تصف إحدى مقالات نشرة مختصة بالطب النفسي صدرت عن كلية الطب في جامعة هارفارد كآبة الشتاء بالتغييرات الفصلية, ويؤكد المقال إمكانية علاج هذا المزاج المعتم بالضوء الساطع, وأطلقت النشرة على عارض كآبة الشتاء اسم الساد (Sad ) , وهو الاكتئاب الذي يطرأ و يتكرر كل عام في ذات الوقت.
ووصفت أعراضه بالحزن و التعب وعدم القدرة على التركيز, إضافة إلى تجنب الأصدقاء و النشاطات الاجتماعية, وقد يعاني المصابون به من عوارض فرط الكل أو النوم الزائد, ويصل الحال ببعضهم إلى التفكير باكئتاب الشتاء الذي سيصيبهم منذ بداية الخريف لشدة ما يعانون منه, بل ويتمنون أن يطول الربيع و الصيف وأن لا يأتي الشتاء, هذا الضيف الثقيل, وكثيرون يعلنون أنهم يكرهون فصل الشتاء ويعدون الأيام لانتهائه..
وترجح بعض الدراسات الطبية أن يكون هذا المرض وراثيا, بينما يرى المختصون بالإرشاد النفسي أن المزاج الاكتئابي مرتبط بأكثر من عامل وخاصة لدى النساء, ومنها انحسار قدرتهن على الحركة, ما يضعف مستوى التفاعل الاجتماعي لديهن, و يشعرن بالهبوط العام و الخمول كما تسيطر عليهم أفكار سلبية, و نتيجة لذلك ينخفض مستوى الانطلاق للخارج, وتضطر كثيرات إلى تغيير برنامجها اليومي وزياراتها الاجتماعية مع قدوم الشتاء. وتعلن بعض النساء أن كآبة الشتاء شعور عام يسيطر عليهن عند أول هبات لرياح باردة أو لقصر ساعات النهار, وتصل الكآبة ذروتها عند تغيير التوقيت من الصيفي إلى الشتوي.
ويلاحظ الاستشاريون النفسيون أن الاكتئاب أفكار تسيطر على المرء حتى لو بقي برنامج المرأة ممتلئا فهي تتهيأ لما سيحصل عندما يأتي الشتاء فتشعر بالاكئتاب.
أما الرجل وبحكم أدواره الاجتماعية فهو يخرج ويتفاعل مع الحياة بشكل عادي, بينما يصبح خروج الزوجة أصعب خاصة إذا كانت أما وعندها أطفال صغار.
و لا تقتصر المعاناة مع بداية الشتاء على النساء فبعض الرجال يميلون إلى الشعور بالكآبة مع بداية الشتاء و قصر ساعات النهار.
ويرى علماء الاجتماع أن فصل الشتاء له طقوس وعادات معينة و أجواء تفرضها طبيعة الفصل المتقلبة عادة, فطبيعة الشتاء تؤدي إلى عدم المخاطرة في الخروج من البيت خاصة عندما تحذر إدارات الأرصاد الجوية من أمطار ورعود وانزلاقات.
ولا تخرج النساء كثيرا في الشتاء إلا إذا كانت عاملة لأن طبيعة الجو الشتائي طبيعة ضبابية ويختصرن الزيارات حتى بين الجارات, و تتضاعف المسؤوليات الملقاة على عاتق الأم بحكم مسؤوليتها عن كل شيء في البيت وكثرة الأعمال المطلوبة منها, ولا سيما أن الأطفال يصبحون أكثر عرضة للأمراض ويكونون في حاجة للمتابعة والمراقبة ما يزيد ارتفاع شعورها بالكآبة من فصل الشتاء, أما الرجال فهم بطبعهم يحبون المغامرة والخروج وينزعجون من البقاء في البيوت.