رمضان في السعودية جو روحاني ربما لا يوجد في غيرها من بقاع العالم
شهر رمضان، الذي من المتوقع أن يبدأ يوم الجمعة المقبل، في
المملكة العربية السعودية جو روحاني خاص ربما لا يوجد في غيرها من بقاع
العالم الإسلامي؛ وذلك لأن تلك الديار تضم الحرمين الشريفين في مكة المكرمة
والمدينة المنورة (غرب) المملكة، وهما من المنزلة في قلوب المؤمنين بمكان.
جميع
سكان المملكة يعتمدون على ما تبثه وسائل الإعلام بخصوص إثبات شهر رمضان،
ووسائل الإعلام بدورها تتلقى خبر ذلك عن طريق الهيئات الشرعية والفلكية
المكلفة برصد الأهلة القمرية.
والعديد من دول العالم الإسلامي تتبع في ثبوت شهر رمضان إثبات المملكة له.
ومع ثبوت هلال رمضان تعم الفرحة قلوب الجميع ،وتنطلق من الأفواه عبارات
التهنئة،من مثل قول:(الشهر عليكم مبارك) و(كل عام وأنتم بخير) و(أسأل الله
أن يعيننا وإياك على صيامه وقيامه) و(رمضان مبارك).
وعادة أهل المملكة، كما يرويها لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) أحد كبار
السن (80 عاما) وهو العم ناصر آل وليد الشهري ،وهو من سكان الجنوب "عند
الإفطار أن نتناول التمر والرطب والماء، ويسمونه (فكوك الريق) وبعد وقت
قصير من انتهاء أذان المغرب يرفع المؤذن صوته بالإقامة، فيترك الجميع
طعامهم ويبادرون إلى الصلاة .
بعد الانتهاء من صلاة المغرب ينطلق الجميع لتناول وجبة الإفطار الأساسية،
التي عادة ما يضم (السمبوسك) وهي عبارة عن عجين محشو باللحم المفروم،
و(الشوربة) وخبز(التميس) بالاضافة الى الوجبة الرئيسة وهي "الكبسة" والتي
تضمن اللحم والأرز والمكسرات ، وبجوار تلك الأطعمة يتناول الناس شراب
(اللبن الرائب).
وقبيل صلاة العشاء والتراويح يشرب الناس الشاي الأحمر، ويطوف أحد أفراد
البيت - وخاصة عندما يكون في البيت ضيوف - بمبخرة (التي يخرج منها البخور
ذات الرائحة العطرة) على الحاضرين.
وهناك تقاليد لدى بعض العائلات بأن يعين إفطار كل يوم من أيام رمضان عند واحد من أفراد العائلة بشكل دوري بادئين بكبير العائلة.
وبعد تناول طعام الإفطار يتجه الجميع - رجالاً ونساءً - لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد.
وهناك بكل مسجد قسم خاص بالنساء. أما عن عدد ركعات صلاة التراويح، فهي تصلى
عشرين ركعة في الحرمين، وفي باقي مساجد المملكة بعض المساجد تكتفي بصلاة
ثمان ركعات، وبعضها الآخر يصليها عشرين ركعة.
ويعقب صلاة التراويح في كثير من المساجد درس ديني يلقيه إمام المسجد، أو
يُدعى إليه بعض أهل العلم في المملكة والناس في المملكة يجتمعون عادة كل
ليلة في أحد البيوت، يتسامرون لبعض الوقت، ثم ينصرفون للنوم، وينهضون عند
موعد السحر لتناول طعام السحور والذي يتميز بوجود (الخبز البلدي) و(السمن
العربي) و(اللبن) و(الكبدة) و(الشوربة) و(التقاطيع) وأحيانًا (الرز
والدجاج) وغيرها من الأكلات الشعبية.
وأشهر أنواع الحلويات التي تلقى رواجًا وطلبًا في رمضان خاصة عند أهل
المملكة (الكنافة بالقشدة) و(القطايف بالقشدة) و(البسبوسة) و(بلح الشام).
وتتغير أوقات العمل والدوام الرسمي في المملكة لتناسب الشهر الكريم، حيث
تقلص ساعات العمل مقدار ساعتين (6 ساعات)، مراعاة لأحوال الصائمين وفي
النصف الثاني من رمضان يلبس كثير من السعوديين ثياب الإحرام لأداء العمرة،
أما في العشر الأواخر منه فإن البعض منهم يشد رحاله للاعتكاف في الحرم
النبوي في المدينة المنورة أو المكي في مكة المكرمة.
وتبدأ صلاة التهجد في مساجد المملكة بعد صلاة التراويح، وتصلى عشر ركعات،
يُقرأ خلالها في بعض المساجد بثلاثة أجزاء من القرآن الكريم يوميًا، وتستمر
تلك الصلاة حتى منتصف الليل أو نحوه .
بعد يوم السابع والعشرين من رمضان يبدأ الأهالي بتوزيع زكاة الفطر،
وصدقاتهم على الفقراء والمساكين وابن السبيل، ويستمرون في ذلك حتى قبيل
صلاة العيد .
وقد انتشرت في المملكة وبكثرة عادة طيبة، وهي إقامة موائد إفطار خاصة
بالجاليات الإسلامية والعمالة الأجنبية المقيمة في المملكة، وتقام تلك
الموائد بالقرب من المساجد، أو في الأماكن التي يكثر فيها تواجد تلك
العمالة، كالمناطق الصناعية ونحوها .
ومن العادات في المملكة أيضًا توزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات
المرور للذين أدركهم أذان المغرب وهم بعدُ في الطريق إلى بيوتهم، عملاً
بسُنة التعجيل بالإفطار.
ومن العادات التي قد نراها عند البعض، وهي ليست من الإسلام في شيء، عادة
البذخ والإسراف في شراء الطعام، الذي ينتهي كثير منه إلى سلات القمامة؛
ويلتحق بهذا قضاء النساء وقتًا طويلاً في إعداد أنواع من الطعام، التي
تُعدُّ وتحضر بطلب من الأزواج أو بغير طلب.