بعد انتقاله بأسابيع، وخلال تنقله بالباص، كان أحياناً كثيرة يستقل نفس الباص بنفس السائق .
وذات مرة دفع أجرة الباص و جلس، فاكتشف أن السائق أعاد له 20 بنساً زيادة
فكر الإمام وقال لنفسه أن عليا إرجاع المبلغ الزائد لأنه ليس من حقى
ثم فكر مرة أخرى وقال في نفسه: "إنسَ الأمر، فالمبلغ زهيد وضئيل، و لن يهتم به أحد..
.كما أن شركة الباصات تحصل على الكثير من المال من أجرة الباصات
ولن ينقص عليهم شيئاً بسبب هذا المبلغ، إذن سأحتفظ بالمال وأعتبره هدية من الله وأسكت .
توقف الباص عند المحطة التي يريدها الإمام ، ولكنه قبل أن يخرج من الباب ،
توقف لحظة ومد يده وأعطى السائق العشرين بنساً وقال له: تفضل، أعطيتني أكثر مما أستحق من المال
فأخذها السائق وابتسم وسأله: "ألست الإمام الجديد في هذه المنطقة؟
إني أفكر منذ مدة في الذهاب إلى مسجدكم للتعرف على الإسلام،
ولقد أعطيتك المبلغ الزائد عمداً لأرى كيف سيكون تصرفك "ـ
وعندما نزل الإمام من الباص، شعر بضعف في ساقيه وكاد أن يقع أرضاً من رهبة الموقف
فتمسك بأقرب عامود ليستند عليه،و نظر إلى السماء و دعا باكيا :ـ
يا الله، كنت سأبيع الإسلام بعشرين بنساً !!!