نشميه عضو
رقم العضوية : 651 تاريخ التسجيل : 27/03/2009 عدد الرسائل : 10944 العمل/الترفيه : ماشي بأرض الله واساله الرضى المزاج : بحمدالله رائع *** :
نقاط : 17997
| موضوع: فاروق بدران.. ذكريات مشوقة ومحبة عميقة لكل الناس الأربعاء يونيو 20, 2012 2:17 pm | |
| فاروق بدران - كان يمارس قيم الأمانة والقناعة والعفة والتواضع.. لا يحب الواسطة, يساعد طلابه في أعمال النظافة, ويوزع الطعام لهم بيديه, انه الرجل العصامي والتربوي والزراعي والاداري المعروف «فاروق بدران» أصدر مذكراته الشيقة قبل سنتين.. حيث أن قراءة هذه المذكرات تعطي القارىء الكثير من العبر والدروس والحكم من خلال مسيرة هذه الشخصية النادرة التي آمنت ومارست أجمل وأرقى القيم الانسانية من خلال الاستقامة والاخلاص وخدمة الناس والمجتمع الاردني الذي عاش فيه ولأجله. العائلة التي تحدثت باللغة الفصيحة يقول فاروق بدران المولود في السلط عام 1932: لقد نشأت وتفتحت أذناي على اللغة العربية الفصيحة.. فقد كان الوالد والوالدة واخواتي زينب وعائدة وأخي هشام يتحدثون أمامي في البيت مع بعضهم باللغة العربية الفصيحة.. حتى لقد قيل عنا في المجتمع المحلي (إنهم يتحدثون بالفصحى ويضحكون بالفصحى ويبكون بالفصحى ويتشاجرون بالفصحى ويحلمون بالفصحى!!!). وأذكر أنني عندما دخلت الصف الاول الابتدائي في مدرسة السلط تجمع حوالي طلاب القسم الثانوي ومعظمهم من عمان واربد والكرك حيث كانوا يكملون دراستهم في مدرستنا وهم يسألونني وأنا أجيب بالفصحى وهم يعجبون!! وأذكر أنني تضايقت من كثرة الاسئلة فقلت لهم: «مالكم تكأكأتم على ذي جنة إفرنقعوا عني».. ومعنى ذلك «تجمعتم على مجنون تفرقوا وابتعدوا عني». وعلمت من الوالدة مرة أنها سافرت مع الوالد وتركت أخي هشام عند أحد أصدقاء الوالد مدير المدرسة الاستاذ (محمد أديب العامري) وفي منتصف الليل استيقظ (الطفل) هشام يريد الذهاب الى الحمام, فاستيقظت والدة المدير وسألت هشام: ما تريد؟! فقال لها «سأبول» فلم تفهم, فذهبت الى ابنها (العامري) وأيقظته وقالت له: ماذا يقول هذا الولد؟! فذهب اليه واستمع من هشام الى مطلبه وفهم منه انه (محصور) ولا يريد ان يبول على الفراش, وترجم هذا لوالدته, وحُلت المشكلة!!. ويورد بدران مواقف أخرى طريفة حدثت مع أخيه علي.. وأخرى حدثت معه حيث يذكر أنه عندما خطب زوجته (هيفاء زكي الشاكر) وذهب معها لتصدق بعض الاوراق من وزارة التربية والتعليم فرآها الاستاذ شوكت تفاحة والاستاذ حسن البرقاوي وكانا (مفتشين) في الوزارة فباركا لنا بالخطوبة وقالا لها: (ديري بالك, كيف ستتحدثين مع آل بدران بلغتك العامية, ننصحك ان تشتري قاموساً لتتعلمي منه الالفاظ الفصيحة لتتمكني من فهم ما يريده فاروق). وربما أننا العائلة الوحيدة في العالم العربي التي أحيت الحديث بالفصحى.. وحيثما ذهبت الى مكان جامع سألني البعض: هل ما زلتم تتحدثون بالعربية الفصيحة؟! فأجيبهم مزهواً (نعم). وهذا ما زودني بحب اللغة العربية وجعلني أمارسها وشعاري انني ادرس اللغة في المدرسة للعلم لا للامتحان, لذلك كنت مصححاً للأخطاء اللغوية في جلسات اللجان المختلفة التي كنت أحضرها في وزارة التربية أو في جامعة الزرقاء الاهلية, فكان يسألني بعضهم وهل تحمل شهادة الليسانس في اللغة فأجيبهم لا ولكن الفصحى في عقلي ووجداني منذ، وعيت.
أول صيدلية في السلط والبيت الذي ولد فيه فاروق بدران كان في وسط مدينة السلط وكان مستأجراً من صاحبه (عبدالرزاق الغلاييني) وكان لا يبعد عن المسجد الصغير أكثر من مئة متر وكان إمامه الشيخ عبدالله زيد الكيلاني, أما المسجد الكبير فكان إمامه الشيخ عبد الحليم زيد الكيلاني. وكان والد فاروق (عبد الحليم بدران) صيدلانياً يملك الصيدلية الوحيدة في السلط منذ العام 1928 ثم افتتحت صيدلية أخرى عام 1950. وحول ذلك يقول المعلم في معهد حوارة ومدير مدرسة السلط والمدير في عدة مؤسسات والمستشار في رئاسة الوزراء سابقاً فاروق بدران في مذكراته عن والده وجده وأعمامه ما يلي: لقد تخرج والدي عام 1920 من كلية الصيدلة بجامعة دمشق بعد أن قضى السنوات الثلاث السابقة لتخرجه من الجامعة اليسوعية في بيروت التي كانت الدراسة فيها باللغة الفرنسية. وفي هذا الصدد أذكر ان والدي كان من رعايا الدولة العثمانية وقد هاجر جدي الذي كان ساعاتياً من مدينة نابلس عام 1901 الى القاهرة ليدرس أبناءه الثلاثة محمد وابراهيم وعبدالحليم.. وقد توفي جدي في القاهرة عام 1904, وبقي عماي في القاهرة يدرسان في الازهر الشريف, أما محمد فقد تخرج من الازهر وأكمل دراسته بالقضاء في اسطنبول, ثم عينته الدولة العثمانية قاضياً شرعياً في أكثر من مدينة كحمص في سوريا واليمن وتبوك.. وانتهى به المقام بعد سقوط الدولة العثمانية في مدينة السلط. ثم نقل الى اربد ثم جرش ثم الكرك الى ان استقر به المقام عام 1952 في عمان وتوفي في عام 1962. أما ابراهيم فقد استدعي لخدمة العلم في الجيش التركي وقتل في الحرب العالمية الاولى في مكان نجهله جميعاً. وعمل والدي في حقل التدريس لمدة ثلاث سنوات في كل من الكرك والقدس واربد, وكان من تلاميذه مثلاً: حنا الظواهر, نبيه الرشيدات, فوزي الملقي, فضل الدلقموني, جميل السماوي.. الخ. وأخيراً افتتح الصيدلية الاولى في السلط وسماها (صيدلية الشرق العربي وهو الاسم الاول لإمارة شرق الاردن).
السنوسي.. أمانة نادرة ومن ذكرياته القديمة يقول فاروق بدران: وكان في السلط قاض شرعي اسمه الشيخ (محمد صالح السنوسي) وهو من العائلة المالكة في ليبيا, وقد طردتهم ايطاليا عند احتلالها ليبيا في مطلع القرن العشرين, وسكن الشيخ السنوسي في السلط في ثلاثينات القرن العشرين في سكن لآل مهيار قرب منزلنا.. وكان له ولدان (أحمد) وهو سائق سيارة على خط عمان – القدس. و(بكري) وكان يعمل مع والدي في الصيدلية وكان عمره يومئذ في العشرينات. وبعد ذلك بحوالي أربعين عاماً حضر الى مكتبي في وزارة التربية والتعليم السيد بكري السنوسي وقال لي: (بعد ان عاد ابن عمنا الملك ادريس السنوسي ذهبنا الى وطننا ليبيا وتعرفنا على أقاربنا من العائلة السنوسية, وكان من بينهم ابن عمنا مفتي ليبيا, فسألني متى مات والدك ابن عمنا الشيخ محمد صالح السنوسي؟! فأجبته انه توفي في الاربعينات من هذا القرن ودفن في مدينة السلط التي كان يعمل فيها قاضياً شرعياً. وسألني مفتي ليبيا: وأين مكتبته لأنني أعلم ان لديه مكتبة فيها كتب قيمة, فأجبته بأنها موجودة, فقال: اذن اشحنوها لنا بواسطة السفارة الليبية في عمان, ولكني أرجو ان لا تنسى أن تشحن مع الكتب ثمانية وعشرين (أجندة) لأنها مهمة, فسألته وما أهميتها؟! فأجابني لأن والدك كان يكتب فيها الاحداث التي كانت تمر به أو تمر بالاردن. وبخاصة ان علاقته بالملك عبدالله الاول ابن الحسين كانت طيبة لدرجة انه عاده في مرضه في السلط للاطمئنان عليه. قال لي السيد بكري السنوسي, بعد سنوات من هذا اللقاء, وبعد ان شحنا الكتب والاجندات الى ليبيا, ذهبت الى هناك والتقيت بابن عمنا المفتي فقال لي لقد وصلت الكتب والاجندات, فحفظناها في مكانها اللائق, أما الأجندات فقد قرأتها وقد لاحظت الملاحظة التالية: وهي هل لديكم في السلط شخص اسمه (مصطفى وهبي التل) فقلت له نعم وما القضية؟! قال سأكمل: هل لديكم شخص اسمه (عبدالحليم بدران) قلت نعم. قال المفتي: لقد استدان مصطفى التل أربعين جنيهاً فلسطينياً من عبدالحليم بدران ولم يسددها التل له؟!. قلت للمفتي وكيف عرفت ذلك؟! فأجاب: لقد دوّن والدك هذه الواقعة في الاجندة, وان الكفيل هو والدك ولكن مصطفى التل لم يسدد المبلغ, فقلت له كيف عرفت؟! فقال لو سدده لكتب والدي هذا في الاجندة تلك, لقد قلبت كل صفحات الاجندة والتي تليها فلم أقرأ انه قد سدده. وهنا أصابتني الدهشة فقلت للمفتي وماذا تريد ان تستخلص؟! فأجاب: والدك كان كفيلاً وحيث أنك وريث لوالدك فعليك ان تسدده أنت. قال لي (بكري) يا أستاذ فاروق أنا ذاهب للحج وفي رقبتي دين لكم, وهذه أربعون ديناراً هي سداد ذلك المبلغ لأن من شروط قبول الحج في الاسلام ان يسدد الانسان دينه وذلك لأنني ابن لوالدي الكفيل. وبعد نقاش مع بكري ومسامحتي اياه, أصر على دفعها فأخذتها منه وودعت بكري شاكراً ومقدراً لهذا الوفاء. وكان وزير التربية والتعليم يومئذ هو الدكتور سعيد التل الذي صعدت اليه في مكتبه وأبلغته بالقصة لأنكم ورثة والدكم مصطفى وهبي, عليكم أن تسددوا المبلغ لبكري السنوسي بعد عودته من الحج, أما المبلغ فقد سلمته للوالدة بعد أن رويت لها القصة.. أنها قصة وفاء أسجلها للتاريخ وللعبرة. وفي كتاب مذكرات فاروق بدران (محطات في المسيرة التربوية) الكثير من المواقف والاحداث واعمال الخير والتطوع والتواضع الانساني الكبير سواء كان منه أو من زوجته صاحبة الاعمال الخيرية العديدة على أرض هذا الوطن العزيز. | |
|
algalodi المشرف العام
رقم العضوية : 2 تاريخ التسجيل : 01/05/2008 عدد الرسائل : 44997 العمر : 56 العمل/الترفيه : متقاعد المزاج : رايق والحمد لله نقاط : 56716
| موضوع: رد: فاروق بدران.. ذكريات مشوقة ومحبة عميقة لكل الناس الأربعاء يونيو 20, 2012 10:42 pm | |
| اول مره اسمع بهذا الاسم
وقد استمتعت وانا اقرأ عنه
وكان اندهاشي كما الجميع بهذه الاسرة التي تتخدق العربية القصحى
رووووووعه
اشكرك نشمية
أبدعتي
+
عشان النقل كان روعه | |
|
نشميه عضو
رقم العضوية : 651 تاريخ التسجيل : 27/03/2009 عدد الرسائل : 10944 العمل/الترفيه : ماشي بأرض الله واساله الرضى المزاج : بحمدالله رائع *** :
نقاط : 17997
| |