ماذا تعرف عن التلمود؟؟
التلمود هو عبارة عن مفاهيم وتصورات وضعها خامات اليهود المتطرفين و احبارهم وهم يؤمنون بها ويمارسونها بشكل واضح وجلي وخاصة في معاملة الغير يهودي المسمون بالأغيار وفيما يلي بعض من هذه المفاهيم والافكار:
الرؤية التلمودية للأغيار:
إنّ النظرة اليهودية التلمودية تميّز اليهود عن الأغيار، الأمم غير اليهودية، فهم الشعب المختار والزرع المقدّس. هم البشر وجميع الأمم حيوانات يستدعي نحرهم.. والنحر غير الذبح . فالذَّبح يتطلب التبريك أمّا النّحر فلا يحتاج إلى تبريك. لأنّ الأمم لايحتاجون إلى التبريك . والوثني الذي يدرس التوراة يستحّق عقوبة الموت في نظر الرابي يوحنان، لأنّ موسى أوصى كما يشرح هذا الرابي بناموس ميراث جماعة يعقوب، أي أنّ التوراة هي ميراثهم وحدهم، فلهم الميّزة والأفضلية إزاء الأغيار، وهو ماتكرسّه أقوال الفقهاء اليهود في التلمود فنقرأ قول الرابي حنينا:"إذا ضرب الوثنّي يهودّياً استّحق الموت". ويقول أيضاً :" من ضرب إسرائيلياً على فكّه كأنّه اعتدى على الحضرة الإلهيّة.".(9)
الرؤية التلمودية للأغيار ترى أنّ بني إسرائيل هم البشر وحدهم أمّا ما عداهم من جميع الأمم فإنّهم من أصناف البهائم والحيوانات . ولا يجوز لليهودي أن يسكن في بيت واحد مع أحد من الأمم ، ويجب على اليهودي أن يجتهد بإخراج الساكن معه من الأمم الأخرى ، لأنّ بيوت الأمم الأخرى تشبه خان الحيوانات وليس لهم اسم مسكن على الإطلاق.(10)
كما يشير فقهاء التلمود إلى أنّه لا يجوز للطبيب "الحكيم" اليهودي الماهر أن يعالج أحداً من بقية الأمم ولو بالأجرة. أمّا إذا كان الطبيب اليهودي غير ماهر بصنعة الطّب فيجب عليه أن يتعّلم بمعالجة بقية الأمم للتعّلم فقط . وحرام عليه أحد من اليهود طالما بقي غير ماهر بصنعة الطب . (11)
إنّ طعام النصارى والمسلمين محرّمٌ ولا يجوز لليهودي أن يأكل من منازل النصارى والمسلمين. وعليه أن يتلف خمره إذا ما لمسه نصراني أو مسلم أو من عبّاد الأصنام .(12)
ونقرأ أيضاً أنّه لا يجوز لليهودي أن يتعامل بالرّبا مع أخيه اليهودي بينما يباح له أن يمتصّ غيره من الأمم والشعوب، وأن يسرقه وأن يشهد بالزّور عليه وأن يقتله أو يكذب عليه أو يغدر به أو يغصبه أو ينتقم منه أو يشتهي امرأته أو بيته. فالمحرمات التي نجدها في سفر الخروج تخصّ بني إسرائيل وحدهم :" لاتشهد على قريبك شهادة زور ولا تشته بيت قريبك ، لا تشته امرأة قريبك ولا أمته ولا ثوره ولا حماره"،" لا تقرض أخاك بربا للأجنبي تقرض بربا. لكن لأخيك لاتقرض بربا" سفر التثنية.(13)
ويتشدّد التلموديون في نظرتهم إلى العرب ، فيرد في سفر "سوكاه" قولٌ للرابي "حانا بن آبا":" هناك أربعة أشياء يندم الواحد القدّوس تبارك اسمه على خلقه إيّاها وهي :" النفي، الكلدانيون، الإسماعيليون، ونزعة الشّر" ، وينسب الرّبانيون التلموديون إلى العرب كثير من التصرفات السلبية مثل إساءة معاملة الأسرى من النساء ، وإساءتهم لجمالهم وخيانتهم وغوغائيتهم .(14)
إنّ رؤيتهم بشكل عام إلى الأمم أنّهم وثنيون يعبدون الأصنام ولهذا لا يحق لهم كما يحقّ لليهود. فلليهود حقّ بما يحرمونه على سواهم . فلا يجوز لأحد من عباد الأصنام "أي جميع الأمم دون استثناء" أن يستريح يوم السبت، فإذا استراح فينبغي قتله، لأنّ الّله قال حسب رأيهم: لا يستريحوا لا في الليل ولا في النهار، وكذلك إذا قرأ أحد عبّاد الأصنام في التوراة فيجب قتله لأنّ التوراة هي لبني إسرائيل فقط .(15)
التلمود في الكيان:
هناك سلطتان قائمتان في الكيان الصهيوني :الدولة من جهة ، ودار الحاخامية من جهة ثانية ... ودار الحاخامية تقوم على تطبيق الشرع التلمودي في شؤون الأحوال الشخصية للصهاينة" الزواج، الطلاق ، المواريث" وهي شديدة التمسّك في تنفيذ أحكام الشّرع بحذافيرها.
إنّ الشّرع التلمودي يمارس نفوذه في المجالات التالية:
-الأحوال الشخصية: قضايا الزواج والطلاق وتسجيل المواليد وقوانين الميراث.
- قوانين الأطعمة: تحليلها وتحريمها والشروحات المتعلّقة بالذّبح الشعائري.
- التعليم الديني: وهذا ما يأخذ الأولوية لدى الحاخامين، والتربية التلمودية في المدارس والمعاهد الدينية تلقى اهتماماً متزايداً ويؤلف التلمود محوراً رئيسياً في منهاج الدراسة، وتوجد في دولة الكيان مؤسسة خاصّة في القدس للموسوعة التلمودية التي بوشر بإصدارها منذ عام 1947 باللغة العبرية، وهي في متناول كلّ يهودي.
والعرب في الكيان يواجهون مظاهر التعصّب والانغلاق والتشّدد الدّيني ، وتظهر دائماً كتابات معادية للعرب على الجدران مثل :" الموت للعرب، (إسرائيل) لنا، لا نريد العرب، هذه المدرسة لنا وليست للعرب، لاتنازل عن الحدود، إلى ما هنالك من جمل وعبارات تلمودية تكرّس النزعة العنصرية والعدوانية واستحضار التاريخ . وتساهم في خلق جيل يهودي منغلق متعصّب شديد التدّين بالغيبيات التوراتية والتلمودية، يسعى لترجمتها إلى واقع ، فالتلمود يفسّر القدس السماوية بمفهومها الرّوحي على أساس القدس الأرضية ، ويشترط لتحقيق القدس الرّوحية عودة اليهود إلى قاعدتها الأرضية.
في الكيان مئات الآلاف من الشبّان الذين تثقفوا على تلك النزعات الدينية الغيبية، وهم يرفضون أي شيء يسّمى مساواة أو عدالة مع الأغيار ويحاولون دوماً ترسيخ فكرة الاختيار والقداسة، والحدود التاريخية المقدّسة وضرورة التمسّك بالتراث.
ويعمل المسؤولون الصهاينة بدأب لتشكيل الشخصية اليهودية بناء على نموذج عنصري انطلاقاً من المقولة إنّ اليهود شعب الّله المختار، وهم أسمى الأجناس وأرقاها.(16)