التليف (تشمع) هو قساوة تصيب الكبد نتيجة تزايد في الأنسجة الليفية وتدن في أنسجتها الناشطة. وغالبا ما يكون سببه هو التهاب الكبد الوبائي ب و ج ويوجد حالات معينة من سوء التغذية، وكذلك بعض السموم الخاصة ومن بينها الكحول. والسموم المتولدة من الأمراض المعدية.
يتطور التليف الكبدي تدريجيا، وغالبا ما يكون قد استفحل أمره قبل أن تنبهنا أعراضه إلى وجود الخطر. وقد يكون فقدان الوزن والشعور بالوهن من أعراضة المبكرة. وعادة ما يتبع ذلك اضطراب مزمن في الهضم. وقد يتورم الكبد أو يبقى في حجمه الطبيعي أو يصغر حجمه. أما الاضطربات الهضمية فقد تبدأ بفقدان القابلية للطعام ثم تتطور إلى سوء هضم وشعور بآلام في المعدة، وتقيوء مواد دموية بين الحين والأخر.
ثمة نوعان من التليف الكبدي، أحدهما يحدث فيه انسداد وريد باب الكبد وينتج منه تجمع السوائل في البطن واستسقاء ( تورم ). هذا النوع من التليف هو الأكثر شيوعا ويصيب عادة متوسطي الأعمار.
أما النوع الأخر فتكون فيه أنسجة الكبد قد سبق لها أن التهبت فينسد قنوات الصفراء مسببة اليرقان. وهذا النوع يحدث عادة عند الأشخاص الأصغر سنا. ويميل الكبد إلى التضخم وفي الوقت ذاته يكون أملس، ولا يحدث أي تجمع للسوائل في البطن، والأعراض الأخرى تكون اقل حدة من أعراض الحالات التي تنتج من انسداد وريد باب الكبد.
وفي الحالتين كلتيهما قد يستمر التليف سنوات عديدة. وكثيرا ما يلاحظ وجود أوردة ضخمة عبر البطن وخاصة في منطقة السرة وعبر الجسم بالقرب من الحجاب الحاجز. كما توجد أيضا أوردة متضخمة في المستقيم (البواسير) والمعي الغليظ والدقيق والبطن والمريء.وقد يحدث نزيف حاد نتيجة نزف من انفجار أو تمزق في الأوردة المتضخمة حول الجزء الأسفل من المريء.
كانت حالات التليف الكبدي تعتبر غير قابلة للشفاء، ولكن بتطور وسائل العلاج الحديثة أمكن إطالة حياة المريض في معظم الحالات، وإيقاف تطور المرض واستفحاله في حالات أخرى كثيرة. ومن حسن الحظ أن يحرز الطب مثل هذا التقدم، سيما أن عدد الحالات كانت في تزايد ملحوظ.
ما يجب عمله:
1- إذا اشتبهت بتليف الكبد فمن الضروري استشارة الطبيب لأنة وحدة يستطيع أن يشخص الحالة ويقدم العلاج اللازم.
2- يجب أن تكون الوجبة الغذائية سهلة الهضم ولا تتضمن اللحم والشاي والقهوة والتوابل والمشروبات الروحية.
3- ينصح بالراحة، وقد يكون من الضروري نقل دم للمريض في حالة النزف الهضمي.
4- الوجبة القليلة الملح وبعض التدايبر الطبية الأخرى قد تحد من تجمع السائل في البطن. وقد تدعو الضرورة إلى إزالة السائل من البطن عن طريق البزل بواسطة الطبيب.