عمون - فجّرت الجمعية الفلكية بجدة،مساء الثلاثاء ، قنبلة من العيار الثقيل في تبريرها عدم مقدرتها على رؤية هلال شهر شوال مساء الاثنين، حيث شككت الجمعية في طريقة رؤية هلال شوال مساء الاثنين والتي أعلن من خلالها أن يوم الثلاثاء أول أيام عيد الفطر المبارك.
وقالت في بيان أصدرت الثلاثاء: إن ما تم رصده ليلة تحري هلال عيد الفطر المبارك من المرجح أن يكون كوكب زحل، نظراً إلى أن كوكب زحل وعقب غروب الشمس ظهر إلى جنوب الشمس، وأكدت أن ما يحدث يذكّرنا بما حدث منذ عدة سنوات بنفس السيناريو مع كوكب عطارد.
وعما قيل حول عجز المراصد الفلكية عن رؤية هلال شهر شوال وتمكن المترائين من مشاهدته بالعين المجردة، قالت الجمعية: إن المراصد الفلكية المتطورة لم تعجز عن رصد الهلال مساء يوم الاثنين، ولكنه ليس من دورها إيجاد جرم سماوي غير موجود، وهنا يكون الأشكال الحقيقي.
**
من جهته أكد رئيس الجمعية الفلكية في محافظة جدة المهندس ماجد أبو زاهرة في تصريحات لصحيفة الحياةة اللندنية الصادرة (اليوم) الاربعاء أن رؤية هلال شوال أول من أمس (الإثنين) لم تكن ممكنة في مناطق المملكة كافة، إذ إنه في حال تقسيم المدن يتضح أن المنطقة الشرقية قد غرب فيها الهلال قبل غروب الشمس، أما في المنطقة الوسطى والرياض فقد غربت بعد غروب الشمس بدقيقة، في حين أن المنطقة الغربية قد شهت غروب القمر بعد غروب الشمس بثلاث دقائق، وفي جدة بعد أربع دقائق.
وقال: «إنه كلما اتجهنا جنوب المملكة كان وقت الغروب أطول حتى يصل إلى 6 دقائق، واستغرب كيف تمكن البعض من رؤية القمر بالخصائص الفلكية التي كانت موجودة يوم الإثنين الماضي».
وأوضح أن عمر القمر وارتفاعه يجعلانه غير مرئي للراصد سواء بـ «التلسكوب» أو بـ «العين» المجردة، مضيفاً أن جميع الفلكيين في العالم العربي أكدوا أن رؤية القمر في هذا التوقيت غير ممكنة.
وأشار إلى أن الجمعية الفلكية عمدت هذا العام، إلى تطبيق فكرة جديدة، تتضمن رصد الهلال من منطقتين إحداهما مرتفعة فوق سطح البحر وهي في جبل كرا في منطقة الهدا في الطائف، والأخرى في منطقة مخفضة عن سطح البحر في مدينة جدة.
ولفت في حديثه إلى أن التلسكوبات المستخدمة كانت ثمانية أنش، وخمسة أنش، خصوصاً أن تحري رؤية الهلاك كان مفتوحاً للجمهور وليس مخصصاً لأعضاء الجمعية فقط، إذ شارك عدد كبير من المواطنين في التحري.
وأضاف أن جميع المشاركين والراصدين وأعضاء الجمعية أكدوا عدم قدرتهم رؤية هلال شوال، سواء بالعين المجردة أو بالتلسكوب، منبهاً إلى أن أجهزة «الجمعية» المستخدمة في الرصد على درجة عالية من الدقة.
وقال: «إن تلسكوبات الجمعية هي من أنواع مطورة ، إذ يمكن لها تحديد موقع القمر إلكترونياً، حيث إن جميع الأجرام السماوية مخزنة في ذاكرة الجهاز، وبمجرد وضع الجهاز المخصص لهذا الغرض، وتحديد الموقع الجغرافي، واختيار الجرم المطلوب يقوم التلسكوب بالتوجه إليه أتوماتيكياً».
وأشار إلى أن هذا الجهاز توجه ليلة الثلثاء إلى القمر، لكنه لم ير شيئاً، إذ إن ضوء الشمس كان يغطي على الأفق الغربي، إضافة إلى أن المنطقة التي كان يتواجد فيها القمر هي منطقة كثيفة من الغلاف الجوي حيث يصعب رؤية القمر في تلك اللحظة.
وشكك أبو زاهرة في أمس الثلاثاء هو أول أيام عيد الفطر بالقول : «إن ما تم رصده ليلة تحري هلال شهر شوال مساء الاثنين ، من المرجح أن يكون كوكب زحل، نظراً إلى أن هذا الكوكب وعقب غروب الشمس ظهر إلى جنوبها». داعياً إلى تشكيل لجنة مع المترائين وإقامة مراصد في كل من سدير وشقراء.
**
نص البيان الصادر عن الجمعية :
تؤكد الجمعية الفكية بجدة أن ما نشرته في وقت سابق حول إمكانية رؤية هلال شوال مساء يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر رمضان، والتي ذكرت فيه أن الرؤية سوف تكون غير ممكنه بالعين المجردة والتلسكوب في المملكة، هي معلومات صحيحة ولا يخالفها من له دراية بظروف رؤية القمر وما أجمع عليه الفلكيون في كافة أنحاء العالم العربي.
وبينت الجمعية أن علم الفلك وحساب حركة الأجرام السماوية بما فيها القمر هي قطعية ولا شك فيها وأكبر دليل على ذلك هو تحديد الموعد الدقيق لمواقيت الصلاة، فالأوقات التي توجد في تقويم أم القرى والتي تصدع بها المساجد لمئات من السنين الماضية والقادمة هي وفق الحساب الفلكي .
إلى جانب موعد حدوث ظاهرتي الكسوف والخسوف وتعامد الشمس والقمر على الكعبة المشرفة، ومواعيد عبور محطة الفضاء الدولية كلها جميعاً نتيجة الحساب الفلكي القطعي، ومما لا يعرفه الكثيرة أنه يمكن تحديد الكسوفات والخسوفات في الكواكب الأخرى وتحديد موعد عبور بقعة كوكب المشتري أمام الأرض. ومتى تكون تلك الكواكب قريبة من الأرض وغيرها الكثير. وهذا تم ملاحظته خلال السنوات الماضية .
وهذه الدقة الحسابية العلمية تنطبق بالنسبة للشهور القمرية وتحديد بداياتها، فنحن نعلم أن الله عز وجل جعل القمر ساعة كونية دقيقة تحدد بداية الأشهر القمرية بطريقة بسيطة خالية من التعقيد .
وبداية الشهر لدينا نحن المسلمون منوطة برؤية الهلال وذلك استناداً إلى قوله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) وعلية فقد أجمع الفلكيون المعاصرون على أنه لا بد من توفر شروط لرؤية الهلال بالعين المجردة في ليلة التحري :
1 – ألا يقل عمره عند الغروب عن 14 ساعة.
2 – ابتعاده عن الشمس مسافة لا تقل عن 8 درجات سماوية.
3 – تأخر غروب القمر عن غروب الشمس مدة لا تقل عن 29 دقيقة .
4 – ألا تقل نسبة الجزء المضاء من سطحه عن 1 % .
ولما كانت معرفة مدى تحقق هذه الشروط ممكنه سلفاً أصبح ممكناً معرفة إمكانية رؤية الهلال من عدمها مسبقاً أيضاً، ونظراً لأن الشروط الثلاثة الأخيرة مرتبطة بتحقيق الشرط الأول، فمن الممكن الاكتفاء بتحقيق هذا الشرط لتحديد إمكانية رؤية الهلال في أي بلد، وذلك بمقارنة موعد غروب الهلال في ذلك البلد بموعد الاقتران، فإذا تلاه بأكثر من 14 ساعة كانت الفرصة مهيأة لرؤية الهلال.
ومن المستغرب أن يزعم بعض الأشخاص رؤية الهلال عند ارتفاع أقل من درجة أو رؤيته مع أنه غرب مع غروب الشمس، فهذا الادعاء مخالف للمنطق العلمي، ناهيك عن انطوائه على مخالفة واضحة لسنه الله الكونية.
وإذا عدنا للرؤية مساء يوم الاثنين 29 رمضان 1432 فالاقتران الفلكي حدث عند الساعة 6:04 صباحاً، وغرب القمر قبل غروب الشمس في المنطقة الشرقية ولم يذكر أحد أنه شاهد الهلال هناك وكذلك هو الحال في شمال وغرب وجنوب المملكة باستثناء المنطقة الوسطى، وهذا مخالف لأبجديات علم الفلك، فالهلال لو تمت رؤيته رؤية صحيحة وحقيقية في المنطقة الوسطى من المملكة لكانت رؤيته سهلة كلما اتجهنا غرباً باتجاه السواحل الغربية والأجزاء الجنوبية.
وهذه قاعدة علمية يعرفها الفلكي المبتدئ. ولكننا لم نسمع أن من رأى الهلال في أي بقعة من المملكة باستثناء المنطقة المشار إليها.
والمراصد الفلكية المتطورة لم تعجز عن رصد الهلال مساء يوم الاثنين، ولكنها ليس دورها إيجاد جرم سماوي غير موجود، وهنا يكون الإشكال الحقيقي، لذلك فإن ما تم رصده ليلة تحري هلال عيد الفطر المبارك من المرجح أن يكون كوكب زحل نظراً إلى أن كوكب زحل وعقب غروب الشمس ظهر إلى جنوب الشمس، وهذا يذكرنا بما حدث منذ عدة سنوات بنفس السيناريو مع كوكب عطارد.
وهنا علينا أن نسأل أنفسنا: كيف يتم رصد هلال على ارتفاع أقل من درجة وهو يقع في الطبقة السميكة من الغلاف الجوي تصعب رؤيته بالتلسكوب ناهيك عن العين المجردة. بل وغرب مع غروب الشمس من الأساس في المنطقة التي أشير إلى أنه رُصد منها.
كيف كان شكل الهلال الذي تم رصده؟
كم هي المدة التي بقي فيها ذلك الهلال فوق الأفق؟
والاهم من ذلك ما الطريقة التي تم استخدامها في معرفة وقت الاقتران وغروب الشمس والقمر ومدة مكوث الهلال؟ وإذا كان برنامجاً فلكياً نتمنى أن نعرف ذلك البرنامج.
والأمر أصبح متيسراً في وقتنا الحاضر من تتبع حركة القمر وتحديد موعد شروقه وغروبه ومدى إمكانية رؤيته من خلال برامج حاسوبية بسيطة مجانية يستطيع الجميع اقتناءها، وإخضاع تلك البرامج للاختبار للتأكد من دقتها.
إلى جانب ذلك تدعو الجمعية إلى تشكيل لجنة مكونة من فلكيين مزودين بالتلسكوبات والمناظير وكاميرات التصوير للمشاركة في رصد أهلة رمضان وذي الحجة بالتعاون مع المترائين التقليديين من منطقة سدير وشقراء، بحيث يكون الرصد سنوياً، وبحضور الجمهور ووسائل الإعلام وخاصة عندما تكون رؤية الهلال غير ممكنة، والجمعية على أتم الاستعداد في البدء في هذه اللجنة اعتباراً من شهر ذي الحجة المقبل إذا ما أشرفت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من خلال التكفل بتنقلات الفلكيين ما بين جدة والرياض وإقامتهم، لأن ذلك سوف يحسن نتائج رؤية تحري الأهلة كثيراً مما هو قائم الآن، ويجعلها أكثر منهجية وموثوقية .
وتقترح الجمعية إقامة مرصدين صغيرين (دائمين) في سدير وشقراء يتكون كل منهما من قبة فلكية ومركز تحكم له، تشرف عليه إحدى الجهات الفلكية وتكلفته بسيطة جداً، ويمكن إنجازه في فترة وجيزة من خلال إحدى الشركات المختصة داخل المملكة.
وهذا المرصد يأتي تحت مظلة قرار مجلس هيئة كبار العلماء في دورة عام 1403هـ الداعي إلى إنشاء المراصد كعامل مساعد على تحري رؤية الهلال.
وتأمل الجمعية أن تلقى هذه الخطوات صدى لدى الإخوة في سدير وشقراء، لما فيه المصلحة العامة للمسلمين.