النساء يرفضن القبول بتقدم العمر
يحدث أحيانا للكثير من النساء أنهن يرفضن القبول بأن يتقدم بهن العمر،
ويحاولن في الخمسينات أن يظهرن كأنهن في العشرينات، الأمر الذي لا يعتبر
سيئا على الدوام، غير انه من الضروري التفريق بين الاهتمام بالجسم بشكل
دوري وبين تحول المرأة إلى عبدة لجسدها.
النساء اللواتي يبلغن من العمر
30 عاما الآن لا يبدون كذلك، أما الجدات فيظهرن اقرب إلى الأمهات منهن إلى
الجدات.. فهل هذا يعتبر أمرا جيدا أم سيئا؟ وهل من الأمور الصحيحة اعتناء
المرأة بنفسها وانتقاء الطعام المناسب لها وممارستها للرياضة؟
المشكلة
حسب المختصين تكمن في أن ضغط صناعة الموضة والتوق المستمر للاحتفاظ بالشباب
يجعل الكثير من النساء عبدات لأجسادهن. وكان يعتقد حتى وقت قريب ان
الشابات اللواتي ليست لديهن تجربة حياتية هن فقط لا يستطعن التأقلم مع تقدم
العمر، أما الآن فتظهر المشاكل في هذا المجال لدى الأمهات، بل حتى لدى
الجدات.
هذا الأمر يعني في الممارسة العملية أن جزءا من النساء يزددن
بدانة ويأكلن كل شيء من دون الاهتمام بشكلهن وصحتهن، في حين يعاني الجزء
الثاني من الجوع وكثرة التمارين الرياضية، ويصرف أموالا طائلة على التجميل
والثياب والماكياج، الأمر الذي يعتبر سيئا لدى المجموعتين.
المختصون
يشددون على انه عندما يكون طول المرأة مثلا 175 سنتم ووزنها 50 كغ، فان
الأمر لا يعتبر طبيعيا، فكيف تكون الحال عندما تكون الفتاة من نوع عارضات
الأزياء ويزيد طولها عن ذلك بمقدار 5 سنتم أو أكثر.
الوزن المثالي
المرأة
التي يبلغ طولها 175 سنتم يجب أن يكون وزنها 56 كغ على الاقل، ويمكن أن
تصل أيضا إلى 76 كغ لان ذلك يعتبر أمرا صحيا وعاديا، لاسيما عندما تكون في
العشرينات من العمر، وبالتالي ففي الأربعينات يمكن للمرأة أن تبدو اصغر من
عمرها، لكن بالتأكيد ليس كما كانت في العشرينات.
الخبراء يقولون أيضا ان
الفشل في التأقلم مع تاريخ الميلاد يتنامى بشكل ملحوظ لدى النساء في
الفترة الأخيرة حول العالم، أما سبب ذلك فيعود إلى الضغوط الممارسة على
النساء يوميا من قبل وسائل الإعلام والدعايات التجارية التي تعتبر النحافة
والاهتمام بالذات من الأمور الطبيعية أو بالاحرى قاعدة، ومن لا تقم بذلك
تعتبر ضعيفة الإرادة وغير قادرة على التحكم في نفسها.
الدكتورة النفسية
ماركيتا روكيتوفا المتخصصة في اضطرابات قبول الطعام، تؤكد تنامي عدد النساء
اللواتي يترددن إلى عيادتها ويتقن إلى الجمال، مثل الفتيات اللواتي يعانين
من فقدان الشهية أو من الشره المرضي، وانه على خلاف النساء الأكبر سنا
فانه لا يكفيهن عدم الأكل، ففي الثلاثينات أو الأربعينات من العمر لا يمكن
الحصول على أجسام جميلة فقط من خلال الحمية وإنما لا بد من ممارسة الرياضة
أيضا.
إن النساء اللواتي لا يتقن التأقلم مع تقدم العمر لا يكن قادرات
على القبول بأجسادهن مع العيوب التي فيها، الأمر الذي يظهر لدى بعضهن من
خلال الإدمان على عمليات التجميل.
ويؤكد جراحو التجميل أن عدد المهتمين
بإجراء عمليات التجميل في ارتفاع ملحوظ، وان الأمر لا يتعلق بالنساء فقط
إنما بالرجال أيضا. أما سبب ذلك فهو الشعور بتقدم العمر على أجزاء مختلفة
من الجسم، وبالتالي يرغبون في الظهور في عمر اقل لارضاء زوجاتهم، أو بسبب
طبيعة أعمالهم، أو كي يمتلكوا شعورا جيدا بالشباب.
جميلة في الأربعين
تعتقد
الطبيبة روكيتوفا ان النساء الخمسينيات من الشرائح الأكثر عرضة للتهديدات
الصحية، وعلى الرغم من أن مشاكل قبول الطعام لدى اغلبهن لا يشكل تهديدا
مباشرا للحياة غير انه يعقدها.
الطبيبة تؤكد ان فترة انقطاع الطمث خطيرة
جدا، لان القوام الجميل لا يبقى حتى بالنسبة للنساء اللواتي كن نحيفات
طوال العمر، بدون بذل أي جهد للمحافظة عليه. أما سبب ذلك فيعود إلى
الهرمونات النسائية أو بالاحرى إلى تراجعها، الأمر الذي له علاقة بتركز
المزيد من الدهون في الجسم، لاسيما حول الخصر والأرداف، في تناقص الدهون في
الوجه ويصبح الجلد أكثر جفافا وترهلا.
وتضيف: حتى التمارين الدورية
واقنعة البشرة لا تمنع المرأة من أن تصبح جدة، لذلك إذا بدأت المرأة
بالشعور بترهل الجلد على يديها، وأصبح يزعجها تموضع كتلة من اللحم الزائد
حول الركبة، فعليها أن تنظر في بطاقة هويتها الشخصية وان تقول لنفسها: عمري
أربعين سنة ورغم ذلك أبدو بشكل ممتاز.