من هي ليلى الطرابلسي زوجة بن علي المتسببة في انتفاضة تونس ؟ عائلة بسيطةإلى جانب اتهامات الفساد الموجهة لعائلة الماطري، فإن السيدة الأولى ليلى
الطرابلسي، نالت الجزء الأكبر من الاتهامات، أهمها أنها عينت أفراد
عائلتها في مناصب الدولة الحساسة وسيطروا على الشركات والممتلكات
والثروات.
الزواج والطلاق.. والاعتقالولدت ليلى عام 1957 في عائلة بسيطة، وكان والدها بائعا للخضر والفواكه
الطازجة. حصلت على الشهادة الابتدائية والتحقت بمدرسة الحلاقة، وعملت
كوافيرة، ثم تعرفت على رجل أعمال يدعى خليل معاوي وتزوجته وهي في الثامنة
عشرة.
وعاشت معه ثلاث سنوات قبل أن يطلقها، تعرفت خلالها على محيط رجال الأعمال.
ويقول كتاب «حاكمة قرطاج» المحظور حتى الآن من دخول تونس، إنها عملت في
التجارة بين تونس وإيطاليا، إلى أن ألقي القبض عليها وسحب منها جواز
سفرها.
طلبت من أحد معارفها، وهو الجنرال طاهر مقراني التدخل لاسترجاع الجواز، وكان بن علي وقتئذ مديرا للأمن.
الطيران.. والاقتصاد!في السنوات الأولى من حكم بن علي كدس المقربون من النظام ثروات هائلة.
وبعد زواجه منها استحوذ أخوها الأكبر بلحسن على شركة الطيران كورتاجو
إيرلاينز، ثم سيطر أقاربها على قطاعات الاقتصاد. وهناك اتهامات أيضا
يسوقها الكتاب ضد عماد الطرابلسي باختلاس يخت قيمته مليون ونصف المليون
يورو.
واتهمت ليلى بأن سلطاتها تفوق سلطات الوزير الأول، حيث كانت تقيل الوزراء وتعين السفراء.
والطريف أن بعض التونسيين أتوا بشبيه للأخطبوط بول الذي اشتهر بتوقعاته في
كأس العالم، ووضعوا أمامه أسماء عدة لخلافة بن علي، بينهم اسم الطرابلسي
فوقع اختياره عليها. وأعيدت العملية ثلاث مرات وتكرر اختياره لها.
عائلة ليلى الطرابلسي الأكثر فساداوعندما يذكر ملف الفساد في تونس فإنه سرعان ما تخطر ببال
العارف بالشأن المحلي أسماء عائلات على رأسها الطرابلسي -عائلة ليلى
الطرابلسي زوجة بن علي- المصنفة الأكثر فسادا والأكثر جشعا، وبعد ذلك تأتي
في القائمة أسماء من قبيل الماطري وشيبوب، وهي كلها عائلات ظهرت ثم سيطرت
على الساحة الاقتصادية بشكل سريع خلال سنوات حكم بن علي.
وأمام تشديد الرقابة الداخلية على معظم وسائل الإعلام، وغياب
أي محاسبة لأداء النظام الذي قهر رموز المعارضة، ظهرت وبالأساس في
العواصم الأوروبية كتب تطرقت إلى النفوذ الكبير لعائلتيْ الطرابلسي
والماطيري على الصعيدين السياسي والاقتصادي، وسيطرتهما على المصالح
الاقتصادية.
ضمن هذا الإطار، كشف كتاب “حاكمة قرطاج” -في إشارة لليلى
الطرابلسي- لكاتبيْه الصحفييْن نيكولا بو وكاترين غراسييه، معطيات تشير
إلى توسع تدخل ليلى الطرابلسي في الشؤون العامة للبلاد، ومنها تعيينها
أفرادا من عائلتها في مناصب حساسة.
وأضاف الكتاب أن زوجة الرئيس لعبت أدوارا سياسية هامة جدا، واستحوذت أسرتها على ثروات اقتصادية وامتيازات متعددة.
ويكيليكس يفضحعلى أن آخر المعطيات حول موضوع الفساد في تونس كشفها موقع ويكيليكس الذي نشر وثائق وصفت محيط بن علي بأنه “أشبه بالمافيا”.
وأوضحت هذه الوثائق أن عائلة زوجة الرئيس تورطت في عمليات
اعتداء على أملاك الآخرين، وحيازة شركات مشبوهة التمويل، بالإضافة إلى
اغتصاب شركات من أصحابها.