هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة من كل عام ؟
لشيخ محمد بن صالح العثيمين
السؤال: هل ليلة القدر ثابتة في ليلة معينة من كل عام، أو أنها تنتقل من ليلة إلى ليلة ؟
.
الإجابة : ليلة القدر لا شك أنها في رمضان لقول الله تعالى :{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ }
.
وبين الله تعالى في آية أخرى أن الله أنزل القرآن في رمضان فقال عز وجل { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ }
.
وكان
النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأول من رمضان يطلب ليلة القدر، ثم
اعتكف في العشر الأوسط ، ثم رآها صلى الله عليه وسلم في العشر الأواخر من
رمضان، ثم تواطأت رؤيا عدد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنها في
السبع الأواخر من رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ أرى رؤياكم
قد تواطأت في السبع الأواخر . فمن كان متحريها ، فليتحرها في السبع
الأواخر]
.
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أوالرقم: 1165خلاصة حكم المحدث: صحيح.
وإذا
تأملنا الأدلة الواردة في ليلة القدر تبين لنا أنها تنتقل من ليلة إلى
أخرى وأنها لا تكون في ليلة معينة كل عام، فالنبي صلى الله عليه وسلم
:[ إني رأيت ليلة القدر ، ثم أنسيتها ، فالتمسوها في العشر الأواخر في
الوتر ، و إني رأيت أني أسجد في ماء وطين من صبيحتها ]
.
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحةأو الرقم: 2451خلاصة حكم المحدث: صحيح.
وقال عليه الصلاة والسلام [ تحرُّوا ليلةَ القدرِ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ ]
.
الراوي: عائشة المحدث: ابن عساكر – المصدر: معجم الشيوخ – الصفحة أو الرقم: 2/983خلاصة حكم المحدث: صحيح.
وهذا
يدل على أنها لا تنحصر في ليلة معينة وبهذا تجتمع الأدلة، ويكون الإنسان
في كل ليلة من ليالي العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر، وثبوت أجر ليلة القدر
حاصل لمن قامها إيماناً واحتساباً سواء علم بها أو لم يعلم؛ لأن النبي صلى
الله عليه وسلم يقول [ مَن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما
تقدم من ذنبه ] ولم يقل إذا علم أنه أصابها فلا يشترط في حصول ثواب ليلة
القدر أن يكون العامل عالماً بها بعينها، ولكن مَن قام العشر الأواخر من
رمضان كلها إيماناً واحتساباً فإننا نجزم بأنه أصاب ليلة القدر سواء في أول
العشر أو في وسطها أو في آخرها.