*عشرات الشهادات المعلقة على الجدار في
عيادتك ما هي؟



لدي
عدة شهادات في العلاج النفسي والتكنيك، ولدي شهادة حقوق
وإعلام وأكثر من اختصاص في علم النفس والعلوم السياسية.





*ما أكثر المشاكل التي تعالجينها في
عيادتك؟



أكثر الحالات هي نتيجة القلق والكآبة
والضغط النفسي.





سلوكيات غريبة



*ما الذي يجعل الناس تعاني هذه الأمراض
النفسية؟



نحن
شعوب مرت لسنوات طويلة بحروب ومجازر وتدمير، وهذا لا يمحى
من الذاكرة ويبقى موجودا داخلنا، وهذا يؤثر على حياة
الناس، ويصبح لديهم سلوكيات غريبة ويترك تراكمات نفسية،
ومع الوقت هذا الشخص لا يعد قادرا على التحمل فيصاب
بالكآبة.





*ما الفرق بينك وبين الطبيب النفسي؟



في
مجال العلاج النفسي هناك مجالان؛ هناك طب الأمراض العقلية
والنفسية، وهناك العلاج النفسي والفرق بينهما كبير، وفي
وطننا العربي نخلط بين الأمرين، وأحيانا كثيرة لا نعرف كيف
نتوجه، فالطبيب العقلي هو الطبيب الذي يصف الأدوية ويكون
متخصصا في مجال الطب العام ثم يتخصص في مجال الأمراض
العقلية التي تصيب الوظائف الدماغية.




طبيب الأمراض العقلية يعالج الخلل الموجود في الدماغ،
والذي يؤثر على النفسية ويتصرف الشخص بشكل خاطئ نتيجة خلل
هرموني أو عطل في وظيفة الدماغ.




وهناك شخص ليس لديه خلل دماغي أو هرموني؛ لكنه يعاني مشكلة
نفسية هذا الشخص يذهب إلى معالج نفسي، ولا يصف دواء بل
يعالج من دون دواء.





علاجات عديدة



*كيف نفرق بين طبيب الأمراض العقلية
والمعالج النفسي؟



في
مجتمعنا ما زال هناك عدم معرفة تامة بهذا الأمر، من هنا
نرى أشخاصا يذهبون إلى الطبيب ويأخذون أدوية ويغيرونها عدة
مرات ويخضعون لعلاجات عديدة ثم انتحروا.



هذه
المشكلة أعانيها مع مرضاي لأن الشخص لا يعرف أين يذهب إلى
معالج أم إلى طبيب.



من الخطأ أن يذهب كل شخص يشعر ببعض الكآبة
إلى طبيب الأمراض العقلية، الذي يصف له أدوية للكآبة.
فالكآبة أنواع؛ منها الكآبة الخفيفة، والوسطى، والكآبة
الكبيرة.




عموما الكآبة هي مشكلة نفسية، وقد تكون عارضا من عوارض
أمراض كبيرة أو أمراض عائلية وراثية، وهنا الأمر يحتاج
طبيب أمراض عقلية، أما إذا كانت حالة كآبة بسيطة أو وسطى
فهو يحتاج إلى معالج نفسي.





*هل تعالج الكآبة بالأدوية أو بوساطة جلسات
نفسية كما نراها عادة المريض مستلق ويتكلم مع طبيبه؟




المريض الذي يأخذ أدوية كآبة تخف ردات فعله الدماغية،
ويصبح أهدأ وقد تقوى أمام حدث كبير أو سماع شيء ما يهزه،
لكن هذه الأدوية لا تحل مشاكله بل تجعله ساكنا و"مسطل"،
ونحن يمكن أن نتعرف بسهولة على الأشخاص الذين يأخذون مثل
هذه الأدوية من خلال عيونهم التي لا بريق فيها ولا ردات
فعل، وهؤلاء الأشخاص يصبحون نتيجة هذه الأدوية لامبالين.




بينما أنا مهمتي أن أعالجه وأؤهله حتى يعود إلى المجتمع،
ويتم ذلك من خلال تحليل نفسي للمريض لمعرفة السبب الذي قد
يكون معروفا وهذا سهل جدا معالجته، لكن أحيانا السبب يكون
دفينا وهنا نبدأ معه بتقنيات نفسية حتى نعرف كل ما يعانيه.





أول خطوة



هل الإنسان عندما يحكي عن مشكلته يرتاح؟



ليس بالضرورة، هناك أشخاص يتكلمون عن
مشاكلهم باستمرار، وقد يحكونها ليس فقط لمعالج نفسي بل قد
يحكونها لصديق، إلا أن التكلم في المشكلة لا يحلها ولا
يزيح التعب النفسي الذي يعانيه المريض.




وهناك أشخاص لا يحبون التكلم لأي شخص ويكونون منغلقين على
أنفسهم وليس لديهم ثقة بالنفس، هؤلاء مجرد أن يتكلموا
يرتاحون؛ لأن هذا العبء يخف، وتكون هذه أول خطوة على طريق
العلاج النفسي.





*ما دورك في معالجة في الكآبة؟



بعد أن أستمع وأحلل وأغوص في أعماق المريض،
هناك شيء في علم النفس اسمه الحادث المفجر، أي يكون الشخص
قد راكم وراكم من الضغوطات النفسية، ويأتي حدثا معينا
بمثابة إبرة تدخل في بالون منفوخ فيفقع. هناك حوادث كثيرة
ترتسم في الوعي وفي اللاوعي عند الفرد منذ مرحلة الطفولة،
وصولا إلى مرحلة المراهقة التي تعتبر أقسى وأصعب مرحلة في
حياة الفرد.




فعند دخول الشخص مرحلة المراهقة يكون قد راكم الكثير من
التعب النفسي، وفجأة نجده انفجر فقد يكون مصابا بمرض عصبي
أو انفصام أو مرض ذهاني أو مرض عقلي؛ لان مرحلة المراهقة
هي التي تبلور كل التراكمات القديمة التي مر بها الفرد في
حياته، وهنا تظهر الأمراض النفسية أو العقلية. وأحيانا لا
أقدر على معالجة المريض فأحوله إلى طبيب الأمراض العقلية،
وإذا كانت مشكلته نفسية بحتة أعالجه بكل التقنيات النفسية
المباحة.




فإذا الشخص كان مصابا بمرض ذهاني هذا الشخص نجده يرى أشياء
غير موجودة في الواقع، ويسمع أصواتا غير حاضرة، ويرى
أشخاصا غير موجودين أمامه فعليا، أي يتهيأ له أشياء ويصاب
بهلوسة وهذيان.. مثل هذا المريض يحتاج طبيب أمراض عقلية،
وبعد أن يخضع للعلاج ويأخذ الأدوية اللازمة وتستقر حالته
حينها أقدر أن أساعده أكثر، وأثبت هذا الاستقرار كمرحلة
ثانية، وليس كمرحلة أولى من علاجه.




عادة في الأمراض العقلية مثل الانفصام تبدأ العوارض عند
المريض ولا أحد ينتبه لها، وكل من حوله يظنون أنه شخص
طبيعي وفجأة تتغير كل الأمور.





ما الفرق بين المريض النفسي والمريض
العقلي؟




المريض العقلي يظن أن كل الناس مرضى وهو وحده على صواب،
ولا يقتنع بمرضه، وأنه بحاجة إلى طبيب ويرفض أن يذهب إليه.
أما المريض النفسي فيكون عقله سليما وصحيحا مائة بالمائة،
لكنه متضايق نفسيا ومحبط، ويعترف أنه متضايق ويعرف أن لديه
مشكلة ويريد معالجتها، وهذا شخص ناجح وذكي ومتطور.





أفضل علاج



تعالجين التعب النفسي بالضحك كيف يتم ذلك؟



لو
ذهبنا إلى الأديان لوجدنا الكثير من الآيات تحكي عن الضحك
وتحث على الفرح، فكلمة ضحك قديمة جدا هناك آية تقول *لا
تحزن إن الله معنا}، والحزن يهري العظام، والرسول محمد صلى
الله عليه وسلم، كان يضحك حتى تبدو نواجذه، ومعروف عنه انه
كان دوما مبتسما وروحه مرحة. من هنا الضحك أفضل علاج نفسي.





*كيف بدأ العلاج بالضحك؟




الذي قام به هو طبيب هندي اسمه مايدن كاتاريا، وهو طبيب
صحة عامة، خلال أبحاثه في عام 1995 وجد أن الضحك مهم جدا
لمعالجة الأمراض، حيث اكتشف أن نسبة 70% من المرضى الذين
يأتون إليه يعانون ضغطا نفسيا، وأن الذين لا يعانون ضغوطات
نفسية صحتهم الجسدية جيدة.




بداية آتي بخمسة أشخاص وأبدأ معهم من خلال الضحك برواية
النكات، لكن بعد فترة انتهت هذه النكات وكان هناك اعتراض
على أن هذه النكات معيبة أحيانا، ففكر كيف سيضحك الناس
بعيدا عن الكوميديا. وكانت زوجته أستاذة يوغا ففكرا معا
بطريقة إضحاك الاخرين دون سبب، وكانتlaughter yoka ؛ لأنه
تأكد أن الضحك يبقي الفرد شابا ومناعة الشخص تزيد، ويصبح
بعيدا عن الأمراض ولا تظهر عليه عوارض الشيخوخة، وخلاياه
تجدد باستمرار، بالإضافة إلى أن الضحك يشد عضلات الوجه
ويطرد الأمراض.





كيف يتم الضحك دون سبب؟



هذه تقنية نقوم بها كمعالجين نفسيين، وتقدم
شفاء لا مثيل له للعديد من الأمراض والتعب النفسي، لأنه من
الصعب اليوم أن نجد أجواء ضاحكة، وليس من المعقول أن نقضي
وقتنا في مشاهدة الكوميديا أو سماع النكات، وهذا أمر صعب.



إذن
المسألة متعلقة بالتدريب على الضحك، فعلينا أن ندرب أنفسنا
على الضحك ضمن أجواء ضاغطة نفسية، وضمن أخبار الحروب
والكوارث والوضع الاقتصادي المزري، إذن لا توجد حولنا
أجواء فرح أو ضحك.





التظاهر بالضحك



كيف يتم التدريب على الضحك؟ وكيف يمكن أن
نفتعله دون سبب؟



هذا
هو المبدأ الأساسي الذي يقوم على fake it until u make it،
أي أن نتظاهر بالضحك حتى يصبح حقيقة، فإذا كنا غير قادرين
على الضحك فعلا، فلنتظاهر ونضحك غصبا عنا وبعد هذا
التظاهر، سنجد أنفسنا نضحك بسهولة، وسأوضح الأمر أكثر..
فلو أنكِ أخبرتني قصة حزينة الآن سأتأثر وقد أبكي لمجرد
أنني فكرت وشعرت بالحزن، الأمر نفسه في الضحك فمجرد أن
نفكر بشيء مضحك ونفتعل الضحكة سنضحك؛ لأن الدماغ والجسد
مرتبطان بشبكة أعصاب، فأي شيء نفكر به يتفاعل مع الجسم
ويلتقطه الجسم. فلو شخص فكر واستعاد أجمل يوم في حياته
ستجدينه يضحك بشكل تلقائي.





هل فعلا جلسات الضحك أمر مهم؟ كيف تؤكدين
ذلك؟




الطفل عندما يولد يضحك بين 300 و400 مرة في اليوم، وكلما
كبر خف الضحك عنده لأن ظروف حياته تتغير، ونحن كأشخاص
ناضجين كم مرة نضحك في اليوم؟ أظن أننا نحسب الضحكة بحساب،
وأحيانا نخجل من أن نضحك لأن ضحكتنا قد تفسر بألف معنى،
وقد يقال إنها شيء معيب في حال كنا وسط مجتمع معين،
وأحيانا ليس لدينا "اللهمة" لكي نضحك.



من
هنا نحن لا نعطي أجسامنا حالة الفرح المطلوبة، وبالتالي
الهرمونات التي تعمل نتيجة الفرح باتت قليلة وهذه
الهرمونات هي التي تقوي المناعة وتجدد الخلايا.



لهذا السبب كانت جلسات العلاج بالضحك هي
بيئة جيدة لكي ننضم إليها ونجتمع مع الآخرين على الضحك.





*برأيك كم مرة يضحك الفرد يوميا؟ وكم هي
المدة التي يحتاجها؟



بحسب الإحصاءات العالمية- وهي دراسات
موثوقة أجريت في المجتمعات الغربية، ونحن نعرف أن هذه
المجتمعات لا تعاني مثل مجتمعاتنا من حروب وأزمات- فإن
الفرد يضحك يوميا 12 مرة في أحسن الحالات، وهذه غير كافية
حتى تنقل حالة الجسد من حالة إلى حالة، أو حتى تجعل
الهرمونات الإيجابية تفرز، لذا عندما يشارك الفرد في جلسات
الضحك التي نقيمها فهو يحتاج إلى 15 دقيقة متواصلة من
الضحك حتى يتغير إيقاعه النفسي والجسدي. من هنا جلسة الضحك
تستمر حوالي 45 دقيقة كحد أدنى، وهناك مرضى تكفيهم جلسة
واحدة في الأسبوع، أما إذا كان في فترة علاج جدية فهو
بحاجة لأكثر من جلسة.





خلال جلسات الضحك هذه.. ماذا تفعلون؟ هل
تحكون عن أشياء مضحكة مثلا؟



لا
هي مجرد تمارين أشبه بالتمارين الرياضية، نتوصل فيها إلى
أن نضحك لدرجة انهيار الدموع.





ضحكة برانية



هل الضحك يقرب الناس من بعضهم؟




الناس بطبيعتهم لا يحبون الشخص العابس، وعادة نحن نهرب من
الشخص النكدي والحزين ذي الطاقات السلبية، لأن مثل هذا
الشخص يصعب أن نحبه أو نتواصل معه، ونرتاح أكثر للشخص الذي
يرسم ابتسامة على وجهه. والضحك حتى يكون فعالا يجب أن يكون
نابعا من الداخل ومن عمق البطن، وليس مجرد ضحكة برانية،
ومجرد أن يضحك الشخص من كل قلبه ستجدينه يضحك باستمرار دون
ان يكون قادرا على منع نفسه من الضحك.



وفي
جلسات اليوغا هذه يضحك الشخص بغير حدود ودون موانع؛ لأنه
في المجتمع لو ضحك بانفعال سيقال عنه مجنون أو غير متوازن،
لذا الضحك هنا جماعي وبحرية كاملة مع الذات ومع الآخر.





ما فوائد الضحك؟




الضحك يقلل الإحساس بالوجع، ويوجد في الدماغ هرمون اسمه
opium وهذا الهرمون هو مقاوم للوجع، إذا وجدنا شخصا يضحك
باستمرار وذا نفسية ومزاج عاليين، هذا الشخص لو جرح لا
يشعر أنه جرح ولا يتحسس الوجع كسواه؛ لأن الفرح جعل مادة
opium تفرز وهي مادة مخدرة، بينما لو شخص كئيب جرح ستجدينه
يشعر بألم شديد ويعاني؛ لأن هذه المادة تكون قليلة عنده أو
قد لا تكون موجودة أساسا، من هنا الشخص الذي يعاني الكآبة
تجدينه دوما مريضا، ويقول رأسي يؤلمني، ومفاصلي توجعني،
ومعدتي تحرقني، وهكذا على الدوام يتحسس الوجع، بينما لو
الوجع ذاته أصاب شخص سعيد ترينه لا يتألم ولا يشتكي.





*كيف يمكن الضحك أن يكون علاجا للشيخوخة؟



هذه
حقيقة علمية؛ لأن الضحك يحرك أكبر نسبة عضلات في الوجه،
وبالتالي يشد هذه العضلات ويسرع الدورة الدموية وينشطها،
وهناك معلومة مهمة وهي أن الدماغ بحاجة إلى 25% أكسجين
زيادة على باقي الجسم، فإذا الدماغ لم يحصل على هذا
الأكسجين الإضافي وعلى الأوميغا3 سيضعف نشاطه، من هنا
الإنسان قادر على العيش دون طعام لمدة أيام، بينما لو
امتنع الأكسجين عن الدماغ للحظات الدماغ يموت فورا.




الضحك يوسع الرئتين فتدخل كمية أكسجين أكبر إلى الجسم
وينتعش الدماغ، وبالإضافة إلى ذلك كل 10 دقائق ضحك تحتاج
طاقة وقوة توازي نصف ساعة تمارين أيروبيك؛ لأن خلال الضحك
نصرف وحدات حرارية كبيرة، فيشعر الشخص بالنشاط والحيوية
والثقة بالنفس لحد أنه يشعر نفسه طائرا.






نتائج إيجابية.



*هل الضحك شافٍ من الأمراض؟



لقد
بينت الدراسات أن الضحك جيد لمرضى السكري وأمراض ضغط الدم،
ومفيد للأشخاص الذين لديهم استعداد لأمراض قلبية، أما
الشخص الذي عنده مرض قلب او انسداد في الشرايين، فلا نفضل
أبدا أن يخضع لجلسات الضحك لأن هذا قد يتعب قلبه، ولن
يحتمل نشاط الدورة الدموية والجهد له ليس جيدا، وكذلك لا
ننصح به للذين لديهم ارتخاء في المثانة، لأن الضحك يرخي
المثانة أكثر.



كما
أن الضحك جيد لأمراض السرطان ويقوي مناعة الجسم، لهذا
السبب مراكز علاج السرطان في أميركا يوجد فيها جلسات
العلاج بالضحك لأنها تعطي نتائج إيجابية.




وكذلك أرفقوا العلاج بالضحك في السجون وفي المعامل
والشركات الكبيرة، لأنها تبين أن الإنتاجية باتت أكبر. وفي
الهند باتت يوغا الضحك في المدراس، لأنها تعطي تفتحا ذهنيا
للتلاميذ، وقوة إبداع ونشاط أكبر، وأصبحت علاقة الأساتذة
بالطلاب أفضل وعلاقة التلامذة مع بعضهم أفضل، وقل الغياب
عن المدرسة وتحسنت أيضا علاقة هؤلاء الطلاب بأهلهم.





لماذا نجد بعض النجوم ينتحرون بالرغم من
الأضواء والشهرة التي تعوضهم عن الكآبة والحزن؟



بعض الناس يسعون إلى الشهرة كتعويض نفسي
وإشباع عاطفي، ولكن هذه الشهرة أحيانا لا تعوض. المشاهير
هم أكثر الناس حاجة إلى العاطفة، وكذلك العاملون في مجال
الصحافة، فلو درسنا أوضاع هؤلاء والعائلات التي أتوا منها،
والظروف التي عاشوها سنرى الفقر والألم والتفكك العائلي
والقصص الحزينة تملأ حياتهم.




وهؤلاء إما أن ينحرفوا ويصبحوا مجرمين أو أن يتحولوا إلى
مشاهير يحبون الأضواء والشهرة والمال، ويتباهون بلباسهم
السينيه لأن هؤلاء لم يكن لديهم حذاء في يوم ما.





*متى تكون الشهرة قاتلة؟




عندما يطلب الشخص الشهرة يجب أن يعرف كيف يتعامل معها
بتوازن، ونحن نعرف أن معظم المشاهير الذين انتحروا كانت
حياتهم مفككة ولديهم مشاكل عاطفية، والفنان عادة يكون
إنسانا حساسا ولديه حس مرهف، وهذا بحاجة للاهتمام أكثر من
غيره، لأن أقل حادثة تكسره، لذا يعوض عن هذا الحس بالعمل
والجهد ويطور نفسه، ويبقى أكثر من غيره معرضا للانهيار.
نحن قد نحسدهم على ما هم عليه لكن لو دخلنا أعماقهم
وبيوتهم سننصدم من الألم والمشاكل التي يعيشونها، وسندرك
كم هذه الأشياء الراقية تخفي خلفها كآبة وحزنا، لذا المال
والشهرة ليست أهم شيء في الحياة بل الأهم دوما هو السعادة
والرضا والفرح، وهذا الذي يخلق توازنا في حياتنا.