بالرغم من الاهمية العظمى للصلاة في الاسلام...واعتمادها كعماد الدين كله
وربطها بكافة اعمال الانسان المؤمن ..ورغم كثرة الايات التي تذكر شرط الصلاة في تحقيق الايمان
ويطول موضوعها ..وتكثر الاحاديث الشريفه المحذرة من التهاون في الصلاة..والمكفرة لتارك هذه الفريضة
العظيمه..الا ان الله تعالى قد خص الصوم بالثواب والمغفرة الخاصة والدرجة المنفردة الممنوحة للصائم
حيث نعلم جميعنا الحديث القدسي(كل عمل ابن ادم له..الا الصوم فهو لي وانا اجزي به)
والحقيقة ان هنا وقفة مطولة ...وتعمق في التفكير ..فالصلاة بمكانتها تنهى عن الفحشاء والمنكر
وتبعد الانسان عن التعدي على حدود الله ...فما هو سر الصيام اذن؟؟؟..ولماذا الانفراد الالهي بخصوصية
هذه العبادة..........
نحن نعبد الله في جميع العبادات المطلوبه..حيث ان العباده هي الطاعة في مفهومها العام
فنحن نطيع الله ونصلي ...ونطيع الله ونحج البيت ....ونطيع الله وندفع زكاة اموالنا..الى اخر ذلك ..فكل طاعة عبادة
وهي اساس لسبب الخلق من الاصل...والله يقول ان كل هذه الاعمال هي لنا بدليل (كل عمل ابن ادم له)
فكيف هي لنا وهي طاعة له سبحانه......فاقول اننا عندما حققنا الهدف من خلقنا وهو عبادة الله نكون قد حققنا
ماخلقنا له ...وهذا الشيء بالتسليم لنا ..فالسيارة (بدون تشبيه) صنعت لتسيير...فعندما تسير تحقق هدف صناعتها
وهي التي تسير..وحتى الصوم ان اخذ بمعنى الامتناع عن الطعام فهو لنا..بدليل قول الرسول الكريم
(صوموا تصحوا)..فهذا لنا اما ان تعمقنا بالحديث القدسي ..نجد ابعادا اخرى للصيام ..يجب ان يكون على
مستوى كلام الله (فهو لي وانا اجزي به )...
اذن الصيام ليس امتناعا عن الطعام والشراب وما تحبه النفس ..ولا عن الفحشاء والمنكر
التي هي من اختصاص الصلاة ..انه الصيام لله ..وهو الرقي بالنفس والتسامي عن رغباتها وليس الامتناع فقط
نعم ايها الاخوة ..يجب ان نعرف كيف نصوم .....نصوم بترفع عن متطلبات النفس
نكبح جماحها طوعا ...وبارادة وقناعة وليس بامتعاض وانتظار المؤذن ليريحنا من عبء التحمل
نرتقي ونصوم لمن قال ان الصوم له...لنستحق (وانا اجزي به) جزاءا خاصا للصائم وليس للجائع
للمحتسب وليس لمؤدي واجب ...من ان اداء الواجب يسقط الفرض..ولا يكسب الثواب الخاص بالصيام
والحديث الشريف يقول (كم من صائم ليس له من صومه الا الجوع والعطش)..
ارجو من الله ان يقدرنا ويرشدنا جميعا الى مرضاته..والى طريق ثوابه
اسماعيل غانم