هل تسعى لأن تكون شخصية ذات ذاكرة قوية؟
هل تتمنى أن يكون لديك الأداة التي تعينك على ذلك؟
كل هذه الأسئلة سنجيب عنها ـ إن شاء الله ـ من خلال عرض أحد أدوات الذاكرة القوية، وقبل أن نتحدث عن هذه الأداة، أطلب منك أن تحضر ورقة بيضاء، وتؤدي معي هذه الخطوات:
1- ارسم صورة في منتصف الورقة؛ لكي تمثل فكرتك الرئيسية، على سبيل المثال: ارسم صورة معبرة عن مهاراتك الشخصية، أو إذا كنت تريد أن تمثل فكرتك الرئيسية هي عملك وكنت طبيبًا، فارسم سماعة ...وهكذا، أو اكتب المسمى الوظيفي الخاص بك، واستخدم أكبر عدد ممكن من الألوان قدر الإمكان؛ لأن هذا يجعل الأمر أكثر مرحًا ومتعة.
2- اختر لونًا وارسم منحنى يتفرع من صورتك المركزية، ثم اكتب كلمة تتعلق بأحد مواطن مهاراتك فعلى سبيل المثال: إذا كانت لديك مهارات تواصل جيدة، ارسم فرع وأطلق عليه التواصل، وستحتاج أيضًا فرعًا للمعرفة، ستكون قادرًا على توسيعه بعد ذلك، ثم أطلق أسماء الخبرة والأهداف على فروع أخرى، وفكر أيضًا في الصفات الأخرى التي تتمتع بها وهكذا.
3- استخدم كلمة واحدة فقط لكل فرع؛ لأن الكلمة أفضل من العبارات والجمل في إطلاق الأفكار، وتأكد من أن الفرع له صلة بالصورة المركزية, فإذا كانت الفروع مترابطة على الصفحة، فإن الأفكار التي تحملها ستكون أيضًا مترابطة داخل رأسك.
4- ارسم فروعًا متشعبة من الفرع الرئيسي، مستخدمًا الكلمات في تطوير الموضوع.
5- أكثر من رسم الصور؛ حيث أن الصور سوف تساعدك على التخيّل وتحفزه لديك، وليس من الضروري أن تكون هذه الصور أعمالًا فنية فالرسومات البسيطة تجدي أيضًا وتنشط الذاكرة.
هل فعلت معي تلك الخطوات، أريد ناتج ما طبقته على الورقة البيضاء؟
هل تعلم ما هذه الخريطة؟ إنها خريطة العقل.
ما هي خريطة العقل؟
قال عنها مخترعها توني بوزان: تعتبر خرائط العقل أدوات تعليمية ملونة، قضيت حياتي في تطويرها؛ لأن الخرائط طريقة ذكية للذاكرة تسمح بتنظيم الحقائق والأفكار بطريقة مثل الطريقة الطبيعية التي يعمل بها المخ عند البداية.
قال عنها الخبراء: أنها الأسلوب البديل الذي يستخدم جميع أجزاء المخ، بدلًا من التفكير الخطي التقليدي، فهي تأخذك في كل الاتجاهات، وتلتقط الأفكار من أيَّة زاوية.
إن خريطة العقل هي أداة فكرية مثالية لتنظيم أفكارك، وتعتبر خريطة العقل هي الطريقة الأمثل والأسهل؛ لتخزين المعلومات في مخك واستخراجها منه، إنها وسيلة إبداعية فعالة لتدوين الملاحظات التي ترسم خرائط لأفكارك، وهي طريقة في غاية البساطة.
إن خريطة العقل تشبه خريطة المدينة، فمركز خريطة العقل يقابل مركز المدينة، وهو يمثل فكرتك الأهم، بينما تجد أن الطرق المتشعبة من المركز تمثل الأفكار الرئيسية في عمليتك الفكرية، أما الطرق الثانوية فتمثل أفكارك الثانوية وهكذا، كما أن الصور والأشكال الخاصة تمثل الأفكار ذات الأهمية الخاصة.
أيهما أسهل الخريطة أم الوصف؟
لاشك أن استخدام الخريطة في إتباع الإرشادات أفضل وأسرع في التذكر من الكلمات الوصفية، سواء ما تسمعه أو تكتبه بعد السماع؛ لأن عقولنا تسترجع المعلومات من خلال الصورة أولا، ثم نتذكر الإسم بعد ذلك.
أهمية خريطة العقل:
- تمكنك من إلقاء نظرة سريعة شاملة على موضوع كبير أو مسألة متشعبة.
- تمكنك من التخطيط للطرق التي ستتبعها أو اتخاذ القرارات، وسوف تجعلك تعرف أين كنت وإلى أين أنت ذاهب.
- تجمع كميات كبيرة من المعلومات في مكان واحد.
- تشجعك على حل المشاكل بأن تسمح لك برؤية أساليب مبتكرة وجديدة.
- تمنحك متعة النظر إليها وقراءتها وتدبرها وتذكرها.
كيف تساعد خريطة العقل؟
إن خرائط العقل تساعدك على العديد من الطرق من أهمها:
- التخطيط.
- التحلي بالمزيد من الإبداع.
- حل المشكلات.
- تنظيم الأفكار.
- تعطي لك رؤية وإدراك.
- التواصل.
- التركيز.
- التذكر بشكل جيد.
وكما قال الكاتب مايكل ميتشالكو في أحد كتبه إن خريطة العقل:
- تنشط جميع أجزاء المخ.
- تنظف عقلك من الفوضى العقلية.
- تمكنك من التركيز على الموضوع.
- تساعدك على إظهار العلاقات الموجودة بين المعلومات المنفصلة.
- تعطيك صورة واضحة لكل التفاصيل والصور الكبيرة.
- تسمح لك بتجميع وإعادة تجميع المفاهيم وتشجعك على المقارنة بينها.
- تفرض عليك التركيز على موضوعك؛ مما يساعد على نقل المعلومة من الذاكرة قصيرة الأجل الى الذاكرة طويلة الأجل.
ما بين الخريطة الذهنية والمحاضرات:
اعتاد كثير من الطلبة على كتابة المحاضرة بالشكل التقليدي، ويظهر ذلك وكأن الطالب في سباق مع المدرس أو المحاضر؛ مما يسبب توتر أثناء الكتابة والتركيز على الكلمات وليس المعنى، وأخذ وقت طويل لاسترجاع هذه المعلومات، ويحقق استخدام الخريطة الذهنية في المذاكرة الآتي:
1- اختصار: إن جميع المعلومات ستكون في ورقة واحدة بدلًا من وجودها في أوراق كثيرة.
2- سهولة: ستجد أن استخدامك للخريطة الذهنية سهلة بل سهلة جدًا، طالما تمارسها يوميا.
3- تسلية: أن الخريطة الذهنية تعتمد على الأشكال والرسومات والألوان، وهذه الخريطة تعطيك فترة مناسبة من التسلية مع الدراسة.
4- التنظيم والسرعة والتركيز.
ومن تطبيقات الخريطة الذهنية في حياتك اليومية الدراسية:
1- تلخيص أهم أفكار المحاضرة: وعبر هذا التلخيص سوف تعرف أهم نقاط المحاضرة وأبرز تساؤلاتك حول الموضوع.
2- حفظ القوانين: والمعادلات بصورة سهلة وميسرة.
3- إلقاء ورقة بحث: من السهل أن تلقي أمام الطلبة أي موضوع، يتطلب منك إلقائه أمام جمهور من الناس.
السر في استخدام خريطة العقل:
إن السبب الذي جعل كثير من العباقرة والناجحين في استخدام لغة الصور القوية لتنظيم وتطوير حفظ أفكارهم؛ يرجع إلى أن المخ لديه استعداد طبيعي لإدراك المرئيات، في الحقيقة يجيد المخ ذلك إلى حد كبير، ولهذا فإنك تتذكر المعلومات بشكل أفضل عندما تستخدم الصور لتجسيدها.
ولقد أجريت عدة دراسات لإثبات ذلك، فمثلًا تذكر إحدى الدراسات أنه قد تم عرض 2560 شريحة فوتوغرافية على مجموعة من الشباب البالغين بمعدل شريحة لكل عشر ثوان، وعرض عليهم 280 زوجًا من الشرائح، وكانوا قد رأوا واحدة من كل زوج بالفعل ولم يروا الأخرى، وقد نجح 95 % من البالغين في تحديد الشريحة التي رأوها من قبل.
إن خريطة العقل تستخدم موهبة مخك؛ لإدراك المرئيات وعند مزجها بالألوان والصور والفروع المتعرجة، سوف تصبح خرائط العقل أكثر تحفيزًا للمخ مقارنة بالطرق التقليدية، لتدوين الملاحظات والتي تعتبر خطية وأحادية المنظور في معظم الأحيان، وهذا يجعل استحضار المعلومات من خرائط العقل أمرًا ميسورًا إلى حد كبير.
ما الذي ستحتاجه لرسم خريطة العقل؟
لأن خرائط العقل سهلة وطبيعية، فإن مستلزمات رسم خريطة العقل قليلة جدًا:
o صفحة بيضاء غير مخططة (أي بدون سطور)
o أقلام ألوان وقلم رصاص.
o عقلك.
o خيالك.
الخطوات السبع لرسم خريطة العقل:
1- ابدأ من منتصف صفحة بيضاء مطوية الجوانب؟ لماذا مطوية الجوانب؟ لان البدء من المنتصف يعطي مخك الحرية للانتشار في جميع الاتجاهات والتعبير عن نفسه بشكل طبيعي وبمزيد من الحرية.
2- استخدم أشكالًا أو صورًا تعبر عن فكرتك المركزية؟ لماذا؟ لأن الصور تغني عن ألف كلمة وتساعدك على استخدام خيالك، والصور المركزية أكثر أهمية؛ لأنها تساعدك على التركيز وتصفي ذهنك.
3- استخدم الألوان أثناء الرسم، لماذا؟ لأن الألوان تثير مخك مثل الصور والألوان تضفي قدرًا أكبر من الحياة على خريطة العقل، وتضيف طاقة هائلة إلى تفكيرك الإبداعي كما أنها ممتعه.
4- صل الفروع الرئيسية بالصورة المركزية، وصل المستوى الثاني والثالث من الفروع بالمستويين الأول والثاني وهكذا، لماذا؟ لأن المخ يعمل على الربط الذهني، فهو يحب الربط بين شيئين (أو ثلاثة أو أربعة أشياء) معًا.
فإذا وصلت بين الفروع فسوف تفهم وتتذكر بسهولة شديدة، إن الربط بين فروعك الرئيسية يخلق هيكلًا أساسيًا لأفكارك، وهذا يشبه الطريقة التي تنبثق بها فروع شجرة من الجذع، وتنبثق من الفروع الرئيسية فروع أخرى ثانوية.
5- اجعل الفروع متعرجة وليست مستقيمة، لماذا؟ لأن الخطوط المستقيمة تصيب المخ بالملل، أما الفروع المتعرجة بشكل طبيعي فهي أكثر انبهارا وجاذبية للعين.
6- استخدم كلمة رئيسية مفردة في كل سطر، لماذا؟ لأن استخدام كلمات رئيسية مفردة تمنح الخريطة القوة والمرونة، وكل كلمة لها صورة تمثل مضاعفًا يولد سلسلة من الروابط والعلاقات الذهنية، وعندما تستخدم كلمة رئيسة مفردة؛ فإن كل واحدة منها سوف تكون أكثر حرية، ومن ثم أكثر قدرة على توليد أفكار وخواطر جديدة.
7- استخدم صور عند رسم الفروع، لماذا؟ لأن كل صورة شأنها شأن الصورة المركزية تغني أيضًا ألف كلمة، لذا إذا كان لديك عشر صور على خريطة العقل الخاصة بك، فهذا يعنى أنك دونت ملاحظات تتكون من عشرة آلاف كلمة.
نصائح ما بعد عمل الخريطة الذهنية أو خريطة العقل:
- اعمل ملف خاص للخرائط الذهنية.
- ضعها على مكتبك الذي تذاكر فيه.
- علقها في غرفتك.
المهم أن تكون أمامك باستمرار، وتكرر النظر فيها بين فترة وأخرى، فهذا من شأنه أن يدخل المعلومات الموجودة فيها إلى عقلك .
نماذج للخرائط :