناسك العمرة في ظل ارتفاع
درجات الحرارة.
* مسحراتي مسيحي.. وقس يصوم
حمل لنا شهر رمضان أيضا، نماذج تعكس قيم الإخوة في الإنسانية والتسامح
بين الأديان، من بين تلك النماذج قس الكنيسة الميثودية في مدينة دالاس
الأمريكية الذي شارك صديقه وجاره الإمام الشيخ ياسين، إمام الجمعية
الإسلامية في مقاطعة كولين، صيام شهر رمضان كاملاً.
وكان القس فيس ماغرودر قد أصر على صيام الشهر مع صديقه الشيخ لمدة
ثلاثين يوماً ولمدة 15 ساعة في اليوم ونشر تجربته الفريدة على موقعه الخاص
على شبكة الإنترنت والتي اجتذبت آلاف القراء لتبادل الخبرات بين الأديان.
وذكر القس أن إصراره على الصيام هو تضامن مع المجتمع المسلم وتعميق
الجانب الروحاني في شخصيته بعد أن لاحظ أثر الصيام الكبير على شخصية
المسلمين.
وشهد موقع القس على الإنترنت تفاعلاً واسعاً، ونصح القس فيه جميع
المسيحيين بتجربة الصيام، وعبر عن سعادته في الإجابة عن أسئلة القراء.
واكتسبت قصة الشيخ المسلم والقس المسيحي تغطيات إعلامية كبيرة واسعة
كمثال على التسامح بين الأديان. وذكر الشيخ ياسين أن شعب أمريكا يحب البحث
عن الحقيقة، داعياً إلى نبذ صور الإعلام الداعية للتفرقة.
وليس بعيدا عن التسامح بين الأديان، تأتي قصة المسحراتي المسيحي، فرغم
أن مهنة المسحراتي مهنة رمضانية ترتبط بعبادة الصوم لدى المسلمين، فلم يجد
الشاب ميشيل أيوب (32 عاماً)، من قرية المكر بعكا داخل أراضي فلسطين
المحتلة عام 1948، أي غضاضة في أن يتولى مهمة إيقاظ النائمين للسحور، إذ
يتجول في أزقة البلدة القديمة في عكا قبيل الفجر منادياً السكان ليستيقظوا
ويتسحروا في رمضان.
ويقول ميشيل إنه بدأ في هذه المهمة التي لا يتلقى أي أجر مقابلها منذ
سبع سنوات، مضيفاً: "نسحّر كثيرين في عدة أماكن، هم أهلنا، وهذا شيء يدعو
للفخر ونتشرف به".
ولقيت مبادرة ميشيل المسحراتي استحساناً من سكان القرية مسلمين
ومسيحيين، كما قامت جهات إسلامية بتكريمه عرفاناً له بالجميل في هذه الخطوة
التي توطّد العلاقات الأخوية في المدينة.