ستيف جوبز في الثمانينيات من القرن الماضي
طالعتنا الصحف بالأمس القريب بنبأ
وفاة عبقري أبل وصانع نجاحاتها ستيف جوبز،وطار الخبر وسقط كالصاعقة على
محبي شركة أبل والأيفون والأيباد وأخواتهم،والحق هو أن الرجل -وإن لم يكن
مسلماً-إلا أنه يستحق التقدير لما له من تأثير على الحقبة الحالبة
والماضية،فقد إستطاع تأسيس شركة أبل للكمبيوترمن لاشيء، ومن ثمة عمل على
تطوير الشركة بكل تفان حتى إستقال منها قبل أربعة أسابيع من وفاته.
.
ستيف جوبز يستعرض جهاز أبل II
وقد تناولت الصحف والمجلات الكثير من
تفاصيل حياته،ولكنني سأركز هنا على بعض الدروس والنقاط التي قد إستخلصتها
من مسيرة حياته وكفاحه،علنا جميعاً نستفيد منها وقد ننجح نحن العرب يوماً
ما في إستنساخ تجربته والسير على خطاه،وهي من باب أن الحكمة ضالة
المؤمن،إليكم أوجز بعض الدروس المستفادة من محطات حياته :
.
الدرس الأول : الإجتهاد والمثابرة والعناد لتحقيق الأهداف.
فقد تلقى دروساً في الكمبيوتر وهو في
الثانوية العامة،ورغم أن والديه بالتبني أصرا عليه ليكمل تعليمه الجامعي
إلا أنه قرر ترك الجامعة وممارسة هوايته،فقطعا عنه مصروفه الدراسي،فما كان
منه إلا أنه قرر أن يصرف على نفسه وقد عمد إلى بيع زجاجات (الكوكاكولا )
الفارغة ، ونام على الأرض عند بعض الأصدقاء.
قال فيما بعد : (لو ما كنت تركت الكلية ،ما كان موديل (ماك) ظهر بصورته التي ظهر بها).
الدرس الثاني: البداية من الصفر مع الإعتماد على النفس وبإمكانات هزيلة.
المعلوم أنه أسس شركة أبل في حجرة صديقه
وشريكه في العمل ستيف ووزنياك،وتمكن من طرح جهاز أبل 1 في عام 1976 ليبيعه
بسعر 666 دولاراً،حيث تمكن من بيع 200 وحدة في عام واحد.وقد وصفت
الصحف آنذاك الجهاز بأنه أول جهاز كمبيوتر شخصي في العالم.
الدرس الثالث: قوة تأثيره وإقناعه للآخرين بالعمل معه.
في عام 1983 إستطاع إستدراج صديقه القديم
جون سكالي للعمل معه من شركة (بيبسي كولا) ليصبح الرئيس التنفيذي لشركة
أبل،حيث ذهب إليه وسأله : (هل تريد بيع المياه بالسكر والكاراميل بقية
حياتك؟! أم تأتي معي وتغير العالم؟!) .لقد كان واثقاً أن ما كان يفعله له
تأثير كبير على العالم من حوله.
الدرس الرابع: عندما يفصلونك لا تستسلم أبداً وإبدأ من جديد.
حصل عام 1986 عدة خلافات داخل شركة أبل
نتيجة للمنافسة الشديدة من الشركات الأخرى،وحدث ما لم يكن في الحسبان ،جون
سكالي نفسه إضطر إلى فصل ستيف جوبز ومجموعة مهندسين من الشركة!! فهل تعتقد
أن ستيف جوبز تأثر أو غضب أو إنهار..؟!! إن هذا يحدث للضعفاء فقط. إستمع
إلى ما قاله بعد ذلك، لقد صرح قائلاً
إن عزلي هو أفضل شيء يمكن أن يحدث لي) وقال كلمة ستبقى حكمة للزمن
بدلاً من العبء الثقيل بسبب النجاح،جاء العبء الخفيف بالبداية من نقطة الصفر).
إشترى من أحد المخرجين ستوديو للرسوم
المتحركة،ليبدأ عمل شركة جديدة أسماها بيكسار،والتي نقلت الرسوم المتحركة
نقلة نوعية لتصبح أفلاماً عالمية تستخدم فيها تقنيات كمبيوتر بجودة عالية
ومذهلة .
وبعد هذا غيض من فيض من الدروس التي يمكن
تعلمها من مسيرة هذا الشخص الناجح،والذي ترك بصمة لا يمكن أن تمحى في تاريخ
شركته والعالم من حوله.وعلى حد وصف (صحيفة نيويورك تايمز) له فهو لم يكن
يعتبر نفسه مهندساً إلكترونياً عادياً ولا مبرمجاً محترفاً ولا مديراً
مسؤلاً عن حفنة موظفين،إنما كان يعتبر نفسه قائداً تكنولوجياً،يختار أفضل
الناس ثم يشجعهم ويحفزهم لإنتاج أفضل المنتجات.
وأختم بسؤال سأله صحفي لستيف جوبز ذات مرة
عن سر الأفكار الخيالية التي تتمتع بها شركة أبل فأجاب:(إن من يعمل في
الشركة ليسوا فقط مبرمجين ،بل رسامين وشعراء ومصممين ينظرون للمنتج من
زوايا مختلفة لينتجوا في النهاية ما ترونه أمام أعينكم).
الأحد أكتوبر 16, 2011 5:10 am من طرف الزير