يصاب
سنويا نحو (300) طفل اردني دون سن 18 سنة بانواع سرطانات الاطفال المختلفة
بحسب استشاري امراض الدم والاورام ورئيس قسم الاطفال في مركز الحسين
للسرطان الدكتور اياد سلطان.
وقال سلطان في حديث لـ (الرأي) امس «ان
اكثر انواع سرطانات الاطفال انتشارا هي سرطانات الدم الحادة (اللوكيميا)
حيث تشكّل حوالي ثلث المجموع الكلي للحالات، تتبعها أورام الدماغ بنسبة
(19%)، ثم سرطان الغدد الليمفاوية بنسبة (12%)، وسرطانات العظم بنسبة (9%)%
ثم الانواع الاخرى مثل العظام والكلى والعيون وغيرها منوها ان هذه النسب
تتوافق مع النسب العالمية من حيث عدد الحالات المصابة».
وبين ان نسب
الشفاء تتفاوت حسب نوع المرض ودرجة انتشاره بالجسم والعلاج المتوفر للمرض
وتتراوح نسبة الشفاء بين 90% في حالات سرطانات الدم الى 40-50% لبعض
الامراض المتقدمة فيما تتجاوز نسبة الشفاء التام لجميع أنواع السرطانات لدى
الأطفال بشكل عام 70 % بفضل التطورات الهائلة التي طرأت على علاج أمراض
سرطان الأطفال، من أهمها العلاج عن طريق أطقم طبية متكاملة والتي تعنى
بالمرضى من جميع النواحي وتقدم لهم الرعاية الطبية الشمولية.
واشار
الى ان الاطفال الاردنيين من مرضى السرطان يعالجون جميعا على حساب الديوان
الملكي في مركز الحسين للسرطان فيما بالنسبة لغير الاردنيين فان المركز
يقود حملات لجمع التبرعات لتغطية تكاليف علاجهم الا ان عدد هؤلاء يفوق
الطاقة الاستيعابية للمركز.
واكد ان تكاليف العلاج للطفل المصاب
بالسرطان في حالة زراعة النخاع العظمي تتعدى المئة الف دينار وفي حالة
السرطانات الاخرى دون الزراعة تتراوح بين 10 -30 الف دينار مبينا ان حجم
تكاليف العلاج في المركز تبلغ 10% فقط من تكاليف العلاج في الدول الغربية
حيث تتعدى التكلفة 200 الف دينار في تلك الدول.
وقال ان موضوع اخبار
الطفل بمرضه امر في غاية الصعوبة ويتعلق بمدى وعي الطفل وعمره حيث يبدأ
الوعي من سن 3سنوات اما في حال بلوغه سن 10 فاكثر فانه يستطيع ان يتفهم
الموضوع كالكبار.
واشار الى انه يتم التعامل مع الطفل المصاب
بالسرطان حسب عمره وبشكل تدريجي من خلال الاستعانة بفريق من الاخصائيين
النفسيين والاجتماعيين اضافة الى اطباء قسم الاطفال في المركز الى جانب
الاستعانة بغرفة الالعاب والدمى لتمثيل الاجراءات التي سيتم عملها له كمريض
سرطان على تلك الدمية ومن خلال ايضا الحديث معه ومع اهله.
وبحسب
سلطان فانه في كل الحالات يتم التعامل مع الطفل بكل صدق بعيدا عن الكذب حتى
لا يفقد الثقة باهله وبالمركز فيتم اعطاؤه المعلومة عن حالته المرضية حسب
مدى فهمه منوها ان الاصعب هو التعامل مع المراهقين واخبارهم بمرضهم حيث
يكون الاعتقاد السابق لديهم ان كل مريض سرطان سوف يموت.
واكد سلطان
ان باب المركز مفتوح للجميع وفي حالة اشتباه الاهل او الاطباء العامين او
اخصائي الاطفال بوجود سرطان لدى الطفل فان الافضل مراجعة مركز الحسين
لاجراء ومتابعة الفحوصات للتشخيص الصحيح والدقيق للحالة حيث يولي المركز
عناية خاصة بالأطفال المصابين بالسرطان، من خلال تخصيص برامج متعددة توفر
لهم الدعم النفسي والمعنوي، وتوفر لهم بيئة صحية لممارسة نشاطاتهم
وإبداعاتهم بإشراف الرعاية الطبية في المركز، وبمساعدة أخصائيي اللعب
والعمل الإجتماعي والمتطوعين الذين يقضون وقتاً طويلا مع الأطفال في غرفة
الألعاب وفي غرفهم وفي العيادات، بحيث يحاط الطفل بالرعاية والعناية أينما
كان.
يشار الى ان مركز الحسين احتفل العام الماضي بالوصول الى نجاة
اكثر من الف طفل بما يثبت وجود العناية بسرطان الطفل محليا وحصول ذلك الطفل
على فرصة في الشفاء لا تقل عن فرصته في الدول المتقدمة.