ايكاروس اسطورة يونانية رائعة و ملهمة تحكي
قصة الانسان مع الاهداف النبيلة و على قمتها قضية المعرفة و الحقيقة.
الشائع أن الحقيقة مرة و لكنها أيضا قد تكون
قاتلة، كان ايكاروس مسجونا مع والده المخترع العظيم لدى الملك المستبد مينوس في
جزيرة كريت في سجن قلعة حصينة و كان تواقا للحرية، صنع ابوه يوما أجنحة من الشمع و
علمه ان الطيران باستعمال هذه الاجنحة يجب ان لا يكون على ارتفاعات عالية حتى لا يقترب
من الشمس فيسقط و يموت.
طار ايكاروس و ذاق طعم الحرية فهو يخفق
بجناحين و تنشق هواء البحر و الجبل، ايكاروس الان من الاحرار الذين لا تحد حركتهم
قيود السجانين و لا يسد أفقهم تحجر عقول المستبدين.
المشهد من أعلى رائع و لم يشهده أحد قبله
أبدا، الجزيرة و الشواطئ و قلعة السجن و الطرقات و البيوت كلها صارت مرئية في آن
واحد تحت نظره فهي الأرض الواقعة تحته، رفع ايكاروس وتيرة خفق جناحيه فزاد ارتفاعه
و صار المشهد تحته اوسع و اكثر شمولية و أدرك تفاصيل و معالم لم يكن يعلمها من قبل
و هذا ما زاد فضوله لمعرفة ما وراء الأفق المرئي، أراد معرفة الأرض التي سيهرب
اليها فزاد ارتفاعه فرأى ما وراء الأفق و الأرض الموعودة و الحياة الحرة الكريمة،
لكنه لم يعلم أنه بارتفاعه الأخير قد تجاوز الغيوم و اقترب من الشمس و هي رمز
الحقيقة المطلقة التي لا ترحم، أذابت الشمس أجنحته الشمعية فسقط في البحر قبل أن
يبلغ أرضه الموعودة و لكنه بلغ هدف المعرفة معرفة المخبأ و المجهول لكل الناس و
كذلك استمتع بالحرية كما لم يخبرها بشر قبله.
طار ايكاروس .. تحرر ايكاروس .. سقط ايكاروس
.. مات ايكاروس .. و سمي البحر الذي سقط فيه باسمه.
ايكاروس وقفة انسانية امام مفاهيم غير تقليدية
مثل:
"عرس النصر لحظة الهزيمة".
"قد يعلم المرء أجزاء من صورة الحقيقة و
لكنه قد يتطلبه الأمر أن يدفع حياته ثمنا لمعرفة الصورة الكاملة".
ظل القمر ..
بتصرف