عبد العزيز جباري:" من الصعب أن نقول إن كل شيء انتهى بمجرد ظهور صالح على التلفزيون"
عبد العزيز جباري، عضو مجلس النواب اليمني والناطق باسم تنظيم
العدالة والبناء، يتحدث عن الخطاب الأخير للرئيس علي عبد الله صالح.
حاوره طارق القاعي.
ظهور الرئيس علي عبد الله صالح وآثار حروق بالغة في وجه
ويديه هل ظهوره في هذه الصورة يمكن أن يمهد لعودة فعلية له كشخص ضحى في
سبيل الوطن أم أن ذلك يؤكد نهاية الرئيس علي عبد الله صالح ونهاية هذا
العهد ؟ أعتقد أن ظهور الأخ الرئيس خلال هذه الفترة كان بناء على
رغبة كثير من رجاله و من أعضاء حزبه من أجل إعطاء انطباع لمؤيديه بأنه لا
يزال موجودا وأنه يتمتع بصحة جيدة وإن كنّا رأيناه في حالة مرض ولكنه يتمتع
بكل قواه العقلية. أما أن يرجع أو أن يمارس دوره السياسي، فأعتقد أن هناك
أمورا كثيرة لا بد من أن تحل ولدينا في اليمن مشكلة كبيرة جدا ولا بد من
حلول. السؤال هو هل الأخ الرئيس في صحة جيدة أم أنه مريض ؟
هل ذلك سوف يزيد برأيك من تعاطف الشعب معه أو من عودة المعارضة عن بعض مطالبها ؟ أعتقد ان مؤيدي الرئيس سوف يؤيدونه سواء كان في صحة جيدة أو
كان مريضا. أما الذين لهم رغبة في التغيير و يحاولون أن ينتقل البلد إلى
وضع أفضل فهذا الظهور لن يغير شيئا. أعتقد أن الهدف بالنسبة لهم هو هدف
بعيد عن الأشخاص. القضية ليست قضية شخص مريض أو معافى. نحن بحاجة إلى حلول
سياسية حتى لا ينزلق اليمن في فوضى أو في مشاكل لا حصر لها. الحادث الذي
حصل للرئيس مُدان من كل أبناء الشعب اليمني ومن قبل المعارضة و من كل
الناس. نحن في اليمن لا نؤمن بالعنف مطلقا. لكن تظل المشكلة اليمنية مشكلة
جاهزة. وضعنا الاقتصادي وضع منهار جدا وكذلك وضعنا الأمني. الحروب موجودة
في الكثير من المحافظات. الكثير من الخدمات الاساسية مفقودة و لا توجد في
العديد من المحافظات. لا يوجد ماء ولا كهرباء ولا غاز. الأفق السياسي
مسدود. نحن بحاجة إلى بصيص من الضوء للخروج من هذا النفق المظلم الذي وصلنا
اليه.
المطلب الأساسي للمعارضة كان رحيل الرئيس، هل المطلب هو نفسه خاصة وأنه في خطابه رحب الرئيس علي عبد صالح بالمشاركة ودعا للحوار؟ المعارضون يعتبرون أن النظام الحالي لا يستطيع أن ينقل
البلاد إلى وضع أفضل. الأخ الرئيس طرح المشاركة مع الآخر. أنا أعتقد أن
هناك قضايا اساسية لا بد من أن تحل. الناس يريدون شراكة حقيقة في السلطة
وفي الثروة ويريدون المساواة. قضية الدعوة إلى حلول شيء طيّب ولكن الأهم من
هذا هي الممارسة الحقيقية وأن نصل إلى حلول. أعتقد أن التمسك بالسلطة حتى
الرمق الأخير لن يوصلنا إلى حلول خاصة أذا فكرنا بهذا الشكل.
إذا برأيك لن يكون هناك أي تأثير فعلي لهذا الخطاب على أي تغيير او حل في اليمن ؟ أعتقد أن المعارضين سيظل مطلبهم وشعارهم هو إسقاط النظام.
النظام مثلما تحدث به الأخ الرئيس اليوم يدعو إلى الشراكة. كان هذا مطلب
المعارضة من قبل سنة. لو حدث مثل هذا الكلام في السابق لكان من الممكن أن
يصل الناس إلى تفاهم وأن تكون هناك شراكة حقيقية. ولكن الآن ستظل هذه
المطالب متواجدة لأنه بعد خمسة أشهر من الاحتجاجات والمظاهرات والمسيرات
والتضحيات التي حصلت من الشباب المعتصمين و بعد كثير من الضحايا والجرحى،
فمن الصعب أن نقول في نهاية المطاف إن كل شيء انتهى بمجرد ظهور سيادة
الرئيس على شاشة التلفزيون. أعتقد أن الأمر سيظل هكذا بل من المحتمل أن
تكون المشاكل أكثر في المستقبل.