فيما لم يمض 24 ساعة على إعلان مجلس الغرف السعودية السماح بجلب عمالة
منزلية من المغرب، حتى تعالت أصوات نسائية سعودية مبدية رفضها التام لهذه
الخطوة، خوفا من جمال الخادمات المغربيات.
وأثار القرار خلافا حادا في التعليقات بين السعوديات والمغربيات حتى وصل الأمر إلى اتهام المعلقات
السعوديات للمغربيات بالشعوذة والسحر، فيما دفعت المغربيات عن تفانيهن في العمل واتهمن الخليجيات بعدم الثقة في أنفسهن.
وكانت صحيفة الوطن نقلت تصريح رئيس لجنة الاستقدام في مجلس الغرف
السعودية سعد البداح، بشأن اعتزام شركات الاستقدام المزمع إنشاؤها قريبا
جلب عمالة منزلية من المغرب.
ولكن سعوديات عاملات وربات منازل بررن معارضتهن لهذا التوجه بالخوف من
المرأة المغربية، مشيرات إلى أنهن يسمعن كثيرا بأن المغربية امرأة فاتنة
وجميلة، ولربما يقع الزوج في فتنتها، أو لربما تغويه هي في ظل انشغال
الزوجة عن زوجها تحت وطأة الضغط وعدم القدرة على التوفيق بين العمل والبيت.
وأشارت أخريات إلى أنهن سمعن كثيرا أن المغربيات يحبكن الأعمال
السحرية. وهي المخاوف التي دفعت ببعض النساء إلى مطالبة مجلس الشورى
بالتدخل وتعطيل هذا التوجه وعدم إنفاذه أو السماح به، كما دفعت بأخريات إلى
التهديد بالاستقالة من عملهن والجلوس في البيت، خوفا من انفراد العاملة
بالزوج خاصة إذا كان متقاعدا.
وتعالت أصوات النساء المعارضة لفكرة استقدام مغربيات للعمل خادمات في
منازل السعوديين، واستنكرت أم حمد المطيري، وهي سيدة تعمل في قطاع
الاتصالات صدور القرار. وتساءلت: كيف يصدر مثل هذا القرار بدون دراسة وافية
من مجلس الشورى؟ وأضافت أن هذا القرار له تبعات خطيرة على الأسرة
السعودية.
ورفضت سارة الحربي ربة بيت أن تصدق خبر استقدام العاملات المغربيات
للعمل في المنازل، ودعت الله أن لا يتم ذلك حتى لا ينخرب بيتها بحسب قولها،
وعلى عكسها تحدثت بلهجة ساخرة ريما المحمد، موظفة في بنك، وقالت: إن هذا
عين الصواب، بهذا القرار سيكون زوجي أمام عيني في المنزل بدل سفره كل شهر
للمغرب، في سخرية واضحة.
ورفضت أيضا قرار السماح باستقدام عاملات من المغرب أم فهد السبيعي،
التي قالت: "سمعتي قبل كل شيء، وأنا لدي بنات وشباب في سن الزواج وأخشى
عليهم".
وقالت شروق الدوسري، التي تعمل معلمة: إنها ستضطر لتقديم استقالتها من
العمل لتبقى في المنزل لمراقبة زوجها المتقاعد، مشيرة إلى أنها مع الخادمة
الإندونيسية لم تسلم فكيف مع المغربية؟!.
وترى فريدة العون، معلمة بالمرحلة الثانوية، أن أسوأ القرارات استخدام
المرأة المغربية للعمل في بيوت سعودية، وتؤكد على هذا برواية قصة وقعت مع
صديقتها التي استقدمت عاملة مغربية ثم اكتشفت علاقتها بزوجها، وما إن انكشف
أمرهما حتى أعلن الزوج تخليه عن عائلته وتقديم الخادمة عليها، بل زاد
وأسكنها في فيلا جديدة بحي الصفا.
وتؤيدها في الرأي طبيبة النساء ابتهاج محمد، التي تقول: إن النساء
المغربيات أقل عصبية، ويعملن في هدوء، وتتمحور سبل معاملتهن على خدمة الرجل
أولا وآخرا، مشيرة إلى تجربتها السابقة مع خادمة استقدمتها والدتها من
المغرب للعمل بمنزل العائلة، وكانت الخادمة لا تعير أهمية واحتراما إلا لرب
العائلة، وهو الرجل، لاعتقادها أنه الحاكم الآمر ببيته حتى لو كانت المرأة
الموظفة هي من تتحمل كفالتها وراتبها.
وتعارض أم نواف الفكرة لاستقدام خادمات مغربيات، وتؤكد بأن شقيقها
تزوج من امرأة مغربية تعرف عليها خلال بعثته ومازال يعيش معها بألمانيا.
وتقول: عند زيارته للمملكة يلوم نساء العائلة، بل ويكيل لهن التوجيهات
بأن ينهجن منهج زوجته التي لا تمل من تقديم أشهى المأكولات، وتتفنن في عمل
طواجن اللحم والكسكس.
وتؤكد أن قريباتها ونساء العائلة يرفضن استقدام المغربيات للعمل
خادمات، وذلك لتخوفهن من سيطرة النساء المغربيات على الرجال سواء بالإغواء
أو بغيره.
وانهمرت التعليقات على الموقع الإلكتروني لـ"الوطن"؛ ليتبين خلاف بين
السعوديات والمغربيات. وتقول صحيفة الوطن السبت 10 سبتمبر/أيلول 2011م: إن
بداية التعليقات كانت أشبه باعتراض بعض السعـوديات على القرار، ومن ثم تحول
مسار الحديث إلى امتداح السعوديات جمالهن مقارنة بالمغربيات.
من ثم استقر الوضع في نهاية المطاف على اتهام المغربيات بالسحر
والشعوذة. وفي المقابل دحضت المغربيات تلك الاتهامات، ووصفنها بالتجني من
قبل السعوديات، وأكدن أن ذلك ينبع من الحقد عليهن.
وردت عدة مغربيات على تخوف السعوديات من المغربيات، فقالت "جيهان
المغربية": "سبحان الله.. لماذا المرأة الخليجية تخاف المرأة المغربية؟
أليس عندها ثقة في نفسها. التي تقول إن المغربيات ساحرات، نعم نحن أكبر
ساحـرات في العالـم، ولكن بسحر الأخـلاق والاحترام والأدب مع الغير،
والكرم. أما المرأة الخليجية فهي دائما عدوانية".
وقالت جدوديا المغربية: "شوفوا المغربيـات طموحهن زاد وأغلبهن حاليا
متعلمات، ويعملن بكل إخلاص وتفانٍ، والدليل المشاغل اللي عندكم.. المغربية
مربحة لأنها تشتغـل بكد ولا تعرف الكسل".
المعلقون الذكور بانت سعادتهم من خلال ما دونته تعليقاتهم من عبـارات
لا تخلو مـن امتداح المغربيات. فقال المعلـق أحمد: "يا هـلا والله.. أرحبو
عين لحاف وعين فراش". ووافقـه الرأي المعلق "الزعيم" بعبارات تلخصت في
التالي: "ألحين الرجال هم اللي يطلبون الخادمة والحريم اللي يرفضون بتنعكس
الآية".