[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ملأت
الشابة آية البيت عويلا ونواحا ما أن تناهى الى مسامعها "خبر وفاة" والدتها
المريضة، فضاقت الارض بما رحبت، وكادت هذه العشرينية أن تضع جنينها قبل
الاوان، اذ لم يدر في خلدها ان المأساة التي سمعتها من ابن اخيها ذي الستة
عشر عاما لم تكن سوى "كذبة نيسان".
وقالت آية ان والدتها تعاني من مرض صعب منذ سنوات وغالبا ما يتم ادخالها الى المستشفى في حال حرجة.
واوضحت : عندما سمعت الخبر عبر الموبايل صرخت وبكيت بصوت عال ٍ وكان زوجي
للتو يغط ّ في النوم ففزع من عويلي ونهض بفعل صراخي، فلم يفهم سوى كلمة
"ماتت" فراحت به الظنون نحو ابنتنا الوحيدة جود.
واضافت : "كاد زوجي يصاب بجلطة بعدما فقد الوعي وتشنجت اطرافه ولم يقو على
الكلام ، وكدت ان اضع جنيني قبل الاوان وشعرت أن قدماي لا تحملاني" .
وقالت:"ان ما زاد الطين بلة ان الارباك انتقل ايضا الى خارج البيت عندما
هاتفت شقيقة زوجي في مدينة الرمثا فاخبرتها عن الخبر المشؤوم وما حدث
لزوجيالذي فقد الوعي تحت صدمة الخبر، بينما اتصلت شقيقته بشقيقها الآخر
الذي سارع بالحضور من الرمثا الى اربد عند منتصف الليل لنقل اخيه للعلاج".
وتؤكد غالبية الباحثين أن "كذبة نيسان " تقليد أوروبي قائم على المزاح
يقوم فيه بعض الناس بإطلاق الإشاعات أو الأكاذيب ويطلق على من يصدق هذه
الإشاعات أو الأكاذيب اسم "ضحية كذبة أبريل".
بدأت هذه العادة في فرنسا بعد تبني التقويم المعدل الذي وضعه شارل التاسع
في العام 1564 وكانت فرنسا أول دولة تعمل بهذا التقويم وحتى ذلك التاريخ
كان الاحتفال بعيد رأس السنة يبدأ في يوم 21 آذار وينتهي في الأول من
نيسان بعد أن يتبادل الناس هدايا عيد رأس السنة الجديدة.
وعندما تحول عيد رأس السنة إلى الأول من كانون الثاني ظل بعض الناس يحتفلون
به في الأول من نيسان كالعادة ومن ثم أطلق عليهم ضحايا نيسان، حتى
أصبحت عادة المزاح مع الأصدقاء وذوي القربى في ذلك اليوم رائجة في فرنسا
ومنها انتشرت إلى البلدان الأخرى، فانتشرت على نطاق واسع في إنجلترا
بحلول القرن السابع عشر الميلادي، بينما يطلق على الضحية في فرنسا اسم
السمكة.
ويرى آخرون أن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول نيسان وبين عيد "هولي"
المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 اذار سنويا وفيه يقوم بعض
البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعابة، ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم
هذه إلا مساء اليوم الأول من نيسان.بترا