سيدات غزه
عندما تعاني كثير من نساء العالم وتشكو بشكل مستمر خاصة خلال السنوات الأخيرة من عنف بعض الرجال والذي تختلف نسبته من مجتمع لآخر، وتعقد المؤتمرات واللقاءات المحلية والدولية لمناقشة القوانين التي تجرّم الرجل المعتدي على المرأة، وتطالب بمعالجة جميع أشكال العنف الأسري التي قد تبدأ من خلاف بسيط بين الزوجين، أو تنازل من المرأة نفسها عن حقوق كفلها الدين الإسلامي لها وبعد سنوات من استغلال الرجل لها تبدأ بالمطالبة بها! فإن ذلك لا يقارن بلاشك بمستوى العنف الواقع على نساء بلاد الاحتلال والحرب مع أطفالهن تحت وابل من الرصاص وقذائف القنابل، والتشرد في الشوارع، ومواجهة هجوم العدو الذي لا يعرف الرحمة. أيضاً لا تقارن درجات الألم من نزاع مع رجل بالإمكان التخلص منه باللجوء للجهات الرسمية بدرجات ألم ورعب التعرض لمحاولات الاغتصاب والانتهاك للحرمة الجسدية عندما تشرد النساء من منازلهن ويضطررن للنوم والجلوس مع مئات العوائل برجالها في مخيمات مشتركة في خدماتها الأساسية!. وهذه الأيام التي تعاني منها نساء غزة بكل رعبها وإجرامها نموذج لحال المرأة المفجوعة بأمن واستقرار بلادها وثباتها وصبرها وحاجة أسرتها لوقفتها ومساندتها لمواجهة هذا الاجتياح البربري، هذه عبرة، لكل النساء العربيات في الاستفادة من هذه المحنة العظيمة في تربية أطفالهن على أهمية الحمد والشكر للنعم العديدة التي يعيشونها والتي لا تقدر بثمن، ومن أهمها على وجه الخصوص نعمة الأمن والأمان والنوم تحت الأسقف المستعارة الدافئة شتاء والباردة صيفاً بكل راحة واطمئنان. فالمرأة الفلسطينية بالرغم من ويلات الحرب التي تعيشها منذ تاريخ طويل إلا أنها تعاني أيضاً من العنف الأسري وتعيش التهميش بالرغم أنها شغلت منصب وزير التعليم العالي ومنصب وزير الشؤون الاجتماعية عام 96م، ونظمت حركة لحقوق المرأة الفلسطينية، وشاركت في المؤتمرات العالمية، وبحثت عن السلام عام 2005م وأنشأت شبكة "سلمى" للسلام بهدف تجريم العنف الأسري!
ولكن بكل الحزن الذي نحمله في قلوبنا تجاه ما يحدث في غزة، وبكل الألم الذي تعيشه نساء غزة وأطفالهن ورجالهن، نرفع أيدينا لله سبحانه وتعالى بقلوب متألمة على تشتت شملهم، وانتزاع أمنهم على أيدي الصهاينة الجبارين، داعين لهم بالفرج القريب إن شاء الله