حذرت دراسة علمية من أن استهلاك المشروبات المحلاة بالسكر يومياً، قد يؤدي
إلى تراكم الدهون في أنسجة الكبد والعضلات، الأمر الذي يهدد بزيادة مخاطر
الإصابة بأمراض القلب وأمراض الاستقلاب.
وأوضح فريق الدراسة في مقالة نشرتها "الدورية الأمريكية لعام التغذية
السريري"، والصادرة لشهر شباط لعام 2012، أن عدداً من الدراسات أشارت إلى
أن استهلاك المشروبات الغازية التي أضيف إليها السكروز (سكر المائدة)،
ارتبط بالسمنة ومتلازمة الاستقلاب واضطرابات القلب والشرايين.
وأجرى باحثون من مستشفى آرهوس الجامعي وجامعة كوبنهاغن في الدنمارك دراسة
للمقارنة ما بين تأثير الاستهلاك اليومي للمشروبات الغازية التي أضيف إليها
السكروز، واستهلاك مشروبات أخرى كالحليب والمشروبات الغازية المخصصة
للحمية، على تراكم الدهون في أنسجة الكبد والعضلات، مع مراعاة تكافؤ
السعرات الحرارية للمقادير المستهلكة من تلك الأصناف.
وجرى توزيع المشاركين في الدراسة في أربع مجموعات بحسب نوع المشروبات التي
يتناولها الفرد وهي: المشروبات الغازية المحلاة بالسكر، والمشروبات الغازية
المحلاة بالأسبارتام (المخصصة للحمية)، والحليب شبه المقشود جزئياً
والماء.
وقام الباحثون بقياس مقادير الدهون المتراكمة في الكبد وفي أنسجة العضلات باستخدام التقنيات الحديثة.
وأشارت نتائج الدراسة، التي نشرتها الدورية، إلى حدوث زيادة واضحة في
مقادير الدهون المتراكمة في أنسجة الكبد والعضلات، وذلك عند من قاموا
باستهلاك المشروبات الغازية المحلاة بسكر المائدة يومياً ولمدة ستة أشهر،
فيما لم يكن هنالك فروق واضحة بين المجموعات فيما يتعلق بالكتلة الكلية
للدهون.
كما تم رصد زيادة في تراكم دهون الأحشاء، ولكن بدرجة أقل، وكذلك زيادة في الدهنيات الثلاثية والكوليسترول الكلي.
وخلُصت الدراسة إلى أن الاستهلاك اليومي للمشروبات الغازية المحلاة بالسكر
مدة ستة أشهر، قد يزيد من تراكم الدهون في أنسجة الكبد والعضلات، مع زيادة
في الدهنيات، مقارنة مع الحال عند استهلاك مقادير ذات سعرات حراراية مكافئة
من الحليب والمشروبات الغازية المخصصة للحمية والماء يومياً.
ويرى الباحثون أن نتائج الدراسة تلمح إلى أن الاستهلاك اليومي للمشروبات
الغازية المحلاة بالسكر، قد يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين
وأمراض الاستقلاب.