اكثر من عام
ونصف والبلاد تغلي على نار وقودها المسيرات والاعتصامات والشجب
والاستنكار والاف المقالات والمحاضرات والحشو والسجال الفكري والندوات
والشعارات ليأخذ الربيع الاردني شكلا مختلفا عنوانه ان البلد ستبقى عصية
على الاصلاح .
يقوم النظام عبر الواجهات الحكومية بذر الرماد في
العيون ليبقى الاصلاح في خانة النوايا .. فلا نتائج ملموسة على الارض ..
وفي الوقت الذي استطاعت فيه دول عربية انجاز خطوات عملية على طريق الاصلاح
.. لا زال الاردن عاجزا عن التأسيس لانتخابات برلمانية نزيهة او اجراء
انتخابات بلدية حرة او تنظيم الحياة الحزبية ولا زال عاجزا عن محاكمة
الفاسدين وكل ما تقدم هو من ابجديات الاصلاح .
مسرحيات باخراج هزيل
يقوم النظام بعرضها على الشعب لغايات التضليل .. ليبقى المواطن يعيش في
دوائر الوهم .. وليستشعر الاصلاح على الطريقة الاردنية .. ومن مؤشرات هذا
الاصلاح .. تغيير الحكومات بشكل عشوائي .. تطريز اجمل وابلغ كتب التكليف
السامي .. الجولات الملكية المكوكية على ابناء العشائر والمناطق والمخيمات
... قيام طائرات عسكرية باختراق حاجز الصوت لفرض هيبة الدولة .. دعوة
النواب على مأدبة ملكية لحثهم على تأييد الحكومة .
على هذا الشعب
الطاعة العمياء وعليه اعتبار مسرحيات النظام ضربا من الاصلاح .. واخاله اي
الشعب قد مضى فعلا في تصديق الحمل الكاذب .. سنرى جميعا شكل المجلس النيابي
القادم وسيترحم بعضنا على المجلس الحالي .. وسنرى حكومات من خارج الزمن
لنترحم على حكومات الرفاعي والبخيت ... كل المؤشرات تدلل على هذه التوقعات
الكارثية .. فهناك من يكافح الاصلاح حتى ولو سقطت الدولة .
للطاعة
ثمنا باهظا .. كما ان للحرية ايضا ثمنا باهظا .. وما بين هذه وتلك .. شارف
نبض الشارع على التوقف .. لنشيعه جميعا على انغام لحن الرجوع الأخير ...
وحظا اوفر مع ربيع قادم يا ابناء الاردن وقد اخترتم السير على حد السيف ..