رمضان شهر موائد للحكومة والنواب اوشك
شهر رمضان الفضيل على الانتهاء ، وما تزال موائد النواب فيما بينهم
والحكومة او الحكومة والنواب، والنواب والاعيان تنافس "موائد الرحمن"، في
ظل تسحيج اعلامي.
كل هذه الموائد "المنافقية والتوافقية" بين
اصحابها على حساب الشعب المهدود، والاردن يعيش حالة توتر على جميع الاصعدة،
الا الذين باعوا الوطن والقوا بالاردنيين في "غيابات الجب".
لم
يراع اهل هذه الموائد ، حرمة رمضان وكيف يحترم الذين "تكرشوا" ومصوا دماء
الشعب مشاعر الضعفاء والفقراء والمساكين على السواء، الذين اصبحت موائدهم
،تعتمد ما يرسله لهم اهل الخير.
لقد سمعنا ان اسراً على حواف عمان
يفطرون على الماء الفاتر لعدم وجود آلة التبريد، ومن الاسر في عمان وبقية
المحافظات ما تفطر على حبات الفلافل "البايتة" وما تبقى من علب الحمص
والفول، من غير ما يستخدم في المطاعم السياحية، أي المطاعم الشعبية، التي
ما عاد ذوو الدخل المحدود والدخل المهدود روادها، حتى وان خرج على
الاردنيين والفقراء منهم ، من اتى ليخبرنا والعالم ، بـ"نبأ عظيم" ان
الاردن سيدخل "غينس" بصناعة اكبر قرص فلافل، الله على هذا الخبر، اين
الفقراء منه؟!
اذ يكفي ان تأخذك عينك الى احدى الصحف المحلية، لتجد
اخبار موائد النواب والاعيان والوزراء و"علية القوم" غطت تلك الصحف، ففي
زمن جوع الاردنيين، لماذا لا يكون هناك بطر الذين لا ذمة لهم ولا ضمير من
مصاصي الدماء وبائعي الوطن ومن لف لفهم، ومن شاركهم في الفساد والسحت، وغض
الطرف عنهم، هؤلاء جميعاً، لا عجب ان يكسروا صحون المائدة بعد ان شبعوا ،
ويلقوها في "حاويات القمامة".
العجب العجاب، ان تقام مثل هذه
الموائد ولا تتوقف، ومعظم الاردنيين ضاقت بهم السبل و"ضاقت عليهم الارض
بما رحبت" جراء ما نهبه الذين يدعون انهم اردنيون، وان الاردن للجميع،
وانهم الاسرة الواحدة المتعاضدة بصرف النظر عن المنابت والاصول.
مثل
هذه الموائد التي لا بارك الله فيها ، لأنها لم تقم ليتيم او لفقير، او
لذوي حاجة ولو للمرور من حولها، فهي موائد للذين ما اكلوها ، ولا تملكوا
الارض وما عليها، الا من جيوب ابناء هذا الوطن الذين دفعون ويدفعون ثمن
سكوتهم عليهم، ويطالبهم الجشعون (غدا) في الانتخابات التصويت لهم ..تباً
لهم .