تتيانا الكور- يعتبر «اللوتين» من أعضاء عائلة الكاروتينات، وهي:( مجموعة من الأصباغ النباتية الطبيعية) التي تضيف فوائد صحية عديدة للجسم لدى تناولها.
وعادة ما تتواجد مادة «اللوتين» إلى جانب مادة «الزيازانثين «في تركيز عال في بقعة العين، وبالتالي فهي معنية بصحة العين والإبصار.
وتشكل بقعة العين ؛المنطقة المسؤولة في شبكية العين عن نقل الصور الملونة الجميلة التي نراها أمامنا إلى دماغنا.
وعادة ما تتأثر هذه البقعة مع تقدمنا في العمر مما يؤدي إلى فقدان الرؤية؛ ويعتبر تحلل هذه البقعة السبب الرئيسي للعمى حسب ما ورد عن دراسات في الآونة الأخيرة.
وتعتبر مادة «اللوتين» مادة مضادة للتأكسد ,إذ توفر الحماية لبقعة العين من خلال منع تراكم مادة الجذور الحرة الضارة ،التي تؤثر سلبا على بقعة العين وتزيد من تحللها، إلى جانب امتصاص بعض الطاقة العالية المركزة التي تؤثر على تحلل بقعة العين وتشير أحدث الدراسات والأبحاث الطبية والسكانية عموما إلى أن معدلات ضمور أو تحلل بقعة العين تنخفض بصورة ملحوظة لدى الأفراد الذين يتناولون مصادر غذائية غنية بكل من مادتي اللوتين والزيازانثين ممثلة بتناول حوالي 6 غرامات من كل من اللوتين والزيازانثين في الغذاء.
ويعتبر كل من السبانخ والسلق من أهم المصادر الغذائية الغنية بكل من اللوتين والزيازانثين إذ يوفر نصف كوب من السبانخ والسلق، أو ما يعادل 4 إلى 5 ملاعق طعام من السبانخ أو السلق، كمية 6 غرامات من اللوتين والزيازانثين، وهي الكمية التي نوصي بتناولها من أجل حماية بقعة العين والوقاية من تحللها وضرر الشبكية.
وإلى جانب السبانخ والسلق، هنالك العديد من الأطعمة الغذائية والمتوفرة لدينا والتي تعتبر مصادر غنية باللوتين، مثل: الذرة، الكرفس، فاكهة الكيوي، الهندباء، العنب، الكوسا، والقرنبيط. ويعتبر كل من صفار البيض والخس والبازيلاء الخضراء مصادر جيدة من اللوتين.
وتشير أبحاث التغذية التحليلية إلى أن معظم الأغذية تحتوي على مادة اللوتين بتركيز أعلى من مادة الزيازانثين باستثناء الفلفل البرتقالي والبرتقال وعصير البرتقال التي تحتوي عادة على كمية أكبر من الزيازانثين، وهي مادة مضادة لأكسدة خلايا العين وتعمل إلى جانب مادة اللوتين وتدخل في إنتاجها أيضا.
وتتوفر في الأسواق العديد من المكملات الغذائية التي تحتوي على مادة اللوتين، أحيانا بتراكيز تتراوح بين 10 إلى 20 غراما، ولكن الأدلة العلمية تشير إلى أننا لا نحصل على الفائدة نفسها من المكملات الغذائية كما نحصل عليها جراء تناولنا للمصادر الغذائية الغنية باللوتين.
كما وتشير الأدلة إلى أننا لا نحصل على فائدة إضافية أو داعمة إذا تناولنا المصادر الغذائية وحبوب «اللوتين»، وذلك لأن المصادر الغذائية توفر فرصة لنا في المحافظة على مستويات صحية من» اللوتين» في دمنا، بينما لا يضمن لنا تناول المكمل أو حبوب» اللوتين» ذلك.
وتشير الى ذلك الأبحاث والتجارب السريرية التي تظهر لنا بأنه عند استخدام المكملات الغذائية، ترتفع مستويات «اللوتين» في الدم خلال فترة ثلاثة أشهر وتبلغ ذروتها في نهاية الشهر الثالث ثم تتوقف مرة واحدة، وتنخفض مستويات «اللوتين» في الدم خلال فترة أشهرلتعود إلى طبيعتها، أو ما كانت عليه، نحو ستة أشهر. فمن الأفضل أن نحرص على تناول المصادر الغذائية الغنية باللوتين مع مراعاة تناول على الأقل كمية صغيرة ويومية ومنوعة من كل من مصادر» اللوتين» الغنية،مثل السبانخ والسلق والذرة، والكرفس، وفاكهة الكيوي، والهندباء، والعنب، والكوسا، والقرنبيط.
إذا أردت معرفة جواب البحث العلمي حول سؤال يحيرك في الغذاء والتغذية، الرجاء إرساله إلى