دخول المرأة معترك الحياة المهنية جعلها في موقع المواجهة مع الرجل، هذا الرجل الذي بقي سنين طويلة الأمر الناهي، وربّما الحاكم الأوحد في "مملكة الوظائف والأعمال"، فاكتسب خبرة وحنكة في هذا الحقل العملي. لكن هذا الواقع، لا يعني يا عزيزتي، أنك غير قادرة اليوم على تحقيق النجاح وإثبات حضورك في عرين الرجل. أمّا فكيف تفعلين ذلك؟ الجواب في السطور التالية.
يقول المصريون: "ها قولك كلمتين حطيهم حلقة في ودنك". ونحن سنقول لك 3 أشياء لتجعليها مثالاً لك في حياتك المهنية، وتلتزمي بتطبيقها حتى تكوني الموظفة الناجحة والمثالية:
1- فكري كالرجل.
2- تصرفي كسيدة.
3- واعملي كالنحلة.
- فكري كالرجل:
في كتاب "تصرفي كسيدة وفكري كرجل" يُعرّف الكاتب والممثل الكوميدي الأميركي ستيف هارفي المرأة إلى طريقة تفكير الرجل، ويُدخلها عالمه ويكشف أسراره، جاعلاً إياه كتاباً مفتوحاً يمكن قراءته بسهولة.
والمعروف يا عزيزتي أنّه بمجرد فهم طريقة تفكير الآخر، سيسهل التعامل معه وتوقُّع ربما خطواته وتصرفاته، ما يجعلك نداً له.
غير أن مسألة التفكير كالرجل لا تعني أن تفكيرك أنتِ هو أقل عمقاً أو سمواً منه، جلُّ ما في الموضوع أن طبيعة الرجل وتكوينه البيولوجي وتركيبة دماغه وتاريخه "المهني"، تجعل من العمل رسالته، تماماً كما هي الأمومة رسالة بالنسبة إليك. فكيف إذن يفكر الرجل؟
يُعتبر الطموح إحدى الميزات الأساسية لدى الرجل. فهذا الأخير لا يكتفي بما لديه، بل ترينه دائم العمل من أجل تحقيق الأفضل. هو يصب كل اهتمامه على تحقيق النجاح وإنجاز ربّما المستحيل لإثبات ذاته والشعور بالرضا، في حين يقف طموح أغلبية النساء على حدود أسوار المنزل. نرى الرجل في عمل مستمر من أجل تطوير ذاته وليتبوأ أعلى المناصب، بينما تكتفي أغلبية النساء بوظائف محددة وبسيطة، ويبقين فيها طيلة العمر، ولا يلجأن إلى تنمية مهاراتهنّ أو تعزيز مؤهلاتهنّ من أجل تحقيق الأفضل. إن أحد أسرار النجاح في الوظيفة، هو الطموح والرغبة الدائمة في إنجاز الأفضل بحرفية وإحترافية عالية، فلا تدعي الروتين يتسلل إلى عملك، واعملي دائماً من أجل تحسين وضعك.
يقال إنّ الرجل لا يغار وأنت أيضاً عليك أن تبتعدي عن الغيرة، التي تُعتبر نقطة ضعف في مسيرتكِ العملية، لا بل إنها عادة هدامة تعمل على تدمير خطواتك الناجحة. الغيرة يا عزيزتي هي دليل عدم ثقة بالنفس، وهي ذلك الشعور الذي يحسه غير الكفء نحو الكفء. فإذا كنت ذات كفاءة وواثقة بنفسك، لماذا الغيرة؟
ابحثي دوماً عن راحتك النفسية في العمل. كوني كالرجل الذي يغامر بترك وظيفته إذا لم يشعر براحة نفسية في مقر عمله. وإذا لم يكن من أمل في الشعور بالراحة والأمان في عملك، سارعي إلى التفتيش عن عمل آخر، لأنّ الراحة النفسية تنعكس على عطائك في العمل.
قومي بعملك على أكمل وجه ولا تنتظري أي مدح إطلاقاً، لأنّك على الأرجح لن تحصلي عليه. وكلما فكرت في الأمر، انعكس سلباً عليك لناحية تأثيره في أدائك. غير أنكِ في المقابل، قد تتلقين الملاحظات في حال قصرتِ في عملك. عندما تفهمين تلك المعادلة، التي ليست بالضرورة سليمة، وإنّما واقعية ويتقبلها الرجل بشكل عادي جدّاً، فإنّك ستتمكنين من التركيز على جودة العمل، وتأدية المهمات باحترافية عالية، ما يلفت الإنتباه إليك.
طالبي بحقكِ في الترقية، فهذا ما يفعله الرجل. عندما تجدين أنّ المسؤولين لم ينصفوك في الترقية، فلا تنتظريها بل طالبي بها. في حال عرفت بوجود مراكز شاغرة في المؤسسة التي تعملين فيها، لا تترددي في التقدم إليها إذا كنت تملكين المهارات اللازمة لشغل هذا المركز والترقي إليه. إذا حدث ورُفضت في منصب معين اسألي عن السبب، في حال لم تجدي سبباً معيّناً، وأن غيرك قد رُقي بينما أنت حُرمت منها.
لا تتنازلي عن حقك في أي شيء، عليك المطالبة بحقوقك تماماً كما الرجل، ولا تتراجعي أمام محاولات الآخرين لثنيك عن المضي في مطالباتك تلك لأسباب واهية. إذا كنت مقتنعة تماماً بأن مؤهلاتك ومهاراتك تؤهلك للحصول على أي ترقية أو علاوة، لا تترددي في فعل ذلك. وإذا لم تربحي في الجولة الأولى، فإنّك حتماً ستحققين نجاحاً في الجولة الثانية من المطالبة. المهم ألا تيأسي.
في العمل لا مكان للمشكلات الشخصية والعائلية، تحلّي بقوة الرجل في إخفاء مشاعره، وعدم تركها تتداخل مع قراراتك في العمل.
إياك والبكاء في العمل، فالبكاء مسألة شخصية وجب القيام بها عندما تكونين بمفردك، كما أنّ البكاء دليل ضعفك كأنثى، وتأكدي من أن زملاءك في العمل لن يطيقوا دموعك، لأنّهم سيعتقدون أنك تفعلين ذلك لإثارة شفقتهم. من هنا وجب عليك التحلي بقوة الشخصية، التي تحُول دون انهمار الدموع عند أدنى مشكلة تواجهينها أو إنتقاد يوجه إليك.
دائماً أوفي بوعدك وبرهني للمسؤولين عنك أنك مسؤولة عن الكلام الذي تقولينه، تماماً كوعد الرجل الحر الذي يتحول إلى ديْن عليه. فإذا قلت إنك ستنجزين عملك في الموعد الفلاني، عليك أن تلتزمي بذلك حتى لا تُتهمي بالإهمال.
- تصرفي كسيدة:
التفكير كالرجل لا يعني أن تتخلي عن أنوثتك ونعومتك ولياقتك ورقتك وحشمتك. فهذه الصفات الخاصة بك ستضاف إلى الميزة السابقة وتجعلك ربّما تتقدمين على زميلك الرجل. اعتني دائماً بمظهرك في العمل، اختاري ملابس أنيقة وبسيطة تناسب مكان العمل، وابتعدي عن وضع ماكياج قوي أو عطور قوية، والأهم من كل شيء حافظي على نظافتك الشخصية. لا أحد يحب التعامل مع شخص مهمل وغير نظيف أو غير أنيق، لأنّ هذا يدل على استهتاره وعدم احترامه نفسه والآخرين. العناية بمظهرك وطريقة إرتداء ملابسك تعكسان مدى تقديرك المكان الذي تعملين فيه ومدى احترامك الموجودين فيه.
المرأة الأنيقة والراقية تحترم زميلاتها وزملاءها، ولا تحط من قدرهم ولا تبيّن أخطاءهم. كما أنّ المرأة الراقية لا تظن سوءاً بزميلها عندما يعاملها بلياقة ولباقة، إذ من واجبه أن يفتح لها باب المصعد أو يجعلها تتقدمه في الدخول أو يقف لها في إجتماع.
أن تتصرفي كسيدة يعني أن تضعي حداً للشائعات، وألا تسهمي في نشرها أو نشر أي أكاذيب وأخبار ملفقة في محيطك. وإذا حاولت إحدى زميلاتك أن تثير الشائعات حاولي تغيير الموضوع أو التظاهر بعدم الإهتمام.
- اعملي كالنحلة:
المقصود بهذه النصيحة المهمة جدّاً لمسارك المهني، أن تقومي بعملك بكل أمانة وإخلاص، وذكاء، وأن تكرسي وقت العمل للعمل وليس للقيام بأمورك الخاصة، فلا تضيعي الوقت بالتحدث على الهاتف مع صديقتك، أو بشرب القهوة وإستضافة الزائرين. إذا أنهيت الذي بين يديك من مهمات، لا تجلسي مكتوفة اليدين، بل ضعي برنامج عمل اليوم التالي، حددي أولوياتك حتى يتسنى لك العمل بها فور وصولك إلى مكتبك صباح اليوم التالي.
لا تخبري مديرك بالمشكلات التي تعانينها، وإنّما اذهبي إليه بالحل لهذه المشكلات، وإذا لم يوافق عليها، فتشي عن حلول أخرى. وتأكدي من أنّه إذا لم تتمكني من حل مشكلاتك بنفسك، فإن مديرك لن يتمكن من حلها، إذ إن لديه ربما ما يكفي من مشكلات ليتعامل معها.
............
ربي ساّمِحني عِندَمَاّ أَحزَن عَلّى شَيء أَرَدَتَـُه
وَ لَم تَكتُبُه لِي....